أيامنا الوطنية .. سيرة وأحداث وتحولات
جرت التقاليد الوطنية القديمة والأعراف الدبلوماسية الحديثة في شتى دول العالم على الاحتفال بما يسمى (اليوم الوطني) أو (العيد الوطني) في كل عام، والأيام الوطنية أو الأعياد الوطنية أيام يتم اختيارها وتحديدها عادة وفق منطلقات وطنية محضة، تتمحور حول الأيام الخالدة في ذاكرة الشعوب، فهي تستلهم التاريخ الجمعي المشترك للسكان، ولذا ترتبط دائما بذكرى جميلة لأحداث راسخة في وجدانهم قبل أذهانهم يستعيدونها عاما بعد عام وجيلا بعد جيل؛ لتشعرهم بالأوقات السعيدة التي وحدت صفوفهم على أرض واحدة ليشتركوا في الانتماء والهوية والدفاع عن مقدرات وطنهم وحدوده.
أما الأحداث التي ترتبط بذكرى اليوم الوطني، فتختلف من بلد إلى بلد، وأبرز الأحداث التي تؤرخ بها هذه الذكرى في العالم الحديث هو استقلال البلدان بتخلصها من الاحتلال وتحررها من الاستعمار، فيكون يوم الاستقلال يوما خالدا، وتكون ذكراه في كل عام حدثا سعيدا مشتركا لجميع السكان؛ حيث يحتفل نحو 100 دولة بيوم الاستقلال، وتعتبره يومها الوطني وعلى رأسها الولايات المتحدة، التي تحتفل بيومها الوطني في 4 تموز (يوليو) من كل عام، إشارة إلى ذلك اليوم من عام 1776، الذي اعتمدت فيه وثيقة إعلان استقلالها عن بريطانيا العظمى، ومن الدول التي تحتفل بيوم الاستقلال اليونان ونيجيريا وموريتانيا والمكسيك والفلبين ولبنان وغيرها كثير، وفي هذا الاتجاه قد لا يرتبط اليوم الوطني بإعلان الاستقلال بل بيوم التحرير كما في بلغاريا وتونغا وغيرهما، أو بيوم الجلاء كما في سورية وغيرها. وقد يكون اليوم الوطني هو يوم تأسيس الجمهورية أو إعلانها كإيطاليا وآيسلندا وتركيا والنيجر والهند وغيرها، أو يكون يوم إعلان الدستور كما في النرويج وبولندا سلوفاكيا وبالاو وجزر مارشال وسيشل وغيرها، وقد يكون اليوم الوطني مرتبطا بذكرى قيام الاتحاد كما في الإمارات العربية المتحدة أو جمهورية تنزانيا المتحدة. وقد يرتبط اليوم الوطني في بعض البلدان بالثورة كما في كوبا التي تحتفل بيومها الوطني في الذكرى السنوية للثورة في 1 كانون الثاني (يناير) من كل عام وكذلك مصر التي تحتفل بيومها الوطني في ذكرى ثورة 23 تموز (يوليو) من كل عام وغيرهما.
أما في جنوب إفريقيا فيسمى اليوم الوطني الذي يوافق يوم 27 نيسان (أبريل) يوم الحرية وهو يوم يرتبط بذكرى أول انتخابات حرة نزيهة أجريت سنة 1994 بعد سقوط نظام الفصل العنصري، لهذا يعد هذا اليوم يوما تاريخيا؛ لأنه يرمز للعدالة والحرية الاجتماعية والقضاء على العنصرية. بينما يحل يوم إسبانيا الوطني في 12 تشرين الأول (أكتوبر)؛ حيث يحتفل فيه بذكرى اكتشاف أمريكا على يد كريستوفر كولومبوس! أما يوم أستراليا الوطني فهو 16 كانون الثاني (يناير) الذي يوافق ذكرى وصول أول أسطول بحري بريطاني، والمكون من 11 باخرة، إلى أستراليا وذلك في عام 1788، حيث جاء البريطانيون إلى أستراليا وأنشأوا مستعمرتهم في نيو ساوث ويلز New South Wales الواقعة على الساحل الشرقي لأستراليا، وفي نيوزلندا يحتفلون بيوم إيتانغي في 6 شباط (فبراير)، الذي يوافق ذكرى توقيع وثيقة تأسيس نيوزيلندا بين العائلة المالكة البريطانية وقبائل الماوري، حيث فرضت بريطانيا سيادتها على تلك المناطق.
وقد تجعل بعض البلدان يوم ميلاد الملك أو الملكة أو الإمبراطور يوما وطنيا كما في المملكة المتحدة؛ إذ يحتفلون بمولد الملكة في 11 حزيران (يونيو) والدنمارك التي تحتفل بيوم ميلاد الملكة في 16 نيسان (أبريل)، في حين يوافق يوم الملكة في هولندا 30 نيسان (أبريل)، بينما يحتفلون في اليابان بيوم ميلاد الإمبراطور في 23 كانون الأول (ديسمبر)، وفي تايلاند يحتفل بيوم ميلاد الملك في 5 كانون الأول (ديسمبر). أما إيرلندا فيرتبط يومها الوطني بذكرى دينية، حيث تحتفل به في يوم القديس باتريك الموافق 17 آذار (مارس) وهو ذكرى دخول المسيحية لإيرلندا على يد هذا الرجل.
