كيف تستفيد الشركات من الرقمنة؟ «2 من 2»
وسط التغير الاجتماعي والاقتصادي والثقافي السريع، تحتاج المنظمات إلى اكتساب قدر من المرونة في نماذج أعمالها وعملياتها. في الواقع، من الممكن أن توفر التقنيات الرقمية تلك المرونة بطريقة فعالة من حيث التكلفة، حيث تخفض تكاليف الاحتكاك وتخفف حدة المخاطر التشغيلية السلبية، وفي الوقت ذاته تمكن الشركات من التجارة، وتوفير رؤوس الأموال وتوزيعها، إضافة إلى التوظيف في ظل نظام مقسم أو متشعب. من شأن الرقمنة أيضا أن تمكن الشركات من تخصيص عروضها وأسعارها بما يتناسب مع المستهلكين الأفراد. وهذا هو المجال الرئيس الرابع.
لطالما اعتمدت شركات التأمين على الحياة على عوامل فردية في تسعير وثائق التأمين التي تقدمها، مثل الحالة الصحية ونمط الحياة والجداول الأكتوارية. ونظرا لسهولة عملية جمع وتحليل البيانات عالية الجودة حول المستهلكين مع مرور الوقت، ستتمكن مجموعة واسعة من الشركات من اتباع نهج مخصص مماثل فيما يخص التسعير.
يتبع بعض الصناعات بالفعل نهجا مخصصا نسبيا. لنأخذ - على سبيل المثال - المنتجات المالية، مثل الرهون العقارية وقروض السيارات. اليوم، يفرض معدل الفائدة ذاته على الأشخاص الذين تنطبق عليهم السمات ذاتها. ومع زيادة الرقمنة، يصبح من الممكن فرض سعر فائدة على العملاء الأفراد، حيث يتماشى بشكل أفضل مع ملف المخاطر الذي يمثلهم، وهذا يشمل مجموعة من المقاييس من الأصول إلى متوسط العمر المتوقع.
في الواقع، إذا عملت الشركات على تصميم وتنفيذ استراتيجيات رقمنة فعالة في هذه المجالات الأربعة، فستعزز الإيرادات من خلال توفير مزيد من السلع والخدمات في أيدي العملاء بشكل أسرع وتخفض التكاليف عن طريق تبسيط عمليات التوظيف، والتصنيع، والإنتاج، واللوجستيات. أما بالنسبة إلى إعادة التفكير في كيفية توزيع الزيادة في الأرباح الناتجة عن الرقمنة، فهذه هي الأولوية الخامسة.
عادة ما تقسم الشركات الأرباح بين تخفيف عبء الديون، وإعادة الاستثمار، والمدفوعات للمساهمين في صورة أرباح وعمليات إعادة شراء، أو تخزينها لأغراض استراتيجية طويلة الأجل. لكن نظرا لأن رأسمالية المساهمين تفسح المجال لرأسمالية أصحاب المصلحة، فإن نطاقا أوسع من مجموعات المصالح، مثل الموظفين والمجتمعات المحلية يتوقعون الحصول على فوائد. كما أن توسع الأدوار التي تلعبها الشركات في مجالات، مثل: التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية، إضافة إلى الارتفاع الوشيك في البطالة البنيوية بسبب الأتمتة والرقمنة، يعزز هذا التوقع.
في حين أكدت جائحة كوفيد - 19 هشاشة عديد من نماذج الأعمال، فقد زادت أيضا من احتدام السباق نحو اعتماد التقنيات المتطورة. لكن الاعتماد هو الخطوة الأولى فقط. وستحدد كيفية تطبيق هذه التقنيات، عبر المجالات الرئيسة الخمسة التي سبق ذكرها، من يصل إلى خط النهاية؟ ومتى؟
خاص بـ «الاقتصادية»
بروجيكت سنديكيت، 2021.