«الثوري الإيراني» .. إخضاع الشعب وإرهاب الآخرين

«الثوري الإيراني» .. إخضاع الشعب وإرهاب الآخرين
«الثوري الإيراني» .. إخضاع الشعب وإرهاب الآخرين

أعلنت الولايات المتحدة أخيرا، إدراج "الحرس الثوري الإيراني" على لائحة المنظمات الإرهابية، إذ عد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في تصريحات صحافية، الحرس الثوري يشارك بفاعلية في تمويل ودعم الإرهاب باعتباره أداة من أدوات الدولة الإيرانية، مشيرا إلى أن بلاده ستواصل الضغوط المالية والاقتصادية على إيران، بهدف الحد من دعم الملالي الأنشطة الإرهابية.
وقال ترمب "إن الحرس الثوري يشارك بفاعلية في تمويل الإرهاب والترويج له باعتباره وسيلة لتفكيك الدول"، كما عبر مسؤولون في الإدارة الأمريكية عن ارتياحهم بالقرار، معلقين بأن "الشرق الأوسط لا يمكن أن يكون أكثر أمنا بدون إضعاف الحرس الثوري"، مضيفين أن "الحرس الثوري لديه مهمة مزدوجة تتمثل في إخضاع الشعب الإيراني وإرهاب الآخرين، ومن المهم تجفيف موارد تمويل الحرس الثوري"، عادين "العلاقات التجارية مع الحرس الثوري جريمة"، إذ تعد هذه المرة الأولى التي تصنف فيها واشنطن رسميا قوة عسكرية في بلد آخر جماعة إرهابية، بعد أن سبق وأدرجت الحكومة الأميركية عشرات الكيانات والأشخاص على قوائم سوداء لانتمائهم إلى الحرس الثوري، لكنها لم تدرج القوة بأكملها على تلك القوائم، إذ عد براين هوك المبعوث الأمريكي الخاص بشأن إيران، "الحرس الثوري الإيراني يهدد القوات الأمريكية منذ إنشائه"، واصفا الحرس الثوري بأنه "أداة النظام الإيراني الدموية في الخارج، وبعد حرمان الحرس الثوري من مصادر تمويله سيكون من الصعب عليه ممارسة مهامه التخريبية".
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو "إن الرئيس دونالد ترمب سيواصل زيادة الضغط على إيران"، لكنه امتنع عن التعقيب على إمكانية تقديم إعفاءات للدول التي تستورد النفط الإيراني، وأبلغ بومبيو لجنة في مجلس الشيوخ الأمريكي بأنه ليس لديه "أي تصريحات" بشأن إعفاءات لبعض الدول التي تستورد الخام الإيراني أو للبرنامج النووي المدني الإيراني، وقال "أستطيع أن أطمئن بقية العالم بأن الرئيس ترمب سيواصل الضغط على إيران حتى يتغير سلوكها".

تحت الطاولة
في الوقت الذي تبذل فيه جل دول العالم الجهود لاحتواء شر الملالي، تغرد كعادتيهما قطر وتركيا خارج السرب، والهدف ليس حبا في إيران بقدر ما هو عداء للمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، إذ خرج مندوب قطر عن الصف، واصفا إيران بـ"الدولة الشريفة"، ومن أنقرة أكمل وزير الخارجية القطري، إلى جانب نظيره التركي، امتداح الدولة الإيرانية، قائلا إنها "مختلفة".
جاءت تصريحات الوزير محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في مؤتمر صحافي مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو أخيرا، تعليقا على القرار الأمريكي بتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، إذ انتقدت كل من تركيا وقطر الإجراء الأمريكي، وقال وزير الخارجية القطري "إن القرار لا يعالج المشكلات، ويعد أحاديا، وإن إيران لها وضعها الإقليمي والجغرافي، الذي يتطلب أن ننظر إليها باعتبارها مختلفة سواء اتفقنا معها أم اختلفنا؛ ونحن في قطر نؤمن بأن الحوار هو الحل الأمثل في مثل هذه الأمور".
بالأسلوب نفسه، قال تشاووش أوغلو "إن القرار ليس مفهوما، ومتناقض، ويؤدي إلى عدم الاستقرار في المنطقة"، وقال وزير الخارجية التركي "مثل هذه القرارات ستؤدي إلى اضطرابات في منطقتنا، وفور أن تبدأ في الخروج على القانون الدولي فلا يمكن معرفة أين سيتوقف ذلك".
تضع هذه التصريحات المتناسقة قطر وتركيا في خندق الحرس الثوري الإيراني وأذرعته التي تعيث إرهابا في العراق وسورية واليمن ولبنان، وغيرها من دول المنطقة، وتقول "رويترز"، "إن التقديرات تشير إلى أن الحرس الثوري يضم 125 ألف فرد ويشمل وحدات عسكرية وبحرية وجوية، كما يقود "الباسيج" وهي قوات متطوعين شبه عسكرية ويسيطر على البرامج الصاروخية الإيرانية".