ومع أن أكثر الدول تحتفل بيوم وطني واحد في السنة، إلا أن بعض الدول لها أكثر من يوم وطني واحد فيما يكون أحدها هو المعتمد دوليا! كما أن أكثر البلدان لها تاريخ ثابت لليوم الوطني، لكن بعض الدول لها تواريخ متغيرة. مثل جامايكا، التي تحتفل بيومها الوطني في الإثنين الأول من شهر آب (أغسطس) من كل عام.
الأيام الوطنية السعودية:
من المعلوم أن الأعياد الرسمية في المملكة قبل التوحيد وبعد التوحيد هما عيدا الفطر والأضحى، وهما عيدان تعطل فيهما الدوائر الحكومية، ويجري فيهما تبادل التهاني بين الملك ورؤساء بلدان المسلمين في العالم، كما يقدم فيهما سفراء دول العالم الأخرى تهانيهم للملك وحكومته، وبما أن للعيدين الآنفي الذكر، كما يشير فؤاد حمزة، صفة دينية محضة، فقد رؤي أنه من المناسب أن يتفق على اختيار مناسبة مشهورة لاتخاذها عيدا قوميا تظهر فيها البلاد عواطفها الوطنية كسائر بلدان العالم.
وقد يظن بعض القراء أن يوم إعلان توحيد المملكة الموافق للثالث والعشرين من أيلول (سبتمبر) الذي نحتفل به اليوم هو اليوم الوطني الرسمي الأول للدولة، والحقيقة أن هذا اليوم لم يتم اعتماده كيوم وطني رسمي للمملكة إلا عام 1385هـ/ 1965، ولكن سبقته بعض الأيام التي جرى الاحتفال بها بشكل رسمي، بل عدت أياما وطنية للدولة في الداخل والخارج خاصة في عهد الملك عبد العزيز وعهد الملك سعود، وهي:
1 - يوم جلوس الملك عبدالعزيز على عرش الحجاز (عيد الجلوس الملكي):
بعد اكتمال ضم الحجاز تحت لواء الملك عبدالعزيز وتحديدا في يوم 22 جمادى الآخرة 1344هـ الموافق 7 كانون الثاني (يناير) 1926، نشر بلاغ عام باسم عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل السعود دون ألقاب يفيد بأن أهل الحجاز طلبوا منه أن يمنحهم حريتهم في تقرير شأن بلادهم كما وعدهم، فأطلق لهم الحرية في ذلك خاتما البلاغ بالآية "إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب"، كان هذا البلاغ العام في الحقيقة إرهاصا لإعلان مبايعة أهل الحجاز للسلطان عبدالعزيز آل سعود ملكا على الحجاز، وقبوله هذه البيعة التي تمت فعليا عند باب الصفا من المسجد الحرام بعد صلاة الجمعة 23 جمادى الآخرة 1344هـ الموافق 8 كانون الثاني (يناير) 1926، فكانت هذه المناسبة التاريخية العظيمة التي جمعت نجد والحجاز وملحقاتهما تحت حكم رجل واحد من الأحداث النادرة المشهودة في تاريخ الجزيرة العربية عزيزة على النفوس، وما كاد يدور الحول إلا ومجلس الشورى في الحجاز يتحفز لإحياء ذكرى هذه المبايعة المجيدة، ويقرر في اليوم السادس عشر من جمادى الآخرة 1345هـ الموافق 22 كانون الأول (ديسمبر) 1926 رفع استعطاف للملك عبدالعزيز بشأن موافقته على جعل يوم مبايعته بالملك يوما وطنيا تحيي الأمة ذكراه سنة بعد سنة، ولكن الملك عبدالعزيز لم يجز ذلك الاستعطاف "رغبة من جلالته عن مظاهر الأبهة والفخفخة".
واستجابة لرغبة الملك عبدالعزيز فقد صرف النظر عن الاحتفال بهذه الذكرى خلال الأعوام الثلاثة التالية 1927، 1928، 1929، إلا أن مجلس الشورى أعاد المحاولة لإحياء ذكرى هذا اليوم السعيد في شباط (فبراير) 1929 بعد أن عاضده على ذلك جمع غفير من الأهالي والهيئات الرسمية الذين تقدموا إلى الملك، راجين منه ألا يخيب رجاءهم في إقرار يوم مبايعته ملكا على الحجاز في الثامن من كانون الثاني (يناير) من كل عام عيدا وطنيا، فوافق الملك على ذلك، وتقرر الاحتفال بذلك اليوم، وصدر الأمر بشأن مراسم عيد الجلوس الملكي في الأول من جمادى الآخرة من عام 1348هـ في ثلاث مواد هي:
المادة الأولى: يعتبر اليوم الذي يوافق اليوم السابع عشر من برج الجدي من كل سنة عيدا وطنيا تعيده البلاد لإحياء ذكرى "الجلوس الملكي".
