وظائف الطاقة النظيفة تفوق وظائف الوقود الأحفوري
على عكس ما قد يظن البعض فإن قطاع الطاقة النظيفة يوفر فرص عمل بشكل متزايد للناس في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ويكشف تقرير جديد صادر عن مؤسسة سييرا كلوب البيئية عن قوة تأثير ذلك الأمر في الاقتصاد. لقد أصبحت وظائف قطاع الطاقة المتجددة تتجاوز الآن وظائف قطاع الفحم والنفط والغاز في 41 ولاية أمريكية وفي واشنطن العاصمة، وذلك وفقا للتقرير الذي اعتمد على بيانات وظائف وزارة الطاقة في 2017.
إن وظائف الطاقة المستقبلية بما في ذلك وظائف طاقة الرياح والطاقة الشمسية وكفاءة الطاقة وبطاريات التخزين وتقنيات الشبكة الذكية، تتجاوز بالفعل وظائف الفحم والنفط والغاز على المستوى الأمريكي بما في ذلك الوظائف في مجالات الاستخراج والتعدين وتوليد الطاقة. ووفقا لتحليل مؤسسة سييرا كلوب البيئية فإن وظائف الطاقة النظيفة تفوق عدد وظائف الوقود الأحفوري بأكثر من 2.5 إلى واحد، وتفوق عدد وظائف الغاز والفحم بمقدار خمسة إلى واحد. وفي حين أن تسع ولايات فقط تشهد وظائف في قطاع الوقود الأحفوري أكثر من الوظائف في قطاع الطاقة النظيفة، فإن ست ولايات هي التي تشهد وظائف أكثر في مجال الفحم والغاز وفقا للتقرير.
ويخلص التقرير إلى أن سياسات الاستثمار في الطاقة النظيفة وتحفيزها يمكن أن تولد ملايين الوظائف الجديدة في جميع أنحاء أمريكا، أكثر مما يمكن لقطاع الوقود الأحفوري أن يفعل. كما أشار التقرير إلى أن التحول إلى الطاقة النظيفة يجب أن يعود بالفائدة على الجميع، وهذا يعني منح الأولوية للمجتمعات والعمال الذين كانوا يعتمدون على الوقود الأحفوري في الماضي.
وقد تولد أكثر من نصف الكهرباء في الولايات المتحدة من الفحم في عام 2000، ثم انخفض هذا الرقم إلى نحو الثلث في عام 2016، الأمر الذي أدى إلى فقدان الآلاف من عمال الفحم وظائفهم. ولكن العمال السابقين في مجال الوقود الأحفوري لديهم مهارات يمكن أن توجه بشكل جيد نحو الوظائف في مجالات تركيب الألواح الشمسية أو توربينات الرياح. وتساعد بعض البرامج الموجهة لعمال المناجم السابقين كذلك على إكسابهم مهارات جديدة لتسهيل انتقالهم من عالم الوقود الأحفوري إلى مستقبل أخضر. والآن توفر برامج التدريب على الطاقة البديلة أملا جديدا لعمال المناجم. على سبيل المثال هناك شركات تهدف إلى تنشيط العمال على العمل في مجال الطاقة الشمسية. حيث يجري تدريب الأفراد ليصبحوا متخصصين في تركيب الألواح الشمسية.
إن التنويع مهم في هذا المجال، حيث إن برنامج الطاقة الشمسية يدرب العشرات. وهناك تحديات في الانتقال إلى مستقبل الطاقة النظيفة، لكن في الوقت الحالي تقدم البرامج تدريبات وأدوارا ووظائف جديدة لعمال المناجم السابقين الذين أصبحوا عاطلين عن العمل.
وليس من السهل دائما على العمال السابقين في صناعات الوقود الأحفوري أن ينتقلوا إلى العمل في قطاع الطاقة النظيفة. وبينما يجد عمال مناجم الفحم أنفسهم عاطلين عن العمل، تهدف إحدى شركات تصنيع توربينات الرياح إلى منحهم وظائف في الصناعات النظيفة من خلال برنامج تدريبي مجاني للوظائف. حيث ينتظر من عمال المناجم أن يساعدوا على بناء مزرعة رياح هائلة، وستقوم الشركات بتوظيف ما يصل إلى 200 عامل لتشغيل المزرعة بعد الانتهاء من تشييدها.
وبحسب مكتب إحصاءات العمل فإن مهن فنيي خدمات توربينات الرياح هي أسرع المهن نموا في أمريكا، حيث بلغ متوسط الأجر بها 52260 دولارا سنويا في عام 2016، وقد تكون بعض هذه الوظائف مناسبة تماما للعمال المهرة الذين لم يعد لديهم عمل في صناعات الوقود الأحفوري. ويمكن لمبادرة هذه الشركة أن توفر عمالا لبناء مزرعة رياح ضخمة في الولاية، حيث اتفقت الشركة على توريد ما يصل إلى 850 توربين رياح.
رغم فقد مئات من عمال مناجم الفحم وظائفهم في الفترة الماضية، إلا انه في الوقت نفسه يمكن أن توفر صناعة الرياح فرصا جديدة لعمال المناجم أولئك العاطلين عن العمل. إن عمال مناجم الفحم ربما يمتلكون بالفعل بعض المهارات الميكانيكية والكهربائية ذات الصلة، وأنهم معتادون على العمل في ظروف قاسية. وستشمل البرامج تدريبات على تسلق الأبراج، وتدريبات على ممارسات الأمن والسلامة في مزرعة رياح.