الرياض ترأس مجموعة العشرين رسميا
تسلم الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية يوم السبت الـ23 من نوفمبر شارة رئاسة المملكة لقمة العشرين لعام 2020 بشكل رسمي من موتيجي توشيميتسو وزير الخارجية الياباني في مدينة ناجويا اليابانية، لتصبح بذلك السعودية من مطلع ديسمبر الجاري رئيسة للقمة الأهم عالميا.
بشكل رسمي، بدأت اجتماعات مجموعة العشرين على مستوى قادة الدول عام 2008 في أمريكا، ولم يكن هناك آلية واضحة لرئاسة المجموعة حتى اتفق القادة خلال قمة "كان" الفرنسية المنعقدة في 2011 على آلية لرئاسة المجموعة بالتناوب بشكل متتال بناء على توزيع الدول الأعضاء على خمس مجموعات إقليمية.
وتضم المجموعة الإقليمية الأولى: الصين، إندونيسيا، اليابان، وكوريا الجنوبية، في حين تضم المجموعة الإقليمية الثانية فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، والمملكة المتحدة، وتضم المجموعة الثالثة الأرجنتين، البرازيل والمكسيك، في حين تضم المجموعة الرابعة الهند، روسيا، جنوب إفريقيا، وتركيا، وتضم المجموعة الإقليمية الخامسة السعودية أمريكا، أستراليا وكندا.
وقد تمت إقامة قمة 2016 في الصين وهي من دول المجموعة الأولى، ثم انتقلت إلى ألمانيا وهي من دول المجموعة الثانية في 2017، ثم إلى الأرجنتين في 2018 وهي من دول المجموعة الإقليمية الثالثة، ثم إلى الهند من دول المجموعة الرابعة في 2019 لكنها اعتذرت عنها فاستضافت القمة اليابان بدلا عنها، ثم انتقلت الرئاسة للمملكة في 2020 وهي من دول المجموعة الإقليمية الخامسة، وستنتقل الرئاسة بعد ذلك من المملكة لإيطاليا لتتولى رئاسة قمة 2021.
رئاسة المملكة للقمة هذا العام حدث اقتصادي كبير، فالقمة هي الأهم عالميا اليوم ويحضرها ساسة ومسؤولو العالم الكبار، ويسبق قمة الرؤساء ترتيبات ولقاءات تصل إلى 60 لقاء بين الوزراء والمسؤولين في المالية والبنوك المركزية والعمل والطاقة والاقتصاد وغيرها، كما انبثقت عن القمة لقاءات مصغرة للشباب Y20 ورجال الأعمال B20 والعمال L20 والمرأة W20 وغيرها.
بالتأكيد، الرياض كانت مستعدة لهذا الحدث، ففي اليوم الأول لتسلمها رئاسة القمة أطلقت الشعار المخصص للقمة والموقع الإلكتروني للقمة https://g20.org/ باللغتين العربية والإنجليزية، وحساب القمة على مواقع التواصل الاجتماعي ومنها "تويتر" @g20org، كما أقامت وزارة المالية وبالتعاون مع مؤسسة النقد أمس الخميس وبعد تسلم المملكة الرئاسة بأربعة أيام فقط أولى ندوات قمة العشرين بعنوان: "تعزيز الوصول إلى الفرص .. تمكين الناس من أجل نمو قوي وشامل
On Enhancing Access to Opportunities-Empowering People for Stronger and More Inclusive Growth افتتحها محمد الجدعان وزير المالية وحضرها ممثلون من الـ20 دولة الأعضاء في قمة العشرين وعدد من المختصين والاقتصاديين.
بالطبع، عقد قمة العشرين في المملكة أمر جيد لاقتصادنا، فاقتصادنا والفرص الاستثمارية المتاحة فيه سيكون تحت أعين المستثمرين وتغطية وحديث الإعلام العالمي، كما أن القمة فرصة لشبابنا لكسب الخبرة في التنظيم وإدارة الفعاليات المهمة كهذه القمة.
ختاما، لا أجد خاتمة أكثر مما كتبت سابقا في هذه الصفحة بعد تسمية السعودية لرئاسة القمة العام الماضي، وهو أن قمة العشرين حدث اقتصادي سنوي مهم، ولا شك أن عقد القمة في المملكة أمر ممتاز لاقتصادنا وإظهار ما عندنا من فرص والتعلم من التجارب والخبرات التي تشارك في هذا الحدث، وأتمنى أخيرا أن يتم الاهتمام بإعلامنا الاقتصادي وإعطاء العاملين فيه دورات ومعلومات وتدريبا عن القمة وتاريخها وأهدافها وطريقة عملها وإنجازاتها، فالتغطية الإعلامية المحترفة لهذا الحدث الكبير ستضع الجميع في قلب الحدث، حتى لو لم يتسن لهم حضوره أو المشاركة فيه بأي صفة.