المادة الثانية: تعطل دوائر الحكومة الرسمية في ذلك اليوم، وتجري فيه مراسيم المعايدة وتطلق المدافع 21 طلقة.
المادة الثالثة: يصادف العيد الأول لعامنا الحالي في اليوم الثامن من شعبان سنة 1348هـ.
وبهذا يمكن أن نقول إن عيد الجلوس الملكي هو اليوم الوطني الأول الذي تم اختياره والاحتفال به في بلادنا، ولكن هذا الاحتفال لم يتم إلا بعد مرور أربع سنوات من اعتلاء الملك عبدالعزيز عرش الحجاز، وقد شكلت لجنة خاصة على أثر ذلك سميت (لجنة تنظيم الاحتفال بعيد جلوس جلالة الملك) التي عهد إليها النظر في ترتيب الاحتفالات وإقامة مظاهر الزينة التي قررت إقامة حفلات عديدة يشرفها النائب العام، ودعوة بعض الوفود من الخارج للمشاركة في احتفالات هذا اليوم الوطني المجيد. ومن مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة منح عطلة للدوائر الحكومية، وتخليد المناسبة بإصدار طوابع بريدية خاصة، وكذلك إصدار الجريدة الرسمية "أم القرى" عددا خاصا بالمناسبة، كما تم العفو عن بعض المساجين، وتخفيض ثلث المدة عن البقية، في حين تم دعوة فريق من محبي البلاد وأصدقائها ومراسلي الصحف في البلدان العربية، ومن أبرز المدعوين العلامة أحمد زكي باشا ونبيه بك العظمة والشاعر خير الدين الزركلي والأديب عبد الوهاب خضير، وممن دعي من المراسلين الصحافيين محمود أبو الفتح مندوب جريدتي "الأهرام" و"التايمز"، وعبد الحميد حمدي مندوب جريدة "البلاغ"، وعبد القادر المازني مندوب جريدة "السياسة"، ومحيي الدين رضا مندوب جريدة "المقطم"، والمويلحي مندوب جريدة "كوكب الشرق"، وأنطون يعقوب ورياض شحاتة وغيرهم.
وقد وضعت اللجنة المكلفة برنامجا خاصا وحافلا للاحتفال بعيد الجلوس في مكة المكرمة يبدأ في صباح يوم الأربعاء 8/8/1348هـ الموافق 8 كانون الثاني (يناير) 1930 برعاية النائب العام، كما أقيمت الاحتفالات بهذا اليوم السعيد في جدة والطائف والمدينة وينبع، كما احتفلت بهذا اليوم الوكالة الحجازية النجدية في كل من مصر وسورية، كما تلقى الملك التهاني بذكرى هذا اليوم من كل مكان، وقد أقيمت بهذه المناسبة حفلة خاصة في وادي فاطمة، ألقيت فيها الخطب والقصائد ومنها قصيدة أحمد الغزاوي التي مطلعها:
ترنحت الأعطاف وابتسم الزهر
ببيعة يمن شأنها النهي والأمر
لخامس عام أينعت بثمارها فعم بلاد العرب من طيبها نشر
ومنها:
ألا إن هذا اليوم يوم مخلد يظل على كر الدهور له ذكر
تدل به عدنان في كل حقبة ويبدو عليها في مواسمه كبر.
ومن القصائد الجميلة التي ألقيت أيضا قصيدة خير الدين الزركلي التي ختمها بقوله:
هنيئا لأهل العيد عيد مملك شفى المجد من سقم عراه وإدناف
ولا زال عرش الملك مرتفع الذرى بآل سعود من أصول وأخلاف
وقد استمر الاحتفال بهذا اليوم الوطني على المنوال نفسه في العام التالي 1931، وكانت النيات تسير إلى استمرار الاحتفال به كل عام، إلا أنه حدث أمر لم يكن في الحسبان، وهو اعتراض علماء الدين النجديين على الاحتفال بهذا اليوم.
اعتراض العلماء على الاحتفال بعيد الجلوس:
قبل حلول الذكرى الثالثة للاحتفال بعيد الجلوس الملكي بمدة طويلة، حيث ورد كتاب للملك من جميع علماء نجد في 7 ذي القعدة 1349هـ يشير إلى اعتراضهم على عيد الجلوس الذي احتفل به خلال العامين الهجريين 1348 و1349 (1930 و1931) لأنه سيكون عادة وسيتخذ عيدا يضاهي الأعياد الشرعية ويناصحون الملك لإلغاء الاحتفال به. ونظرا لتقدير الملك عبدالعزيز للعلماء وحرصه على ملاطفتهم فقد استجاب لنصيحتهم دون نقاش أو محاولة لإقناعهم أو حتى تكليف علماء الحجاز بالرد عليهم، ربما لأنه في الأصل كان راغبا عن الاحتفال بهذا اليوم منذ البداية في خطابه بتاريخ 1 ذو الحجة 1349هـ.
