برنت يصعد 386 % من قاع كورونا .. و«الأمريكي» الأعلى في 6 أعوام ونصف
سجلت أسعار النفط أعلى مستوياتها خلال نحو عامين وثمانية أشهر، بعد أن سجلت العقود الآجلة لخام برنت مستوى 77.61 دولار خلال جلسة أمس، وهو أعلى سعر منذ 29 تشرين الأول (أكتوبر) 2018 البالغ 78.03 دولار، بينما سجل الخام الأمريكي مستوى 76.98 دولار وهو الأعلى منذ 24 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014، بعد إلغاء اجتماع تحالف "أوبك +" يوم الإثنين.
ووفقا لرصد وحدة التقارير في صحيفة "الاقتصادية"، صعد خام برنت 386 في المائة عن أدنى سعر بالتزامن مع تفشي جائحة كورونا، المسجل في 22 نيسان (أبريل) 2020 عند نحو 16 دولارا، بينما قفز الخام الأمريكي 664 في المائة عن أدنى سعر خلال اليوم ذاته، المسجل نحو عشرة دولارات.
وارتفع خام برنت منذ مطلع العام الجاري 50 في المائة، مقارنة بنهاية 2020 عند مستوى 51.8 دولار، بينما ارتفع الخام الأمريكي 59 في المائة، كونه أغلق عند 48.5 دولار نهاية العام الماضي. ما قلص الفارق بين الخامين لأقل من دولار لأول مرة منذ أعوام وفي سابقة نادرة الحدوث منذ عام 2015.
والإثنين، تأجلت محادثات تحالف "أوبك +" الذي يضم السعودية وروسيا ومنتجين آخرين. ولم يتم الاتفاق على موعد لاستئناف المفاوضات بعد تأجيل المحادثات لليوم الثالث بعد خلافات الأسبوع الماضي.
وجاء الارتفاع المتواصل لأسعار النفط نتيجة عدة أسباب منها امتثال دول تحالف "أوبك +" حصصها في اتفاق خفض الإنتاج 100 في المائة وأكثر في الأشهر الأخيرة وما رافقه من خفض المملكة إنتاجها من النفط بنحو مليون برميل يوميا لتحقيق استقرار السوق، إضافة إلى تسارع توزيع اللقاحات عالميا، ما يزيد التفاؤل بعودة أسرع للأوضاع الطبيعية قبل تفشي كورونا.
وفي مطلع أيار (مايو) 2020، بدأ تطبيق الاتفاق التاريخي بين دول تحالف "أوبك +" على خفض الإنتاج بواقع 9.7 مليون برميل يوميا لشهرين، ثم تقليص خفض الإنتاج إلى ثمانية ملايين برميل يوميا بدءا من تموز (يوليو) حتى نهاية 2020.
ولاحقا تم تقليص الإنتاج بواقع مليوني برميل يوميا إلى ستة ملايين برميل يوميا، بدءا من مطلع 2021 حتى نيسان (أبريل) 2022.
وشهد 20 نيسان (أبريل) 2020 تدهور سعر البرميل المدرج في سوق نيويورك إلى ما دون الصفر لأول مرة في التاريخ مع انتهاء التعاملات، ما يعني أن المستثمرين مستعدون للدفع للتخلص من الخام.
وهبط خام غرب تكساس الوسيط WTI "الأمريكي" تسليم أيار (مايو)، حينها بنحو 55.90 دولار أو 306 في المائة، إلى "- 37.63 دولار" للبرميل عند التسوية.
وجاء التراجع، حيث كان هذا اليوم قبل الأخير لعقود تسليم أيار (مايو) ولا يرغب المشترون في التسلم فيه، لعدم قدرة المخازن الأمريكية والآبار على استيعاب الإنتاج.
وفقد النفط نحو ثلثي قيمته خلال الربع الأول 2020 في أسوأ أداء فصلي تاريخيا، ليتداول خلال الربع الأول عند أدنى مستوياته منذ 2002 و2003 بالتزامن مع تفشي وباء سارس.
وجاءت التراجعات في الربع الأول مع زيادة المخاوف من ركود عالمي بفعل فيروس كورونا، وبالتالي تضرر الطلب على النفط بشكل كبير.
وتأثرت الأسعار خلال الربع الأول 2020 بزيادة إمدادات النفط عالميا، بعد فشل اتفاق "أوبك +" على خفض إضافي للإنتاج بواقع 1.5 مليون برميل يوميا بسبب الرفض الروسي، ما دفع السعودية إلى إعلان رفع إمداداتها إلى 12.3 مليون برميل يوميا وصادراتها إلى أكثر من عشرة ملايين برميل يوميا، كما رفعت الإمارات إنتاجها أيضا حينها.
وحدة التقارير الاقتصادية