ارتباك مفاهيم البعض
مفاهيم عدة، أصابها الارتباك، بسبب مواقع التواصل الاجتماعي. بعض هذه المفاهيم لها جانب إنساني، والأخرى تتعلق بالمجتمع والثقافة وبعض الأعراف والعادات النبيلة.
بعض المشاهير في مواقع التواصل الاجتماعي، كان لهم سقطات غير مقبولة. جانب من هذه التجاوزات يتعلق بالتهاون ومخالفة الاشتراطات والبروتوكولات الصحية التي وضعتها الحكومة للحد من انتشار الوباء.
وهناك جوانب تتضمن تجاوزات لفظية. بعضها يحمل إسقاطات عنصرية بغيضة. والبعض الآخر يحمل تجاوزات أخلاقية صادمة. وهناك ممارسات تأتي على شكل مزح، لكنها في حقيقتها تجاوز إنساني لا يمكن القبول به، فما بالك عندما يتحول إلى مشهد يتداوله الجميع باعتباره مظهرا من مظاهر التندر والضحك. وهذا يصدق على الحادثة الأخيرة المتمثلة في تصوير لقطة لشخص يجلس بالقرب من واد ويتم دفعه بشكل فيه خطورة وتصويره.
إن الكاميرا التي لا تلتزم بالقيود والضوابط، تتحول اللقطات التي تحويها إلى مادة إدانة. ويبدو أن الوعي بالحقوق والواجبات تجاه الآخرين لا يزال غائبا عن البعض.
لا يحق لك تصوير إنسان بغير رضاه. لا يحق لك توجيه الإهانات إلى الناس ناهيك عن تصوير هذه الإهانات. لا يحق لك انتهاك حرمات الناس خلال الحوادث وتصوير الضحايا. لا يحق لك أن تستضيف زائرا عابرا لا يتقن لغتك وتوجه له كلمات سلبية وأنت تضحك ثم تتباهى بنشرها.
مثل هذه التصرفات، لا تصدر عن نفوس سوية، ولا عن أرواح نبيلة، ولهذا هي تستحق العقاب.
لا بد من توجيه الشكر والثناء للنيابة العامة ولرجال الشرطة على ملاحقتهم هذه التجاوزات الإلكترونية ومعاقبة من يرتكب أي فعل من هذه الأفعال. دوما عليك أن تتذكر: حريتك لا تعني أن تطأ على كرامات الآخرين، ولا أن تجاهر بتحدي الأنظمة والقوانين. هذا هو الفارق بين الفرد الصالح وبين الشخص غير الصالح، أو بتعبير أوضح: بين الإنسان البريء وبين المتهم بارتكاب جريمة تستوجب التوقيف للمساءلة وتطبيق النظام.