ولعلنا نتساءل بعد ذلك، هل ألغي الاحتفال بهذا اليوم تماما بعد اعتراض علماء نجد الذين لم يعتادوا على الاحتفال بمثل هذه الأيام الوطنية الجديدة عليهم حيث لم تكن جزءا من ثقافة المجتمع النجدي ولا من بروتوكولات تنظيمات الدولة في نجد في تلك الفترة؟
يذكر فؤاد حمزة أن حفلات عيد الجلوس لم تتكرر إلا مرتين وذلك في عام 1348 وعام 1349هـ ثم تم الاقتصار على الاحتفال بتلك الذكرى في جدة فقط، حيث تتقبل الحكومة تهاني ممثلي الحكومات الصديقة وفق مراسيم مقننة، كما يتلقى جلالة الملك برقيات الملوك ورؤساء الجمهوريات.
والحقيقة أن الحديث عن ذكرى الجلوس خفت بشكل واضح على المستويين الرسمي والشعبي كما أن الاحتفال بها كمناسبة وطنية اختفى خلال عامي 1350 و1351هـ ــ 1932 و1933 اللذين تخللهما إعلان توحيد البلاد وتسميتها المملكة العربية السعودية والاحتفال بذلك في نجد والحجاز وذلك بموجب الأمر الملكي رقم 2716 الصادر بتاريخ 17 جمادى الأولى 1351هـ الذي حدد يوم الخميس اليوم الأول من برج الميزان 21 جمادى الأولى 1351هـ (الموافق 23 سبتمبر 1932) يوما لإعلان توحيد المملكة العربية السعودية.
وهكذا مرت الذكرى السادسة والذكرى السابعة ليوم الجلوس دون احتفال أو اهتمام إعلامي، ولكن لاحظنا أن الصحيفة الرسمية (أم القرى) بمناسبة الذكرى الثامنة للجلوس في عام 1352 ــ 1934 نشرت افتتاحية العدد 474 تحت عنوان (جلالة مليكنا المفدى) تحدثت فيها عن تاريخ الملك ودوره في توحيد البلاد وعن أعماله وإصلاحاته دون أن تضمنها أي إشارة عن عيد الجلوس أو ذكراه ــ ربما تحرزا من معارضة العلماء مرة أخرى ــ كما نشرت أخبارا في العام حول تلقي الملك عبدالعزيز بعض برقيات التهاني بمناسبة عيد الجلوس من هولندا والعراق وإيران وبريطانيا وتركيا وقيامه بالرد عليها كما تقتضيه البروتوكولات السياسية، وبما أن الأمور مرت بهدوء ودون إشكاليات في العام السابق فإن الجريدة تشجعت في الذكرى التاسعة للجلوس عام 1935 ونشرت افتتاحيتها دون مواربة تحت عنوان (الذكرى التاسعة لتبوؤ جلالة الملك المعظم عرش الحجاز) وأشارت في ثناياها إلى أن إبطال مظاهر الزينة والأفراح بهذه الذكرى السنوية لا ينفي كون ذكرها خالدا في الصدور وعلى صفحات التاريخ وتحدثت عن مآثر الملك عبدالعزيز ودوره التاريخي لتكوين الدولة. كما نشرت في العدد 527 قصيدة للشاعر عبدالله بلخير ألقاها أمام النائب العام وجمع فيها ثلاث تهاني بثلاث مناسبات حيث قال:
توالت مسرات على الشعب منذ أن قدمت، فكل بالمسرة مطرب
ثلاثة أعياد، قدومك سالما وإقبال عيد الفطر باليمن معرب
وعيد جلوس العاهل المنقذ الذي تميس به نجد وتفديه يثرب
فأنعم به يوما لذكراه كلما يرددها التاريخ يزهو ويطرب
هو النعمة الكبرى على العرب كيف لا وفيه ابتدأ عصر السعود المذهب
وفي العدد التالي نشرت برقيات التهاني بمناسبة ذكرى الجلوس من إيران وتركيا والعراق وفرنسا وهولندا وردود الملك عليها وتزامن ذلك مع إصدار مرسوم ملكي بالعفو العام عن المبعدين السياسيين صدر في 3 شوال 1353هـ.
