شربا B20 لـ "الاقتصادية": السعوديون يضعون بصمتهم في رسم طريق أعمال "العشرين"
قال الدكتور عبدالوهاب السعدون شربا مجموعة تواصل الأعمال السعودية B20، إن رئاسة المملكة للمجموعة تزامنت مع مرحلة غير مسبوقة في التاريخ الحديث، حيث يواجه العالم حاجة ملحة إلى توحيد جهود القطاعين العام والخاص في مواجهة أزمة فيروس كورونا المستجد.
وأشار السعدون في حوار مع "الاقتصادية" إلى أن مجموعة تواصل الأعمال السعودية رفعت توصيات وسياسات لتنشيط الاقتصاد العالمي وحرصت على وضع معيار جديد للمستقبل للتحول والنمو الاقتصادي.
وأوضح أن المجموعة ركزت أيضا على تعزيز الحوار بين القطاعين العام والخاص، وتبني السياسات القابلة للتطبيق وذات الأثر في قطاع الأعمال، وبحث كيفية دعم الحكومات للقطاع الخاص بشكل أفضل أثناء الأزمة وتعزيز المرونة لمواجهة أزمات المستقبل.
وأضاف شربا مجموعة تواصل الأعمال السعودية B20 أن مجموعة الأعمال السعودية منحت صوتا للشركات السعودية بجميع أحجامها ومكنتها من المشاركة في المناقشات العالمية حول القضايا التي تؤثر في عملياتها وفرص نمو أعمالها في الأسواق الخارجية.
وفيما يتعلق بمشاركة السعوديين، أوضح أن نسبة مشاركتهم في فرق عمل مجموعة الأعمال 29 في المائة، بينما تصل نسبة مشاركة سيدات الأعمال السعودية في رئاسة فرق العمل السبعة إلى 44 في المائة. وفيما يلي نص الحوار:
* في البداية، دعنا نتعرف على مجموعة الأعمال B20 وأهدافها؟
مجموعة الأعمال السعودية هي الممثل الرسمي لمجتمع الأعمال لمجموعة العشرين، ومن هذا المنطلق فهي تمثل جميع القطاعات الاقتصادية في الدول الأعضاء في مجموعة العشرين.
وركزت مجموعة الأعمال السعودية على تعزيز الحوار بين القطاعين العام والخاص وتقديم توصيات لسياسات محددة تمثل مصالح مجتمع الأعمال وتعزز من قوة واستمرارية جميع الشركات- الصغيرة والمتوسطة والكبيرة- والمجتمعات التي تخدمها.
كما رفعت المجموعة في ظل رئاسة السعودية لمجموعة العشرين، التي تعد الأولى في الشرق الأوسط، شعار التحول من خلال النمو الشامل. وتحقيقا لهذا الهدف، عملت مجموعة الأعمال السعودية على أن تكون شاملة من خلال الحرص على تبني الشفافية والانفتاح على كل المجموعات الجغرافية ومنظمات الأعمال الكبيرة والصغيرة.
كما عملت على تبني السياسات القابلة للتطبيق وذات الأثر في قطاع الأعمال، كما حرصت المجموعة أن تكون متميزة وتطلعية تبني التوصيات، التي تترك بصمة للمملكة ذات أثر يتجاوز رئاسة المجموعة في 2020.
* كيف أدرتم مجموعة B20 في ظل تحديات فيروس كورونا؟
تزامنت رئاسة المملكة لمجموعة الأعمال مع مرحلة غير مسبوقة في التاريخ الحديث، حيث يواجه العالم حاجة ملحة إلى توحيد جهود القطاعين العام والخاص في مواجهة أزمة فيروس كورونا المستجد. ويعد التعاون بين الحكومات والمنظمات الدولية والشركات والمجتمع المدني السبيل الوحيد للتوصل إلى حل فعال لمواجهة آثار هذا الوباء على الجوانب الصحية والاقتصادية.
