أبها تتباهى بعرسها الصحي
المكان: أبها. التاريخ: 23 شوال عام 1439هـ الموافق السابع من تموز (يوليو) 2018. الجو: بارد ممطر "في عز الصيف". المؤتمر: مؤتمر عسير الصحي الثاني. التوقيت: الصيف. الحضور: ثلاثة آلاف. القاعات: خلية نحل من شابات وشباب سعوديين هم المنظمون للمؤتمر "يثلجون الصدر من مهنيتهم وأخلاقهم". المحاضرون: نخبة من أفضل الأطباء السعوديين الحاصلين على أعلى الشهادات. يبهرونك بجودة محاضراتهم، وتشعر كأنك في أحد المؤتمرات الأكاديمية الأمريكية. في أمريكا وأوروبا يحرصون على إقامة مؤتمراتهم أحيانا في مدن وقرى صغيرة، خاصة في الصيف؛ لأن فيها إحياء لتلك المدن. وأعرف مدنا صغيرة معروفة عالميا فقط بسبب المؤتمرات، فهو ذكاء سياحي علمي، بدأت أبها تكرسه وتجني ثماره، ولا سيما الحضور الكبير الذي كان لهذا المؤتمر والتنظيم المبدع بكل تفاصيله. كانت المادة العلمية دسمة، لكنها سهلة الهضم لجودتها. وما إن ينتهي اليوم العلمي حتى تبدأ الفعاليات المصاحبة للمؤتمر، وهي أجمل بجو أبها البديع، وبطيبة أهل المنطقة الذين يغمرونك بكرمهم وسمو أخلاقهم. مؤتمر أظهر لنا نوابغ علمية من أهل المنطقة، ينشرح الصدر لهم، ويؤكد أن منطقة عسير ولادة للإبداع الطبي، ويا فخر أهل الجنوب بتلك الكوكبة العلمية، التي سيكون لها أثر إيجابي في نوعية الخدمات الصحية المقدمة للمواطن. صدقوني، إن السعودية رقم عالمي صعب، علميا وصحيا. أعتقد أن عند أبناء عسير الكثير لتقديمه للمملكة وللعالم، لذلك أدعو أن تكون أبها المدينة العلمية الصيفية، وأن تكون هناك مؤتمرات عالمية تخصصية، لكن بنكهة عسيرية. أراهن أن مدينة أبها ستكون وجهة لكثير من الأطباء، كيف لا وجمال صيفها وطيبة وكرم أهلها أكبر سر في جذب السياح دون فعاليات علمية، ما بالك أن يأتي الطبيب ومعه أهله يقضون أسبوعا علميا صباحا ومساء، فمن لم يشبع سياحيا من المنطقة يكملها بالفائدة العلمية. شكرا وزارة الصحة ممثلة في "الشؤون الصحية" في منطقة عسير، التي كانت الجهة المنظمة للمؤتمر، فليس الأمر غريبا على تلك الوزارة، خاصة مع النقلة النوعية التي نشاهدها في القطاع الصحي أخيرا. لقد كانت فعالية سياحية علمية مميزة، كيف لا وهي في أبها البهية. هنيئا لأهلنا في المنطقة الجنوبية بتلك النخبة العلمية المحلية العالمية.. يا فخرنا بديرتنا.