قتلى الأعراس
بات من أسباب الوفاة التي ستضاف إلى قوائم الأسباب المفضية إلى الموت هي: حضر عرسا فقتل بسبب جنون العروسين بالظهور! والرغبة في أن يأتيا بما لم يسبقهما إليه أحد من الحركات البهلوانية البلهاء التي تأتي في كثير من الأحيان على أرواح الحضور، وتحصد نفس من سولت له نفسه مشاركتهما سرورهما بهذا العرس، وقد أنساه الشيطان .. النظر إلى عظيم المخاطر، والتردي في المهالك التي يسوقها إليه سفه عظيم، يملك من المال ما يجعله يفعل ما يريد!
من أيام قلائل .. حشر المدعوون بالمئات فوق يخت على مرسى بيروت .. لحضور عرس .. لم يقدر أصحابه الأوزان والأحمال حتى غرق اليخت بمن فيه .. مغرقا أنفسا كثيرة من الحاضرين والحاضرات!
وفي الهند أنفق ثري هندي مبالغ هائلة لصناعة بلورة عملاقة من الزجاج الأزرق .. في داخلها مقعد يتسع له ولعروسه .. من أجل أن ترفعها رافعة إلى أعلى مستوى ممكن ثم تنزلهما في غمرة من الأنوار الباهرة .. والملونة!
وبعد الارتفاع الهائل .. انهد عصب الرافعة من الوزن الهائل .. لترتطم الكرة الزجاجية بالأرض.. رافعة روح العروسين للسماء.. تاركة جسديهما في بركة من الدم الغزير.. وفي ضجة صراخ الضحايا الذين أصابهم من شظايا الزجاج في أماكن كثيرة من أبدانهم! تبين لاحقا أن بعضهم تلف فيه ما لا يمكن علاجه!
وفي سورية انفلت الحصان الذي حمل العروس على الحضور يركلهم بحوافره الصلبة، بعد أن تولاه الذعر والخوف من أصوات الموسيقى .. والإنارة! تاركا خلفه من أصيب من الحضور بالكسور والرضوض!
ومن أيام فقط توفيت سيدة لأنها حضرت عرسا .. وفي الوقت الذي يفترض فيه دخول العروس .. أطفئت الأنوار .. وساد صمت مخيف .. ثم تقدم أربعة رجال .. وعلى أكتافهم .. تابوت .. أسود مع موسيقى جنائزية .. ومن هول الصدمة .. انهار قلبها الضعيف وانحبس في صدرها آخر نفس لها من أنفاس الحياة .. قبل أن ينزل التابوت على الأرض .. وتخرج منه العروس بفستانها الأبيض .. مع تعالي صوت الموسيقى مجددا .. الذي لم ينته إلى أذن الضحية ذات القلب الضعيف.
ومن شهور قليلة في محافظة القطيف .. تمت مواراة، أحد المهنئين في قبره .. بعد أن أصيب برصاصة في الرأس أثناء الزفة! من قبل أحد أصدقاء المعرس .. الذي رغب أن تكون الزفة بضجيج الرصاص! وهكذا لم يكمل الشاب عامه الخامس والثلاثين .. وقتل ضحية عرس!
وعشرات الحالات .. تحدث يوميا .. إن ضحايا أبرياء يحضرون لأعراس، فتقوم العروس المختلة نفسيا، مع زوجها المختل عقليا .. بتدبير حيلة غبية تتلف بها عددا من الأنفس، وتزهق بها عددا من أرواح الحاضرين!
فإن كان موسى طلب من الله ألا يعاقب بني إسرائيل بتصرفات السفهاء منهم! فينبغي عليك أنت أن تحمي نفسك، حيث لا تكون واحدا من ضحاياهم! ولا سيما أن المال عند السفيه لا يقل خطورة عن السلاح عند الجاهل والأحمق! وأن المرأة الحمقاء إذا وجدت لها بهيمة من الرجال ذات غنى .. من الطبيعي أن يكون من حولهما أو بالقرب منهما في خطر محدق وقريب النوال منه إذا كان التدبير لعرس يراد له أن يكون - مختلفا - تماما عن البشرية!
وبعد هذا التذكير .. تأكد من السلامة العقلية والنفسية .. لمن أرسل لك دعوة عرس .. فربما كان الموت كامنا في جنون العظمة والظهور لأصحابها .. وتأكد أن قتلك محض خطأ .. لن يحرص أحد على تصنيفه بأكثر من الخطأ المحض .. الذي يجعل على أحسن التقدير .. حياتك بكل ما فيها .. مقابل .. دية يقبضها الوارث من بعدك .. إني لك ناصح أمين .. تريث!