استمر التعبير الرسمي بهذه الصورة المقتضبة عن هذا اليوم الوطني أيضا في الذكرى العاشرة عام 1936 وكأن هناك تدرجا مقصودا لإعادة الاهتمام بهذه الذكرى العزيزة حيث لوحظ في الذكرى الحادية عشرة عام 1937م ازدياد الحفاوة بهذا اليوم فقد أقيمت الاحتفالات والمآدب وألقيت الخطب والقصائد واستقبل النائب العام المهنئين، كما استقبلت المفوضيات السعودية في الخارج المهنئين، ونشرت الأخبار عن حفاوة البلاد العربية بهذه اليوم واهتمام الصحف العربية بذكرى الجلوس ونشرت مقتطفات من الصحف التي تحدثت عن الملك عبدالعزيز ودوره بمناسبة هذه الذكرى خاصة ما كتب في صحف مصر وسورية العراق ويعد هذا الأمر تطورا نوعيا لم يكن معهودا في هذه الذكرى حيث تجاوز الاحتفال بذكرى جلوس الملك حدود البلاد إلى البلدان العربية المجاورة.
أما في الذكرى الثانية عشرة لعيد الجلوس في عام 1938م فقد ظهر جليا اكتساب الاحتفال بهذا اليوم الصفة الرسمية والترسيخ التاريخي له كيوم وطني للبلاد دون تردد، فإضافة إلى تكرار المظاهر الاحتفالية في الذكرى الحادية عشرة فقد رتب في هذه الذكرى برنامجا للاحتفال بها نشرت فقراته في الجريدة الرسمية ويظهر من خلاله أن الاحتفال الرسمي بهذه المناسبة انتقل من مكة المكرمة إلى جدة ولعل في ذلك دلالات ليس لدينا مجال لمناقشتها في هذه النبذة الموجزة.
وفي حين استمرت الاحتفالات بذكرى الجلوس على هذا المنوال في الأعوام 1939 و1940 فقد تلاشى استخدام مصطلح (عيد الجلوس) ويشير يوسف ياسين في رسالة له إلى خير الدين الزركلي إلى أن إلغاء لفظ العيد كان بأمر ملكي نزولا على رأي علماء نجد لأنهم رأوا ابتداعا في تسمية أيام بأيام العيد لم ينزل الله بها سلطانا!
ويلاحظ أن الصحيفة الرسمية نشرت ــ ربما لأول مرة ــ تنويها مقتضبا بمناسبة وطنية مهمة هي الذكرى السابعة لإعلان توحيد المملكة العربية السعودية عام 1939، وتكرر التنويه بهذه المناسبة في ذكراها الثامنة عام 1940م، وكما يظهر فإنه لم يكن هناك أي بوادر للاهتمام بهذه المناسبة الوطنية أو إبرازها أو الاحتفال بها في تلك الفترة.
أما في الذكرى الخامسة عشرة ليوم الجلوس عام 1941 فقد صدر بلاغ رسمي برقم 57 بإلغاء الاحتفالات المعتادة بهذه المناسبة في جدة والاكتفاء بقبول التهاني برقيا وذلك لموافقة يوم ذكرى الجلوس لليوم العاشر من ذي الحجة وهو يوم عيد الأضحى ولأن مناسك الحج تمنع النائب من النزول إلى جدة.
وكما يبدو فقد استمر الاحتفال بهذه الذكرى بشكل رسمي تقليدا وطنيا سنويا في السنوات اللاحقة بغض النظر عن وهج التغطية الإعلامية لهذه المناسبة الذي يختلف بين عام وآخر وذلك خلال الأعوام 1942 ــ 1947.
أما في عام 1948 فقد نشر بلاغ رسمي برقم 112 يفيد بصدور أمر الملك عبدالعزيز بعدم إقامة حفلات عيد الجلوس الملكي والاكتفاء برفع الأعلام على دور المفوضيات والقنصليات السعودية في الخارج وتبادل برقيات التهاني نظرا لظروف الحرب في فلسطين وجرى العمل بهذا الوضع خلال الأعوام الثلاثة اللاحقة أي في عام 1949 وعام 1950م وعام 1951 بموجب ثلاثة بلاغات رسمية نشرتها الجريدة الرسمية.
ثم إن الاحتفالات الرسمية والشعبية بذكرى يوم الجلوس عادت مرة أخرى في عام 1952م وامتد الاحتفال بها إلى الممثليات السعودية في بريطانيا والهند وباكستان إلا أن اللافت في هذا العام الذي يوافق الذكرى السادسة والعشرين لجلوس الملك عبدالعزيز على عرش الحجاز هو النداء الذي وجهه ولي العهد الأمير سعود بن عبدالعزيز إلى جميع العرب والمسلمين بهذه المناسبة بواسطة الإذاعة السعودية موضحا جهود الملك عبدالعزيز في خدمة العرب والمسلمين وداعيا إلى الرجوع إلى مبادئ القرآن الكريم وسنن النبي صلى الله عليه وسلم للخلاص من كل المشكلات والمعضلات التي يعيشها العرب والمسلمون.