وفي هذا السياق، حرصت مجموعة الأعمال السعودية على تعزيز روح التعاون في العمل بين الأطراف والجهات المختلفة لاقتراح حلول لمواجهة التحديات العالمية، التي تعترض مجتمع الأعمال، وتواصلت مجموعة الأعمال السعودية من خلال فرق العمل كافة مع قادة الأعمال العالميين والشركاء وصانعي السياسات الدوليين لتحديد أفضل سبل التعاون والحصول على إجماع حول كيفية دعم الحكومات للقطاع الخاص بشكل أفضل أثناء الأزمة وتعزيز المرونة لمواجهة أزمات المستقبل.
* كيف تعاملت B20 مع جائحة كورونا؟ وما حجم الأثر في قطاع الأعمال العالمي؟
على الرغم من الأحداث، التي شهدها الاقتصاد العالمي خلال العقدين الآخرين كالأزمة المالية في 2008 مثلا، إلا أن أثر جائحة كوفيد - 19 كان كبيرا جدا، وذلك بسبب الإغلاقات التي شهدها العالم، ما تسبب في أضرار اقتصادية حادة طالت أغلب القطاعات.
وشهد الاقتصاد العالمي انكماشا ملحوظا خلال النصف الأول، حيث توقع تقرير صادر عن صندوق النقد الدولي أن ينكمش نمو الاقتصاد العالمي بمعدل -4.9 في المائة في 2020، بانخفاض 1.9 في المائة، عما تنبأ به في تقرير آفاق الاقتصاد العالمي الصادر في أبريل الماضي، كما كان تأثير جائحة كورونا المستجد في النشاط الاقتصادي في النصف الأول من 2020 أكثر سلبا من التوقعات.
لذا تعاملت مجموعة الأعمال السعودية مع تحديات جائحة كورونا بأهمية بالغة، حيث استضافت خلال رئاستها عديدا من الفعاليات الافتراضية لنقاش سبل الخروج من أزمة جائحة كورونا، كما أطلقت المجموعة مبادرة معنية بفيروس كورونا المستجد بهدف معالجة تأثير الوباء في عالم الأعمال.
ونتج عن هذه المبادرة تقرير خاص تم رفعه إلى مجموعة العشرين، وتضمن التقرير، الذي حمل عنوان "الانطلاق السريع للاقتصاد العالمي في مرحلة ما بعد فيروس كورونا المستجد" توصيات مؤلفة من ستة محاور:
وتضنت التوصيات تعزيز المرونة الصحية، وتسريع تطوير وتوافر لقاح فيروس كورونا المستجد وتعزيز الاستعداد لمواجهة الوباء في المستقبل، ومعارضة فرض القيود على تجارة وانسياب المنتجات والخدمات الطبية عبر الحدود، إضافة إلى معالجة خطر الفساد في المشتريات العامة للوازم الضرورية.
وذلك علاوة على الحفاظ على رأس المال البشري من خلال تجنب القيود المفروضة على حركة رأس المال البشري وتقليل البطالة وزيادة قابلية التوظيف وضمان تنفيذ متطلبات الصحة والسلامة المهنية المناسبة لتقليل مخاطر العدوى، فضلا عن تجنب زعزعة الاستقرار المالي، وتجنب الآثار السلبية في الأسواق المالية وزيادة الدعم للاقتصادات الضعيفة وزيادة تخصيص رأس المال للشركات ومشاريع البنية التحتية.
كما شملت تنشيط سلاسل القيمة العالمية، من خلال إعادة تفعيل سلاسل التوريد على الفور والاستثمار في تطوير سلاسل التوريد العالمية والحد من مخاطر الفساد في سلاسل التوريد، وتحفيز القطاعات الخصبة والمنتجة، من خلال التعاون في تصميم المحفزات، وجعلها مستدامة وضمان استقرار سوق الطاقة وتنشيط السفر والسياحة، وأخيرا اعتماد الرقمنة بمسؤولية وأمان، من خلال تسريع وتمكين التحول الرقمي.