سبب العقوبات
تخوض قوات الحرس الثوري الخارجية المعروفة بفيلق القدس حروب إيران بالوكالة في المنطقة، ويأتي في مقدمتها دعم الحوثيين في اليمن بالسلاح والعتاد والأموال، والحوثيون في اليمن ليسوا المتدربين الوحيدين لدى الحرس الثوري الإيراني الذي يشرف على أعمال جماعات إرهابية تسعى إلى نشر الفوضى والتخريب في الدول العربية، ومن أبرزها جماعة حزب الله اللبناني المصنف كمنظمة إرهابية، وجماعات متطرفة في البحرين، وبينما ثبت لدى بعض الأجهزة الأمنية في دول خليجية تورط الحرس الثوري الإيراني في أعمال إرهابية وقعت على أراضيها، ظلت قطر بعيدة عن مرمى هذا الإرهاب، أما سورية والعراق فقد عانتا الحرس الثوري الإيراني، إذ مارس مرتزقة "الحرس" أدوارا طائفية بحق الشعبين العراقي والسوري، وذلك بتوجيهات مباشرة من اللواء قائد سليماني المعروف بنفوذه في تلك البلدان ومدى مهارته في سفك الدماء من منطلق طائفي بحت.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أدرجت عام 2007 "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري المكلف بعملياته الخارجية على قوائمها السوداء "بسبب دعمه الإرهاب"، ووصفته بأنه "ذراع إيران الأساسية لتنفيذ سياستها لدعم الجماعات الإرهابية والمسلحة".

السعودية والإمارات 
في سياق متصل رحبت السعودية والإمارات بقرار الرئيس الأمريكي بإدراج الحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب الدولية، ولم يغفل البلدان الروابط الإنسانية التي تجمعهما مع الجار الإيراني، على الرغم من الجحود الذي يمارسه النظام الإيراني تجاه جيرانه العرب، إلا أن هيئتا الهلال الأحمر السعودي والإماراتي، أعلنتا عن مبادرة مشتركة للتخفيف من معاناة المواطنين الإيرانيين المتضررين جراء السيول والفيضانات المدمرة وغير المسبوقة التي شهدتها إيران أخيرا. وقالت هيئة الهلال الأحمر السعودي وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، في تصريح مشترك، "إن المبادرة المشتركة تأتي من منطلق "أواصر الأخوة الإسلامية" وتؤكد التضامن الإنساني مع الشعب الإيراني"، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الإماراتية "وام".
وفي الوقت الحالي، تبحث الهيئتان الآليات اللازمة والضرورية لتفعيل المبادرة المشتركة والمساهمة بإيجابية في الحد من تداعيات السيول والفيضانات في المناطق المنكوبة في إيران، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس"، وكانت سلطات محافظة خوزستان، الواقعة جنوب غربي إيران، أمرت في وقت سابق بعمليات إجلاء شملت أكثر من 60 ألف شخص في مدينة الأحواز المهددة بالفيضانات، كما ذكرت وسائل إعلام محلية، ونقلت وكالة تسنيم عن غلام رضا شريعتي حاكم المحافظة إعلانه أن أمر الإخلاء اتخذ "بشكل وقائي واحتياطي، بهدف تجنب أي خطر على السكان".

الأكثر قراءة