أما الذكرى السابعة والعشرون لعيد جلوس الملك عبدالعزيز على عرش الحجاز فقد كان الاحتفال بها في عام 1953م ومن القصائد التي قيلت بمناسبتها قصيدة للشاعر فؤاد الخطيب منها:
مولاي بورك يوم أنت صاحبه إليك جاء يجر الذيل منتسبا
إن الجزيرة كانت أمس عارية وفيه قد لبست أبرادها القشبا
كم خيمت فوقها الأرزاء حالكة كأن كل ضياء في السماء خبا
فكان سيفك نورا في الظلام لها وأين قبلك سيف يخلف الشهبا
جمعت من شملها الأشلاء فاتحدت بعد الشتات وقد كانت لمن نهبا
وكان الاحتفال في هذا العام آخر احتفال بهذه الذكرى بسبب انتقال الملك عبدالعزيز إلى رحمة الله في آخر ذلك العام وتولي الملك سعود عرش المملكة العربية السعودية حيث سيصبح يوم جلوس الملك سعود هو اليوم الوطني الذي يحتفل به كل عام.
2 - يوم الذكرى الذهبية لدخول الملك عبدالعزيز الرياض:
اليوبيل الذهبي أو ما يسمى بالإنجليزية: (Golden Jubilee) هو تقليد عالمي سائد يتم من خلاله الاحتفال بمناسبة مرور 50 عاما على حدث تاريخي معين له أهميته وشهرته من منطلق التذكير بالأحداث الخالدة في ذاكرة الشعوب.
ومن هذا المنطلق قررت الحكومة السعودية في عام 1369هـ الاحتفال بمناسبة مرور 50 عاما على استرداد الملك عبد العزيز للرياض حسب التاريخ الهجري، حيث تم تحديد تاريخ دخوله الرياض في ذلك الوقت باليوم الرابع من شهر شوال 1319هـ ولا شك أن لهذا الحدث أهمية تاريخية كبيرة، حيث كان الخطوة الأولى لتأسيس المملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز - رحمه الله.
وقد تم إعداد عامة الوسائل وتكريس جميع الجهود الرسمية والشعبية لإقامة المهرجانات والاحتفالات في مختلف مناطق المملكة ومدنها، وبدأت الصحف تتحدث عن هذه الذكرى العزيزة ونشرت برنامج الاحتفال بها في يوم 15 رمضان 1369هـ، وقد تضمن البرنامج فقرات مميزة وغير معتادة في مثل هذه الاحتفالات مثل كسوة الأيتام وإطعام الفقراء والعفو عن السجناء والعرض العسكري وإعداد كتاب السجل الذهبي وتعطيل الدوائر والمدارس وافتتاح ميناء الدمام وميناء جدة.
ومع ما تضمنه برنامج الاحتفال من أعمال خيرية نافعة ومشاريع وطنية رائعة إلا أن ذلك لم يشفع لتنفيذه فقد حدثت مفاجأة لم تكن في الحسبان – على الأقل عند منظمي الاحتفال - أجهضت هذا الاحتفال قبل ولادته، حيث تكرر ما سبق أن حدث قبل 20 سنة فقد اعترض علماء الدين على إقامة هذا المهرجان الوطني فأصدرت وزارة الخارجية – وهو ما قد يشير إلى أنها الجهة المكلفة بتنظيم ذلك الاحتفال - بيانا جاء فيه:
"كانت الحكومة قد قررت الاحتفال بالذكرى الذهبية لدخول جلالة الملك إلى الرياض منذ خمسين سنة، وقد استفتي علماء الدين أخيرا في ذلك، فأفتوا بأنه ليس من سنن المسلمين وعليه لا يجوز أن يتخذ عيدا إلا في عيدي الفطر والأضحى. ونزولا من جلالته على حكم الشريعة، أمر بإلغاء المراسم والترتيبات التي قرر القيام بها في ذلك اليوم".
وعلق الزركلي على هذا الأمر قائلا: "وسواء أكان الملك عبد العزيز قد استفتى العلماء، كما يقول بيان الخارجية، أم أن العلماء تطوعوا لإفتائه، كما فهمنا وفهم جميع الناس يومذاك، فإن هذا لم يكن بالأمر الذي يعز عليه الاستسلام أمامه والموافقة عليه، لعلاقته به، وبيوم من أيام انتصاراته التي تتابعت بعده. أما إذا بلغ الأمر بأحدهم إلى المس من قريب أو بعيد بسياسة الدولة أو سير عجلة الإصلاح فهنالك الحزم بعد استنفاد أساليب الإقناع ..."