* منذ تولت السعودية مجموعة B20، ما أبرز المواضيع التي فرضت نفسها حتى الآن؟ وكيف تم التعامل معها؟
تضمنت منهجية عمل مجموعة الأعمال السعودية في تحديد المواضيع ذات الأولوية، التي تم التركيز عليها خلال دورة رئاسة المملكة مجموعة العشرين، توافقها مع ثلاثة محاور.
تمثل المحور الأول في مدى ارتباطها بأجندة السياسات العالمية وتوافقها واستكمالها لأجندات الدورات السابقة لمجموعات العشرين "مجموعة الأعمال"، أما المحور الثاني فيتطرق إلى الأولويات، التي تم تحديدها من قبل المملكة لدورة مجموعة العشرين لعام 2020، فيما المحور الثالث مسح لمرئيات أعضاء فرق عمل مجموعة الأعمال السعودية لتحديد الأولويات ومرئيات مجتمع الأعمال لسياسات تعالج تحديات قطاع الأعمال العالمي.
وبناء على ذلك، حددنا أولويات المواضيع، التي تهم مجتمع الأعمال العالمي، وشكلنا فرق عمل لتقديم توصيات تعالج التحديات المرتبطة بكل منها، وتم تشكيل فرق العمل التالية: فريق التحول الرقمي، فريق النزاهة والامتثال، فريق مستقبل العمل والتعليم، فريق الاستدامة والطاقة والمناخ، فريق التمويل والبنية التحتية، فريق التجارة والاستثمار، ومجلس أعمال "النساء في الأعمال".
* ما السياسات التي اعتمدتها B20 لتكون متوافقة مع السياسات العامة لمجموعة العشرين؟
عملت مجموعة الأعمال السعودية، وبما يتماشى مع سياسات مجموعة العشرين، على تعزيز سياسات التنويع الاقتصادي في السعودية، ما يتيح الفرصة للشركات العالمية والسعودية بمختلف أحجامها من الاستفادة من الفرص الاقتصادية الكبيرة، التي توفرها المملكة.
كما منحت مجموعة الأعمال السعودية صوتا للشركات السعودية بجميع أحجامها ومكنتها من المشاركة في المناقشات العالمية حول القضايا، التي تؤثر في عملياتها وفرص نمو أعمالها في الأسواق الخارجية. وعملت المجموعة على تمكين الشركات من الوصول إلى مجموعة من شركاء المجموعة لتمكين تبادل المعرفة على مستوى عالمي يركز على التقدم والازدهار الاقتصادي للمملكة.
كما ركزت أيضا مجموعة الأعمال السعودية على رفع توصيات لسياسات لتنشيط الاقتصاد العالمي، وحرصت على وضع معيار جديد للمستقبل، لتتماشى هذه التوصيات مع ما حددته المملكة من خلال مجموعة الأعمال لإيجاد معيار جديد للتحول والنمو الاقتصادي.
* كم يبلغ عدد توصيات مجموعة الأعمال؟ وما أبرزها؟ وما خطط المجموعة لتطبيقها؟
قدمت مجموعة تواصل الأعمال السعودية الممثل الرسمي لمجتمع الأعمال لمجموعة العشرين 25 توصية لسياسات إنعاش الاقتصاد العالمي. وتتناول السياسات المقترحة كلا من التحديات الحالية والأهداف التنموية المتوسطة وطويلة المدى، وقد تم دمجها في المواضيع، التي تتوافق مع أجندة رئاسة مجموعة العشرين لهذا العام.
