السياحة الداخلية نريدها منافسة
قال أحمد الخطيب وزير السياحة، إن 80 في المائة من المواطنين يفضلون السياحة الداخلية. وهو رقم صحيح من وجهة نظري، فالناس ليسوا كلهم قادرين ولا راغبين في السياحة الخارجية متى توافرت سياحة داخلية منافسة ترضي أذواق وتفضيلات السياح وعائلاتهم.
ولاشك أن السياحة شهدت في الأعوام الأخيرة دعما حكوميا غير مسبوق للقطاع الذي هو عماد قطاع الخدمات في اقتصادنا الوطني بهدف تنويع الاقتصاد في إطار "رؤية 2020"، وبرنامج التحول الوطني باعتباره رافدا مهما من روافد الاقتصاد الوطني.
ففي العام الماضي، فتحت السعودية التأشيرات السياحية، وأطلقت برامج سياحية متنوعة، في أكثر من منطقة من مناطق المملكة المختلفة والمتنوعة التضاريس والمناخ والطبيعة والآثار. ووفقا لتقارير "الاقتصادية"، بلغ حجم إنفاق السياح القادمين إلى المملكة "السياحة الوافدة" العام الماضي 2019، نحو 101 مليار ريال "26.93 مليار دولار"، بارتفاع 8.02 في المائة، بما يعادل 7.5 مليار ريال عن مستويات عام 2018 البالغة 93.5 مليار ريال "24.93 مليار دولار".
كما تم هذا العام تحويل هيئة السياحة إلى وزارة، وأطلقت الوزارة هذا العام عشرة برامج سياحية في مختلف مدن المملكة تحت شعار "تنفس"، كما تم إنشاء صندوق التنمية السياحية برأسمال يبلغ 15 مليار ريال ليسهم في دعم القطاع السياحي في المملكة.
هذا العام أيضا، بدأ كثير من السعوديين باكتشاف السياحة الداخلية، خصوصا منطقة الجنوب والطائف، تزامنا مع منع السفر للخارج بسبب فيروس كورونا المستجد، إلا أن الشكاوى من ضعف المرافق السياحية في عسير والطائف، كانت ديدن كثير من السياح، فالأسعار غالية والشقق والفنادق قليلة ومحدودة، والمرافق والخدمات الأخرى المساندة غير كافية .
وكلنا يعرف أن السياحة مرتبطة بتطور وتحسن أنشطة وقطاعات أخرى، مثل الاتصالات والنقل والفنادق والشقق والخدمات المالية وخدمات الإنترنت وغيرها، وكل تأخر في نشاط من هذه الأنشطة يؤخر تطور قطاع السياحة.
عودة إلى الأرقام، فالإحصاءات تقول إن حجم الإنفاق للسياحة المحلية نما خلال العام الماضي 2019 ليبلغ نحو 53 مليار ريال مقارنة بالعام الذي سبقه البالغ 48 مليار ريال، بنمو 10.4 في المائة، ليسجل بذلك الإنفاق للسياحة المحلية مستوى قياسيا. ويعود 40 في المائة من حجم الإنفاق لغرض الرحلات والتسوق، فيما 25 في المائة إلى أغراض الزيارات العائلية والأصدقاء، فيما سجل 27 في المائة من حجم الإنفاق للأغراض الدينية. ونمت الرحلات للسياحة الداخلية بنحو 12.6 في المائة لتبلغ 48 مليون رحلة، مقارنة بنحو 42.6 مليون رحلة للعام الذي سبقه، 2018.
وبذلك، يكون إجمالي الإنفاق السياحي في السعودية عبر السياحة الداخلية، وكذلك السياح القادمين إلى السعودية، نحو 154 مليار ريال، ليسجل نموا بنحو 8.8 في المائة، شكل إنفاق السياح القادمين من الخارج نحو 65.6 في المائة من الإجمالي.
ختاما، هناك تركيز كبير اليوم على تطوير قطاع السياحة في المملكة، فمشاريع القدية والبحر الأحمر وآمالا ونيوم وغيرها، كلها مشاريع سياحية وترفيهية، لكن هذه المشاريع الضخمة تحتاج إلى أعوام لإنجازها، وما تحتاج إليه السياحة اليوم هو تطوير البنية التحتية، خصوصا في المنطقة الجنوبية والطائف.