ورغم الإلغاء الرسمي للاحتفالات بالذكرى الخمسينية فإن الإذاعة السعودية بثت في يوم الذكرى (4 شوال 1369هـ) خطابا بهذه المناسبة لولي العهد الأمير سعود بن عبد العزيز ذكر فيه بعض المعاني السامية للاحتفال بهذه الذكرى مثل الاعتراف بفضل الملك وأياديه البيضاء على البلاد، وتكريما للملك الذي أقامه بجهوده وتضحياته رمزا لشرف الأمة وكرامتها، وتبجيلا لما أثمره عهده السعيد للبلاد من عز واستقلال. فيما مضت الجريدة الرسمية في إصدار عددها الممتاز الخاص بتلك المناسبة في اليوم نفسه وزينته بصورة الملك ونبذة من تاريخه وأعماله الإصلاحية وجاء عددها في 20 صفحة. أما كتاب (السجل الذهبي) فرغم إنجازه خلال شهرين إلا أنه ظل حبيسا لمدة تقارب عشرين عاما عندما أصدره خير الدين الزركلي تحت عنوان (شبه الجزيرة في عهد الملك عبد العزيز)، كما أن الشعراء قاموا بتوثيق هذه الذكرى في قصائدهم ومن أبرزها (الملحمة الذهبية) للشاعر خالد الفرج و(خمسون عاما) للشاعر محمد شوقي الأيوبي وغيرهما.
3 - يوم جلوس الملك سعود على عرش المملكة العربية السعودية:
من المعلوم أن الملك سعود تولى مقاليد الحكم بعد وفاة والده الملك عبد العزيز يوم الإثنين 2 ربيع الأول 1373هـ الموافق 9 تشرين الثاني (نوفمبر) 1953م، حيث بايعته الأسرة المالكة مباشرة ولكن تم اختيار اليوم الثاني عشر من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) وليس اليوم التاسع من الشهر نفسه يوما للاحتفال بذكرى جلوس الملك سعود على العرش وهو اليوم الذي توجه فيه الملك سعود بعد توليه الحكم إلى مكة المكرمة (مقر الحكومة آنذاك) وأمّ فيه المصلين في صلاة المغرب في المسجد الحرام ليتلقى في اليوم التالي تعازي وبيعة رؤساء الدوائر الحكومية وكبار الموظفين والعلماء والتجار والوجهاء وأعضاء المجالس والهيئات وعموم الشعب.
وكان الاحتفاء بالذكرى الأولى لجلوس الملك سعود التي وافقت يوم الجمعة 12 تشرين الثاني (نوفمبر) 1954م الموافق 17 ربيع الأول 1374هـ يوما وطنيا سعيدا مثلت فيه الوفود بين يدي الملك للتهنئة وتلقى فيه برقيات التهاني من الداخل والخارج وأقيمت فيه الاحتفالات في عدد من المناطق وأصدرت فيه الجرائد والمجلات أعدادا ممتازة خاصة بهذه المناسبة ومن أبرزها جرائد (أم القرى، البلاد، المدينة) ومجلتا (الرياض، المنهل) كما انبرى عدد من شعراء العرب للتعبير عن فرحتهم بهذه المناسبة، وقد بدأ الملك سعود في هذه الذكرى تقليدا استمر عليه في كل عام، حيث يلقي في ذكرى جلوسه خطابا شاملا موجها للشعب السعودي يتطرق فيه إلى كل ما يتعلق بقضايا الوطن وحياة المواطنين.
وكان الاحتفال بهذه الذكرى في كل عام يزداد وهجا وتنوعا في برامجه، حيث نجد الجريدة الرسمية في الذكرى الثانية عام 1955م تنشر كلمات للأمراء والوزراء بهذه المناسبة، كما أن الإذاعة السعودية اختارت يوم الذكرى لإصدار مجلة "الإذاعة"، كما أقامت كلية الملك عبد العزيز العسكرية مهرجانا خاصا بهذه المناسبة.
استمرت الاحتفالات على هذا المنوال في كل عام مع اهتمام إعلامي متصاعد على المستوى الرسمي وعلى المستوى الشعبي كإصدار الجريدة الرسمية عددا خاصا تتحدث فيه عن مآثر الملك وأعماله وإصلاحاته وتخصيص الإذاعة برامج خاصة للمناسبة ونعرض هنا على سبيل المثال نموذجا لبرامجها في الذكرى الرابعة لجلوس الملك سعود عام 1957م:
أما في الذكرى الخامسة فقد بدأت تظهر إعلانات الشركات للتهنئة بهذه المناسبة في الصحف خاصة شركة أرامكو. وللمقارنة بين موقف علماء نجد من الاحتفال بيوم الجلوس الملكي وموقف غيرهم من علماء الأمصار فإننا نعرض هنا قصيدة للشيخ محمد متولي الشعراوي يهنئ فيها الملك سعود بمناسبة الذكرى السادسة لجلوسه عام 1959م الذي كان أستاذا في كلية الشريعة في مكة المكرمة آنذاك، حيث لم يجد حرجا في المشاركة في هذا الاحتفال بقصيدة نشرتها جريدة "أم القرى" مطلعها:
ذكرى جلوس سعود = يا فرحة للوجود
وصلت مجدا بمجد = وطارفا بتليد
وكان آخر ذكرى يتم فيها الاحتفال بذكرى جلوس الملك سعود هي الذكرى العاشرة في عام 1963م، حيث تولى الملك فيصل الحكم قبل حلول الذكرى الحادية عشرة بأمد معدود، وخلت سنة 1964م من أي احتفال بيوم وطني آخر.
