الشركات «الزومبي» والخروج من الأزمة «2 من 2»

التمييز بين الشركات موفورة الصحة وغير القادرة على البقاء، أمر شائك ومعقد بالنسبة إلى القطاع الخاص في أفضل الأوقات، فهو يكتسب صعوبة خاصة الآن، حيث لا تزال درجة عدم اليقين حول عالم ما بعد الجائحة عالية.
لكن القطاع الخاص قادر على الأقل على استخدام الحوافز بقوة لتجميع المعلومات المتفرقة. من الصعب للغاية أن تتكفل هيئة حكومية بمثل هذا الأمر، خاصة إذا كانت تفتقر إلى الخبرة المتراكمة اللازمة.
هذه نسخة جديدة من مشكلة قديمة استكشفها على نحو فذ فريدريك هايك. كما أوضح هايك، فإن تخصيص المعرفة في المجتمع موزع ومنتشر، ومن الصعب على أي حكومة تجميع هذه المعرفة بطريقة غير منحازة.
لكن حل هذه الصعوبة أمر ممكن. إذا كنت ترغب في تقييم جودة طالب على سبيل المثال، فلن تجد مقياسا أكثر كشفا للحقيقة من سؤال زملائه في الفصل. فأولئك الذين يتعلمون يوما بعد يوم مع زميل لهم هم أفضل من يقدر مواهبه. على المنوال ذاته، لا يستطيع أحد أن يقيس جودة شركة ما أفضل من موظفيها. للتخلص من الشركات الفاقدة لمقومات الحياة، ينبغي للحكومات إذن أن تبدأ بجعل تقديم إعانات الدعم لأي شركة مشروطا بتأييد أغلب موظفيها.
تكمن المشكلة هنا في أن الموظفين، على عكس زملاء الفصل، لديهم الحافز للكذب. فإذا فشلت الشركة، فسيفقدون وظائفهم. ولأن تأييد شركتهم لا يكلفهم أي شيء، فسيبالغ أغلبهم على الأرجح في تقدير آفاقها في المستقبل.
لكن من الممكن التغلب على هذه المشكلة بسهولة من خلال الحوافز المناسبة. بموجب مثل هذه الخطة، إذا صوت أغلب العاملين لمصلحة تصفية الشركة على الفور، يحصل موظفوها على إعانات البطالة لفترة أطول. وإذا صوتوا لمصلحة استمرار الشركة، تضخ الحكومة بعض الأموال النقدية لجعل الشركة قابلة لمواصلة الحياة. لكن إذا فشلت في وقت لاحق، فستتقلص تغطية بطالة العمال بشدة وربما إلى الصفر.
سيفضل العمال الذين لا يرون مستقبلا لشركتهم اختيار الفترة الأطول من الحماية الاجتماعية. من ناحية أخرى، لن يقدم أولئك الذين يعتقدون أن لشركتهم مستقبلا على تعريضها للخطر بالتصويت لمصلحة التصفية. بمعايرتها على النحو اللائق، تصبح مثل هذه الخطة قادرة على الفصل بين الشركات الفاقدة مقومات الحياة وغيرها من الشركات موفورة الصحة، لكن التأثيرات التي تفرضها الجائحة تثقل كواهلها. وستفعل هذا من خلال جعل تكلفة إعانات الدعم واضحة: فمزيد من الدعم اليوم يعني أن الحكومات ربما تصبح قدرتها المالية على مساعدة العمال أقل كثيرا في الغد.
أخيرا وليس آخرا، هذا النظام من شأنه أن يعمل على تمكين العمال. في كثير من الأحيان يستخدم رواد الأعمال والمديرون التهديد بالاستغناء عن العمال جماعيا لاستخراج إعانات دعم كبيرة غير مستحقة. لكن هذه المرة، يجب أن يكون بوسع العمال أن يقرروا ما إذا كانت هذه المساعدة مبررة.
خاص بـ "الاقتصادية"
بروجيكت سنديكيت، 2021.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي