تعديلات «المرور» والتوعية
نشرت المديرية العامة للمرور قبل أيام التعديلات في نظام المرور، وتضمنت عديدا من العقوبات المغلظة التي قد تصل إلى السجن أربع سنوات وغرامة 200 ألف ريال، وغيرها الكثير من العقوبات المشابهة والمتدرجة التي تستدعي التأمل منا كأصحاب مركبات أو أولياء أمور يهمنا ألا يعمد أبناؤنا إلى مثل تلك الأخطاء والمخالفات التي قد ينتج عنها إزهاق نفس بريئة ــ لا سمح الله ــ أو قد تتسبب في ضياع مستقبله وهو في السجن.
لا شك أن أغلبية المخالفات المرورية والتجاوزات مصدرها الشباب من أبنائنا، وكثير منهم لا يعلم عن تلك التعديلات في أنظمة المرور ولا يعلم عن العقوبات الكبيرة التي قد تطوله وقد تضع حدا لمستقبله الدراسي ــ لا سمح الله ــ، وأمر طبيعي أن يكون للأسرة دور في التوعية وفي الإرشاد في كل الأمور وليس في أنظمة المرور، ولكن يبقى الأمر لا يكفي، فالإعلانات والتحذيرات والإرشادات يجب أن تصل للجميع من أبنائنا في الأماكن التي يرتادونها وأن تكون أمام أعينهم أينما يحلون، كما لا نغفل عن دور المدارس والجامعات التي تضم جل الصغار من شبابنا وهم المستهدفون الأكبر بتلك التوعية، فعليها مسؤولية كبيرة في هذا الشأن، ولا بأس لو نظمت وزارة التعليم بالتعاون مع المرور ورش عمل في الجامعات ومدارس الثانوية توعي الطلاب وترشدهم للمخاطر التي قد يقعون بها في حال خالفوا الأنظمة المرورية.
أيضا المشاهير القريبون من قلوب الشباب كلاعبي الأندية والممثلين وغيرهم الكثير، يجب أن يكون لهم دور في التوعية بمخاطر التجاوزات المرورية على النفس والممتلكات، ولا أعتقد أن هؤلاء المشاهير سيرفضون المشاركة في هذا الجانب الوطني والإنساني والهادف إلى توعية شبابنا ونصحهم متى ما طلب منهم.
ومن الأشياء المهمة التي تجعلنا نصنع مجتمعا واعيا يحترم الأنظمة المرورية، هي أن نلتزم نحن الآباء بالأنظمة؛ فنحن القدوة التي يقتدي بها النشء “أبناؤنا”، فمتى ما كنا أكثر صرامة في تطبيق الأنظمة المرورية لا شك أننا سنتمكن من صناعة جيل يحترم الأنظمة ويقدسها ولا يمكن أن يتجاوزها، علينا أن نبدأ بتغيير أنفسنا إن كنا نريد من أبنائنا تطبيق النظام والمحافظة على أرواحهم وممتلكاتهم.