من ينقذ نساء العالم تجميليا؟ "2"
أقول لا بد من ثورة إيجابية على كل مبالغ تجميلي من طبيب أو صيدلي أو مندوب أو سنابي أو غيرهم، ثورة مساوية لهذه الثورة السلبية ومعاكسة لها في اتجاه فحواها الصدق والأمانة. متى نمتلك الجرأة لتوضيح تلك المبالغات العلمية، ومعاقبة كل شركة أو طبيب كان له دور في هذا التدليس الطبي.
من يعاقب تلك القلة من الأطباء الذين أساؤوا لمهنة طب الجلد والتجميل، الذين يعملون بعض الإجراءات التجميلية التي لا تفيد وقد تضر، والذين ينشطون كثيرا في منابر التواصل الاجتماعي، ويبثون سمومهم التجميلية وغيرها؟ ومن سمح لمندوبي الشركات الذين همهم الأول والأخير بيع منتجهم للأطباء والمرضى؟ من سمح لهم بأن يجوبوا عيادات التجميل حتى أصبحوا شبه موظفين يتعاونون مع قلة من الأطباء لتسويق ما لا يفيد وقد يضر، والمتضرر الكبير هو المريض؟
لماذا لا نسرّع في توطين مثل تلك الوظائف؟ “أقصد الصيادلة ومندوبي الشركات الطبية”، أين أنتم يا معشر الزملاء الصيادلة عن كف شرور هؤلاء ومنع تسويقهم الزائف؟
مسكينة أنت يا من تبحثين عن التجميل، فإن اجتهدت بما تملكين في منزلك من الخلطات الطبيعية، تسببت في حساسية وتهيجات وتصبغات، وإن ذهبت إلى قنوات التواصل الاجتماعي وجدت حيتانا، همهم الأول والأخير هو مالك، وصعب عليك تمحيص الصادق من غيره.
وإن ذهبت إلى بعض الصيدليات، فستجدين بعضهم بياعا أكثر منه صيدليا، يريد أن يرهق فاتورتك ويملأ أكياسك بما لا ينفع وقد يضر. وأحيانا يتقمص شخيصة الطبيب في التشخيص والعلاج، والمتضرر هو أنت، وقد ينتهي بك المطاف إلى طبيب متواطئ مع الصيدلي، والشركات وتأخذ البقية الباقية من مالك.
أكرر وأؤكد أن حديثي هو عن قلة موجودين في مجتمعنا الطبي، لكن تلك القلة - مع الأسف - لها صدى وأثر كبير في المجتمع.
ولا بد أن أشكر كثرة الظهور الإيجابي الإعلامي لزملائنا الأطباء، وتوضيح الصحيح في علم التجميل، وكما قلت سابقا إن عدد المسيئين من الأطباء “هم قلة”، ولكن الغريب قوة تأثير هؤلاء القلة في إقناع المجتمع بعمل إجراءات تجميلية غير مفيدة، وفي اعتقادي أن قلة من الناشطين والناشطات في منصات التواصل الاجتماعي كان لهم دور - من حيث يعلمون أو لا يعلمون - سلبي في نشر ما هو غير مفيد، ولذلك لحرص تلك القلة من الأطباء على استقطاب هؤلاء بدعاية مدفوعة أو مجانية، والظهور والتسويق التجاري الذي لا تنقصه إلا الأمانة العلمية.
إخواني أطباء الجلد وجراحة التجميل لا بد أن نأخذ على أيدي هؤلاء القلة، ونحجم من أثرهم ونتساعد على تثقيف مجتمعنا.
“حق علينا معشر الأطباء أن نكون أمينين مع نسائنا تجميليا”.