تطوير استراتيجية الابتكار وريادة الأعمال

يرتبط تطوير البحث والابتكار بالتنافسية والإنتاجية والاستدامة، ويعتمد بشكل رئيس على رفع ثقافة ريادة الأعمال في مراكز ومعاهد الأبحاث العلمية والجامعات وغيرها. إلا أن عدم الربط بالمرجعية الموحدة التي تعنى بكل ذلك أدى إلى تشعب حلقات الأبحاث العلمية والابتكارات والاختراعات، كما أدى إلى تشتيت كثير من الجهود والطاقات والأموال وعدم تحقيق النتائج بالشكل المأمول. ويتطلب الأمر توحيد الجهود تحت مظلة متكاملة بين الهيئات المعنية مثل هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار والهيئة العامة للتطوير الدفاعي وغيرها مثل وكالة البحث والابتكار في وزارة التعليم، وقد يكون ذلك من خلال إنشاء مركز وطني لريادة الأعمال يتضمن كثيرا من الأعمال التنظيمية، ومن ذلك تكوين منصة وقاعدة بيانات رقمية وطنية ضخمة تشمل احتياجات السوق وقطاعات الدولة المختلفة والمتعددة، كما يعنى هذا المركز الوطني بتطوير استراتيجية وطنية للابتكار، ووضع خطط وقواعد ولوائح لآليات الدعم التي تضمن الاستدامة وتوجه البحث العلمي نحو الابتكار، ما يساعد الجامعات والمراكز الوطنية البحثية على أداء مهامها وأدوارها الريادية وسيكون ذلك بمنزلة توفير خريطة طريق لتحقيق التنافسية بين دول العالم في مجالي البحث العلمي والابتكار والتطوير وتحقيق رؤية المملكة 2030، وبالتالي يتم تحقيق مخرجات نوعية ملموسة تسهم بشكل فعال في الخدمة المجتمعية بكل مناشطها المختلفة والمتعددة.
ولعل من الأهداف الرئيسة من إنشاء المركز الوطني للابتكار وريادة الأعمال هو توحيد أهداف البحث العلمي والابتكارات والاختراعات وإيجاد روح عمل الفريق الوطني الواحد والمتكامل بين الباحثين والمبتكرين خصوصا، والجامعات والمراكز البحثية بمختلف مناشطها عموما، وتطوير منظومة الابتكار ونشر ثقافة ريادة الأعمال بشكل واسع.
​ولتطوير استراتيجية الابتكار وريادة الأعمال لا بد من العمل على تحقيق شراكات استراتيجية نوعية مع الجهات ذات العلاقة من الجامعات العالمية المتميزة والمراكز البحثية ذات السمعة المرموقة في مجالات البحث والابتكار وريادة الأعمال، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: جامعة سيدني، وجامعة ملبورن، والجامعة الوطنية الأسترالية، والجامعة الوطنية في سنغافورة، وجامعة مالايا في ماليزيا، وجامعة تسينج هوا في الصين وغيرها. وسيكون من خلالها سهولة التأهيل والتدريب للقيادات الواعدة وإعدادهم لإيجاد واغتنام الفرص لتصميم وتنفيذ استراتيجيات مبتكرة في مؤسساتهم وسيتيح الفرصة لوضع المعايير الصحيحة ذات القيمة العالية المدعومة بتجارب وقصص ونجاحات سابقة، وسيتم الاستفادة من كل ذلك في استكمال تطوير منظومة البحث العلمي والابتكار بأقل التكاليف، والوصول إلى ريادة أعمال مميزة وبالتالي تحقيق الأهداف المنشودة والمأمولة بشكل احترافي ومستدام.
إن مبادرة إنشاء مركز وطني موحد للابتكار وريادة الأعمال سيكون مرجعا لجميع المراكز والمعاهد الوطنية البحثية والريادية في الجامعات السعودية خصوصا، وفي السعودية عموما، وسيحقق الشمولية والترابط بين الباحثين من مختلف الأوساط سواء الجامعية أو المراكز البحثية، وبالتالي سيتحقق لدينا أبحاثا مؤثرة وابتكارات وأفكارا مخططا لها وقابلة للتنفيذ والاستفادة منها على أرض الواقع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي