«قل موتوا بغيظكم»

من أريد التحدث عنهم هم قلة لكن يجب معرفة كيفية التعامل معهم. الأسبوع الماضي ذهبت إلى أحد المؤتمرات الطبية العالمية. وفي مثل هذه المؤتمرات نحرص - نحن معشر الأطباء - على أن يكون حديثنا طبيا صِرفا وليس سياسيا "مع تقمصنا دائما دور المواطن الصالح في جميع الأوقات والأماكن"، لكن قلة من الأطباء نعرفهم بأسمائهم من دول عربية لا يُعجبهم العجب، هدفهم الوحيد في هذه الدنيا "غير الطب" هو انتقاد كل منجز سعودي وتحجيمه، بل تشويهه كي لا يعجب الناس به.
الدكتور علي طبيب عربي متعثر طبيا ومتميز سياسيا، وفي كل سنة يحاول طرح مواضيع سياسية تفرّق ولا تجمع، ويحرص على انتقاد السعودية في كل محفل وأطروحة، و"يستمتع بذلك"، ويستمع له قلة ممن هم على شاكلته.
في العام الماضي، كان حديثه "وأذكره بالتفصيل" عن حرمان المرأة السعودية من قيادة السيارة، وأن هذا تخلّف وغير حضاري، ويحرم المرأة من حقوقها، وكنا نحاوره ونقول له إن المنع اجتماعي وليس شرعيا. وفي هذه السنة توقعنا أن تقل حدة نقاشه، خاصة أن موضوعه الشاغل قد تم حله بحكمة وفي الوقت المناسب بعدما اقتنع مجتمعنا وقادتنا بذلك، فنحن نقرر مصالحنا من دون الخضوع لضغوط خارجية. وتوقعت أن أسمع كلمة عدل من هذا الطبيب، لكنه فاجأنا بهجوم جديد كان مستهجنا من كثير من الحضور، كان مفاده كيف لبلد الحرمين الشريفين أن تتخلى عن إسلامها وتسمح للمرأة السعودية المسلمة! بقيادة السيارة، وبدأ يتحدث عن مفاسد قيادة المرأة، وأن هذا لا يتلاءم مع قدسية السعودية!،
وكان الهجوم عليه قاسيا في هذه السنة؛ لأن الكل يتذكر حديثه العام الماضي، والتناقض في الموقفين، وفوجئ الدكتور علي بحدة طرحي هذه السنة، "فهذه بلدي لم أحتمل الهجوم عليها ورغم ضعف أدواتي لكنه الوطن"، وحينما ذكرته بتناقضه تلعثم و"نخ"، وجدتها فرصة عادلة لأعبر له وللحضور عن النقلة النوعية التي تشهدها المملكة، وكنت قد استحضرت بعض الأرقام والمشاريع والنهضة التي نشهدها، وبدأنا نتذوق عسيلتها. يحق لي أن أتغزل في بلد ابتعثني إلى أفضل الجامعات في الوقت الذي حكومته "المقتدرة" حرمته من أبسط الأدوات التعليمية، ومن أهمها أن يتخرج طبيبا مقتدرا، وأصبحت بعض كليات الطب عندهم لا تخرج أطباء بقدر ما تخرج سياسيين حاقدين، همهم تتبع عثرات بعض الحكومات الناجحة خاصة السعودية، وانتقادها في كل المحافل، حتى إن أحسنت
وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا".
وأنا على يقين أننا سنكون رقما صعبا عالميا "قريبا"، وهذا سيزيد من حقد الحاقدين أمثاله،
وكلما استرسلت في ذكر إنجازات مملكتنا الحبيبة بقيادة وحكمة وحزم سلمان وولي عهده المُلهم، ارتفع صوته بالباطل وكثر خطؤه. أقول له ولأمثاله "موتوا بغيظكم"، نحن مقبلون على "رؤية 2030"، التي أعتقد أنها ستصيب بعضكم بجلطة اسمها جلطة الحقد، لا تنفع معها علاجات القلب.
سبحان الله، بقدر ما كنا أهل خير لبلدهم، كانوا يكيدون لنا بخبثهم.
ولا أنسى أن أشكر الشريحة الكبرى من زملائنا الأطباء العرب، الذين يفرحون بنجاحنا كما نفرح بنجاحاتهم، والذين كانوا مبتهجين بالنقلة النوعية في بلدنا؛ لأن نجاحنا هو دعم للعرب والعالم العادل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي