بيت الصراع النصراوي

تغيَّر الفريق النصراوي كثيراً وضَعُفت المالية ولم يعد صوته الإعلامي متمكناً، كما سبق، وغادر من كتيبة النجوم القائد ولحقه بعضهم، بعد ذلك استقال فيصل بن تركي؛ ومن ثم عاد في موقف يُوصف بأنه شجاع؛ مقدماً الوعود للمدرج العاشق بأنه قادر على الوقوف من جديد، فقدماه لا تزالان ثابتتين، وأنه بمقدوره العودة إلى المركز الأول من جديد.
 لم يعد المدرج يثق بهذا الكلام غير أن هذا المدرج لا حول له ولا قوة؛ ضعيف لا يقدم ولا يؤخر في نهاية الأمر، فصوتهم خافت تم اختزاله بين نقد الهريفي؛ وشماتة الدويش؛ ونقد الصرامي؛ القوي يقابل كل هؤلاء المريسل؛ مدافعاً ومنافحاً بالجهة الأخرى. طال النزاع بينهم ومل الجميع من ضجيج الصوت العالي ومن توزيع الأدوار، وغابت شمس الحقيقة بين هذا وذاك، بينما على الأرض تغيّرت بعض قواعد اللعبة السابقة، فلقد نجح فيصل بن تركي؛ في الإسهام في إقناع عدد من اللاعبين بالخروج بعد أن اتفق رأي الجميع على عدم جدوى بقائهم، وأنه لا منفعة مرجوة منهم في الموسم المقبل، فالمشكلات لوجودهم ملازمة والتنافر بينهم ظاهر حتى نخرت التحزبات جسد الفريق وروحه، وأعلنها الرئيس نهاية الموسم، واشتكى من عدم قدرته على إيقافها، فتوارت مرحلة حسين عبدالغني؛ وبات الفريق يبحث عن قائد جديد وحماس يكسر الجمود الحاصل. ولم تنتهِ الحكاية ولم تكتمل الصورة، فبرونو؛ البرازيلي الذي أحبه الجميع وشاهدوا منه جدية، بوادر الفراق معه حاضرة بقوة، والمتهم نائب الرئيس السابق تلميحاً من الصوت المدافع عن الرئيس، وإن لم يستطع التصريح بذلك، فدخل الكيان في حرب شرفية لا تنتهي. هكذا قدر “العالمي” وحاله، فالغيرة بينهم نارها تستعر ولا مرجعية تحل الإشكال، فالمجلس الشرفي مداهن لإدارة النادي ولا يعارضها بأمر؛ بل هو أداة في يدها يطوعها كيف يشاء، كيف لا، وقد بدأ المعسكر في ظل نقص كبير من اللاعبين المحليين وعدم التعاقد مع الأجانب حتى الآن، تعذرت الإدارة بأن سبب التأخر والإجازة الممنوحة للنجوم الأربعة كانت بسبب مشاركتهم الدولية، وهذا جواب مقنع، فلماذا الذهاب إذا لم يكتمل العدد وتظل حالة جدلية قد يتم التجاوز عنها لو بادرت الإدارة بإغلاق كل الملفات الأخرى،  فلا رواتب سُددت ولا عقود جُددت، فعمر هوساوي؛ يعلن الرحيل والبديل اللاعب الشاب عبدالله مادو؛ الذي كان سبباً مباشراً في رباعية الباطن العام الماضي، وجاء إعلان تصعيد مجموعة من لاعبي لتدعيم خطوط الفريق الأول، وهي خطوة بدأت منذ العام الماضي حين تمّ الزج بسامي النجعي؛ وعبدالرحمن الدوسري؛ ونجحا في حجز مكانين لهما في تشكيلة الفريق.
 حلول .. قد تكون طوق النجاة للرئيس المتردد بين البقاء حيناً والرحيل حيناً آخر؛ فهو لا يعرف متى يقرّر ولا متى يمسك بزمام الأمر بشكل جاد وقوي، وهذا لا يعني عدم قدرته حينما يريد أن يعمل، فهل يا تُرى البقاء لأهداف خاصة هي التي ثنت عزيمته وجعلته يعود إلى عشقه من جديد أم هي فرصة ينتظر حصولها من خلال لقمة التخصيص السائغة التي لم تُعلن كيفيتها حتى الآن؟

 

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي