الطبيب السعودي الحكومي في القطاع الخاص «2»
ملخص مقالي السابق هو أن وزارة الصحة كان الأولى بها الاهتمام برسم استراتيجيات صحية، مثل التركيز على إنجاح برامج طب الأسرة والمجتمع والسعي لتوطين خدمات صحية متميزة في المناطق النائية، وأعرف أن وزيرنا مع طاقم عمله يعكف حاليا على رسم خريطة صحية حديثة بدأنا نسمع جزءا من باكورة نجاحاتهم أسأل الله لكم التوفيق يا توفيق، الذي نرجو أن يكون له من اسمه حظ وهو كذلك.
أقول حينما تم الضغط على بعض الأطباء المتميزين في المستشفيات الحكومية لعملهم في القطاع الخاص، رغم عدم تقصيرهم في عملهم الصباحي الحكومي، كثير منهم قدم استقالته وأصبح هناك هجرة كبيرة من القامات العلمية الطبية في القطاع الحكومي إلى الخاص، وحينما طلب بعضهم، خاصة من أصحاب التخصصات النادرة الجمع بين القطاع الحكومي والخاص واستثناءه؛ لتعم الفائدة فجاءه الرد متشددا بالرفض فخسره القطاع الحكومي مع الأسف.
وأصبح من يستقيل من المستشفيات الحكومية ويذهب للقطاع الخاص ينظر له وكأنه خائن للأمانة وغير وفي! وأصاب بعضهم تجريح غير مبرر وكأنه مساء يعالج شعوبا أخرى أكاد أجزم أنه لولا الله ثم القطاع الخاص المتميز "الذي رفع في كفاءته كثير من الأطباء السعوديين المتميزين" لأصبح الضغط على القطاع الحكومي الصحي كبيرا.
نعم أقولها، إن القطاع الصحي الخاص أسهم في التقليل من عدم رضا بعض المواطنين من الخدمات الصحية المقدمة لهم من القطاع الحكومي وما يقال في الاجتماعات والتصريحات الرسمية، إن القطاع الخاص شريك مع الأسف يضاده طريقة تعامل الوزارة مساء مع القطاع الخاص من مداهمات أحيانا غير مهنية "وأعترف أنه أخيرا تحسن الوضع".
وبفضل الله ثم الطبيب السعودي المتميز أصبح القطاع الخاص ليس يقدم خدمة صحية متميزة فقط، التي قد تفوق الخدمات الصحية المقدمة من القطاع الحكومي "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون"، بل إنه ارتقى إلى توطين التدريب الطبي في القطاع الخاص. وهذه نقلة نوعية متميزة نشكر الهيئة السعودية للتخصصات الصحية لتوطين ذلك. إضافة إلى كثير من اللمسات الإنسانية التي يمارسها بعض زملائنا مع مرضاهم في القطاع الخاص. أذكر مثالا لأحد الأطباء الذي يتميز بتخصص نادر وهو أيضا أحد منسوبي الجامعة. ويعمل أيضا في القطاع الخاص مساء بشكل نظامي، وقد عاين مسنة فقيرة وقرر لها عملية معقدة مكلفة لم تستطع هذه المريضة من عمل العملية، ما اضطر هذا الطبيب أن يسهل لها فتح ملف في المستشفى الجامعي بشكل نظامي وخدمة لها، وبذلك خسر قيمة العملية ولسان حاله "ربح البيع أبا يحيى" هذه القصة تتكرر ولله الحمد من أبناء وطننا من الأطباء المتميزين.
المطلوب باختصار إيجاد آلية تسمح للطبيب الحكومي بالعمل في القطاع الخاص مساء وخارج وقت الدوام الرسمي مع ضرورة تشديد العقوبة على من يقصر في عمله الحكومي صباحا، كي يستفيد عامة الشعب من أطبائنا المتميزين أينما كانوا صباحا ومساء.