4 - يوم إعلان توحيد المملكة العربية السعودية (اليوم الوطني):
بعد تولي الملك فيصل مقاليد الحكم في عام 1384هـ/1964م يبدو أنه رأى أن تحديد اليوم الوطني بذكرى جلوس الملك يجعله يوما غير ثابت، حيث يتغير مع تولي كل ملك للعرش ولعل الموضوع عرض على مجلس الوزراء لضرورة تحديد يوم وطني محدد وثابت التوقيت في كل عام فتقرر اختيار يوم إعلان توحيد المملكة العربية السعودية الموافق لليوم الأول من الميزان (مطلع السنة الهجرية الشمسية) وهو يوم 23 أيلول (سبتمبر) من السنة الميلادية وصدر المرسوم الملكي رقم م/9 بتاريخ 24 ربيع الآخر 1385م بأن يكون ذلك اليوم هو اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية وهو ما عليه العمل إلى اليوم.
وقد بدأ الاحتفال بهذا اليوم لأول مرة في 23 أيلول (سبتمبر) 1965م أي بعد مرور ثلاثة وثلاثين عاما على إعلان توحيد المملكة العربية السعودية أو في ذكراه الثالثة والثلاثين إلا أن الاحتفاء بذلك أخذ الطابع الرسمي البروتوكولي والاهتمام الإعلامي المحدود دون تحفيز للاحتفالات الشعبية أو المشاركات الأهلية ودون اعتباره عطلة رسمية للدوائر والمدارس وظل الوضع قائما في عهد الملك فيصل ثم الملك خالد ثم بدأ الاهتمام باليوم الوطني وتسليط الأضواء الإعلامية وزيادة المشاركة الشعبية في عهد الملك فهد ولكن مع بداية عهد الملك عبد الله في 2005م دخل الاهتمام بهذا اليوم مرحلة جديدة عندما صدر قرار يقضي بمنح إجازة رسمية للدوائر الرسمية والمدارس والجامعات بمسمى إجازة اليوم الوطني لأول مرة منذ إقرار يوم إعلان التوحيد في الثالث والعشرين من أيلول (سبتمبر) يوما وطنيا للدولة.
وأخيرا ... فإن الأيام الوطنية التي ترتبط بالحوادث التاريخية والإنجازات الحضارية عديدة مديدة كما أن الاحتفالات بالأيام الوطنية لم تقتصر على ما ذكرنا من الأيام بعد تحديد يوم الثالث والعشرين من شهر أيلول (سبتمبر) يوما وطنيا رسميا للبلاد فهناك أيام أخرى تم الاحتفال بها بعد ذلك على نحو أو آخر نذكر منها:
أ- ذكرى مرور مائة عام على استرداد الملك عبد العزيز للرياض:
وقد تم الاحتفال به حسب التاريخ الهجري في عام 1419هـ بعد تحديد يوم الخامس من شوال منوطا له بخلاف الاحتفال الخمسيني الذي اختار يوم الرابع من شوال وكما لاقى العيد الخمسيني ممانعة من علماء الدين فقد واجه الاحتفال بالمئوية أيضا تحفظا منهم قلص من برامج الاحتفالات الكرنفالية ولكن كان لهذه المناسبة تكريس للعمق الثقافي والعلمي والوطني والتاريخي، حيث أثمرت تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وتوجيهاته عن نشر نحو 465 إصدارا ما بين بحث وكتاب وإلقاء 160 ندوة ومحاضرة وإقامة 60 معرضا إضافة إلى المؤتمرات العلمية والأفلام الوثائقية والبرامج الإعلامية.
ب- ذكرى مرور عشرين عاما على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود مقاليد الحكم:
وقد تم الاحتفاء بهذه المناسبة حسب التاريخ الهجري في 21 شعبان 1422هـ الموافق السابع من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 2001م إعلاميا وعلميا، حيث أصدرت المراكز العلمية والثقافية عشرات الكتب التي وثقت سيرة الملك فهد وحياته وأعماله وإنجازاته، كما شاركت وسائل الإعلام المختلفة ببرامج متنوعة في هذه المناسبة، كما أقيم عدد من الندوات والمحاضرات في هذا الخصوص.
ت- ذكرى البيعة:
وهو تقليد ظهر في السنوات الأخيرة ربما في آخر عهد الملك فهد واستمر في عهد الملك عبد الله وعهد الملك سلمان، حفظه الله، ويتشابه تماما مع الاحتفال بذكرى الجلوس على العرش المعمول به في عهد الملك عبد العزيز وعهد الملك سعود إلا أنه لم يكتسب صفة تحله محل اليوم الوطني الرسمي أو توازي الاحتفال به، حيث يتم الاحتفاء بهذه الذكرى في كل عام في وسائل الإعلام كمناسبة وطنية سعيدة يتذكر فيها الناس دور ملوكهم وأعمالهم وإنجازاتهم ويعبرون عن إخلاصهم وولائهم.