ارتفاع عدد مستخدمي الإنترنت في السعودية إلى 30 مليون مستخدم بحلول عام 2022
ينمو حجم الاعتماد على الإنترنت واستخدامها بشكل كبير، ونتيجة مواصلة المملكة الاستثمار في البنى التحتية، والعمل على تنمية اقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي وفق "رؤية السعودية 2030"، فإن الإنترنت الأسرع والأقوى ستفتح آفاقا غير مسبوقة للأفراد ومختلف القطاعات التجارية والصناعية، وهو الأمر الذي ينبئ بارتفاع عدد مستخدمي الإنترنت والأجهزة في العالم بشكل عام والمملكة بشكل خاص، حيث سيصل عدد مستخدمي الإنترنت على مستوى العالم إلى 4.8 مليار شخص بحلول عام 2022، يعيش منهم نحو 549 مليون نسمة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
وبالحديث عن نمو حجم الإنترنت في المملكة حسب تقرير شركة CISCO الخاص بمؤشر الشبكات المرئية، أشار إلى أن هناك أربعة عوامل أساسية لنمو حركة بروتوكول الإنترنت في المملكة، وعموم منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بحلول عام 2022، وهي ارتفاع عدد المستخدمين، وارتفاع عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت، وزيادة سرعات الإنترنت، وزيادة في محتوى الإنترنت والتطبيقات الذكية.
ففي المملكة، سيرتفع عدد مستخدمي الإنترنت من 24 مليون مستخدم في عام 2017 إلى 30 مليون مستخدم بحلول عام 2022، ويعني هذا أن نسبة مستخدمي الإنترنت في المملكة سترتفع إلى 82.6 في المائة من سكانها، مقارنة بنسبة 73.2 في المائة من سكانها في عام 2017، وتشير التقديرات إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ستحتضن نحو 549 مليون مستخدم، وسيكون لها السبق على المستوى العالمي بأعلى معدل لنمو حركة بيانات بروتوكول الإنترنت بارتفاعها بنسبة 41 في المائة من 2017 إلى 2022.
كما سيتصل نحو 2.5 مليار جهاز متصل بالشبكة في الشرق الأوسط وإفريقيا، في حين سيحظى كل فرد في السعودية بما يعادل 5.4 جهاز مرتبط بالشبكة، ففي المملكة وحدها، سيزداد عدد الأجهزة المتصلة بالشبكة ومنافذ الاتصال بها بنحو 83.3 مليون جهاز واتصال بحلول عام 2022 ليصل مجموعها إلى نحو 194.2 مليون جهاز. ويتوقع أن يكون للأجهزة غير الحاسوبية الحصة الأكبر في رفع معدلات حركة مرور البيانات، نتيجة نمو الاتصالات من آلة إلى آلة بأعلى المعدلات، وتليها الأجهزة الجوالة مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية. وسيؤدي ذلك إلى تعزيز الاتصال إلى إيجاد فرص جديدة للذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في مختلف القطاعات وعلى مستوى المنازل الذكية.
في الوقت ذاته تمثل سرعة الاتصال عبر النطاق العريض دافعا رئيسا لنمو حركة مرور بيانات بروتوكول الإنترنت، ومن المتوقع أن تتضاعف السرعة بأكثر من ثلاث مرات من عام 2017 إلى عام 2022، حيث ستزداد سرعة اتصالات النطاق العريض في المملكة من 12.2 ميجابت في الثانية في عام 2017 إلى 41.2 ميجابت في الثانية بحلول عام 2022، لتمكين الشركات والأفراد من العمل بسرعة أكبر وكفاءة أفضل. وباستمرار ارتفاع سرعة الاتصال فإن عمليات تنزيل الملفات الكبيرة التي كانت تتطلب ساعات لن تحتاج عندها إلى أكثر من دقائق أو لاحقا حتى إلى أكثر من ثوان. ويتوقع حينها أيضا أن يرتفع معدل حركة بيانات الإنترنت، التي يولدها المستخدم في المملكة شهريا إلى 40 جيجابايت بزيادة تبلغ 68 في المائة، مقارنة بمعدل عام 2017، أما معدل حركة البيانات التي تولدها المنازل في المملكة فسترتفع بنسبة 196 في المائة خلال الفترة ذاتها.
وستشكل حصة المحتوى الغني بالوسائط والملفات المكتظة بالبيانات نسبة 85 في المائة من حركة مرور بيانات بروتوكول الإنترنت في المملكة بحلول عام 2022 مرتفعة من حصة تبلغ نسبتها 70 في المائة في عام 2017، وتنسب هذه الزيادة المتوقعة في حركة مرور بيانات الإنترنت الغنية بالوسائط، التي تبلغ 15 في المائة إلى النمو السريع لخدمات بث الأفلام والتلفاز وتدفق الموسيقى على الإنترنت، إضافة إلى ارتفاع شعبية الألعاب عبر الإنترنت في المملكة. وسيؤدي ذلك الارتفاع في شعبية الألعاب عبر الإنترنت إلى ارتفاع حركة مرور بيانات بروتوكول الإنترنت الناتجة عن الألعاب في المملكة بمقدار خمسة أضعاف مقارنة بأرقام عام 2017.
ومن جانبه قال سلمان فقيه، المدير التنفيذي لشركة سيسكو السعودية: "يمثل التحول الرقمي قوة حيوية للنمو الاقتصادي، لذلك على الشركات أن تتبنى عقلية مبتكرة استباقية، لكن تمثل هجمات الحرمان من الخدمة ما يصل إلى 25 في المائة من إجمالي حركة الإنترنت في البلاد خلال حدوثها، ومن خلال تطبيق آليات الحماية المناسبة تستطيع الشركات أن تحمي ذاتها خلال التسلسل الكامل للهجوم قبل الهجوم وأثناءه وبعده".
وأضاف: "في دولة مثل المملكة التي تتبنى الابتكار، فإن الإنترنت ما زال يغير حياتنا بطرق مختلفة. وإدراكا للتغييرات التي تحدث على الشرق الأوسط وإفريقيا على الحكومة وصانعي السياسات ومقدمي الخدمات مواصلة توحيد جهودهم لإنشاء خدمة إنترنت يسهل وصول الجمهور إليها، ومحمية بإطار آمن يدعم تحقيق نمو اقتصادي مستدام".