وأول هذه التوصيات تمكين الإنسان: من خلال مضاعفة الجهود لتمكين السيدات والشباب، وبناء قوة عاملة قادرة على التعامل مع المخاطر والتحديات التقنية والصحية والاقتصادية، وزيادة التمويل من أجل التنمية المستدامة، والسعي إلى التنويع الاقتصادي بما في ذلك القطاعات المولدة لفرص العمل مثل السياحة المستدامة، مع وجوب إحراز تقدم كبير في التعاون التجاري بما في ذلك الإصلاحات المؤسسية للمنظمات الدولية كمنظمة التجارة العالمية.
وذلك علاوة على الحفاظ على كوكب الأرض: من خلال تسريع العمل للوصول إلى الحياد الكربوني من خلال تطوير التقنيات التي تحد من الانبعاثات الكربونية، وتعزيز نظم الطاقة، لتكون أكثر نظافة واستدامة، وتحسين مرونة البنية التحتية لتحييد أثرها في التغير المناخي، والتحول إلى الاقتصاد الدائري، والاستخدام المستدام لأنظمة المياه العذبة والمحيطات.
كما تضمن تشكيل آفاق جديدة من خلال تمكين المجتمعات من تبني التطورات التكنولوجية وتعزيز ثقافة النزاهة. كما توصي مجموعة الأعمال السعودية بتحسين بيئة التقنيات المالية، ودعم البنية التحتية الرقمية المرنة من خلال تنمية المهارات المطلوبة، وتطوير المدن الذكية، والاستفادة من التقنيات لإدارة المخاطر المتعلقة بالفساد والاحتيال.
* كيف ترى مشاركة رجال وسيدات الأعمال السعوديين لرئاسة مجموعات قمة العشرين؟
تعد مشاركة رجال وسيدات الأعمال السعوديين في رئاسة قمة العشرين مميزة للغاية، إذ كان لهم بصمة في رسم الطريق لقرارات وتوصيات المجموعة. وبلغت مشاركة السعوديين في فرق عمل مجموعة الأعمال 29 في المائة.
واختيار أعضاء فرق العمل تم وفق منهجية علمية تستند إلى معايير واضحة منها الكفاءة والخبرة في القطاع، والمشاركات السابقة في دورات مجموعة الأعمال مع إعطاء أولوية لسيدات الأعمال، وبالذات من المنشآت الصغيرة والمتوسطة، إضافة إلى رواد ورائدات الأعمال من المملكة.
* وماذا عن مشاركة المرأة السعودية في B20؟
تعد مشاركة المرأة السعودية في مجموعة الأعمال فاعلة للغاية، حيث ولأول مرة في تاريخ دورات مجموعة تواصل الأعمال السابقة تم إنشاء مجلس سيدات أعمال يتكون من 55 سيدة أعمال نصفهن من السعوديات.
وعمل مجلس "النساء في قطاع الأعمال" على وضع خارطة طريق لتعزيز دور المرأة في عدد من المجالات، وسعى أن تكون مشاركة المرأة في قطاع الأعمال حيوية، إضافة إلى بلورة مقترحات لسياسات تمكينها في الحصول على نسبة أكبر من المناصب القيادية مع ضمان تهيئة فرص متكافئة للمرأة في التوظيف وفي المكافآت والحوافز المالية.
وتماشيا مع التزامنا بالتميز في دورة رئاسة المملكة لمجموعة العشرين حرصت مجموعة تواصل الأعمال السعودية على توفير قدوة للغير، حيث سجلت أكبر نسبة من المشاركة النسائية في فرق العمل، مقارنة بأي دورة سابقة، حيث بلغت نسبة مشاركة النساء في فرق العمل 33.4 في المائة معظمهن سعوديات، وهي الأعلى في دورات مجموعة العشرين، حيث كانت 28 في المائة في دورة الأرجنتين 2018 و23 في المائة في دورة رئاسة ألمانيا 2017.
وفي هذا السياق بلغت نسبة مشاركة سيدات الأعمال السعوديات في رئاسة فرق العمل السبعة 44 في المائة، وهي أيضا الأعلى عالميا في تاريخ مجموعة تواصل الأعمال.