منظومة رقمية برؤية محكمة
تحقق السعودية قفزات نوعية على صعيد التنمية في كل الميادين، وهذه القفزات ما كانت لتحدث لولا عملية التنفيذ المحكمة لرؤية المملكة 2030 التي تشمل كما هو معروف كل شيء، من أجل بناء اقتصاد وطني سعودي مستدام، يليق بمكانة وقوة المملكة على كل الأصعدة، فضلا عن أهميته في استكمال مخططات استراتيجية التنمية بشكل عام. وتقدمت السعودية في الأعوام القليلة الماضية في مختلف المجالات، خصوصا في إنجاز بعض المشاريع الاستراتيجية قبل مواعيدها الموضوعة لها.
وهذا يعزز المسار الذي تمضي البلاد فيه نحو تحقيق الأهداف كلها، والإيفاء بالالتزامات التي قطعتها على نفسها، ولا سيما على الساحة المحلية. حتى إن كثيرا من الدول، أعربت في غير مناسبة عن إعجابها بما يجري على الأرض في السعودية، ليس فقط في تنوع مشاريع "الرؤية"، ولكن أيضا في المعايير المرتفعة لإتمام الإنجازات كلها. ومن هنا، فلا غرابة أن يشيد هولين زاو الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات، بجهود المملكة المميزة في مختلف المجالات، ومن ضمنها إطلاق منصة جديدة لتعزيز التعاون الدولي في المجالات الرقمية.
وأولت القيادة في السعودية منذ انطلاق عملية التنمية الشاملة والبناء الاقتصادي، هذا الجانب أهمية كبيرة، لأسباب عديدة، في مقدمتها بالطبع، أهمية ميدان الاتصالات المتصاعد منذ أعوام على الساحة العالمية، وضرورته في دعم العلاقات بين الدول في المجالات الاقتصادية والتنموية والتعليمية والصحية وغيرها من ميادين تشكل في النهاية المنظومة الاقتصادية الكاملة. يضاف إلى ذلك، أن السعودية تقوم بدورها الريادي على الساحة الدولية، وهو دور يتطلب أن تكون هناك قاعدة صلبة للاتصالات في المجالات الرقمية، وعلى هذا الأساس، جاء تقدمها في هذا المجال الحيوي.
والحقيقة أن المملكة أثبتت في الأشهر القليلة الماضية إمكانات كبيرة في النطاق الرقمي، ولا سيما في أعقاب تفشي وباء كورونا، الذي تطلبت مقاومته منصة رقمية عالية الجودة، وكانت حاضرة بالفعل. بينما تقدمت البلاد في هذا المجال عبر تمكنها من تسخير قدراتها الرقمية المشار إليها، لتوفير الخدمات اللازمة في كل المجالات من التسوق الإلكتروني إلى التعليم عن بعد، وغير ذلك من الميادين الأخرى. وفي الفترة السابقة، عبرت جهات عالمية رسمية وغير رسمية عن إعجابها بجهود هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في السعودية، ووضعتها في مقدمة أكثر الجهات التنظيمية لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات تطورا في العالم.
فضلا عن التصنيف العالي من الاتحاد الدولي للاتصالات، دون أن ننسى، أن سوق الاتصالات في المملكة هي الأكبر على الإطلاق في منطقة الشرق الأوسط. هذه المعطيات تؤكد مجموعة من الحقائق، يتصدرها اهتمام القيادة العليا في البلاد بهذا الميدان الحيوي العالمي والمحلي المتسع، وحجم الاستثمارات التي ضختها المملكة في هذه الساحة، لتكون الأكبر بالطبع بين نظيراتها في المنطقة.
فقطاع التكنولوجيا المتطورة يعد محورا رئيسا في السعودية منذ أن بدأت انطلاقتها عبر رؤية المملكة 2030، وهو بالتالي يعزز الطموحات المستقبلية للقائمين على مرحلة البناء الاقتصادي. وفي الفترة الماضية، شهدت السعودية وشاركت في عديد من اللقاءات والمؤتمرات الخاصة بقطاع الاتصالات والمجالات الرقمية، بما في ذلك، استضافتها الأخيرة للندوة الدولية الافتراضية، التي نظمتها هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، بالتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات.
ومثل هذه اللقاءات المهمة، توفر ساحة واسعة لتبادل الخبرات وعرض المنجزات في هذا المجال، فضلا عن أنها تسهم في توحيد الجهود والرؤى العالمية في مجال الطيف الترددي.