تقرير دولي: «الحوثي» يبتز اليمنيين ويتاجر بمعاناتهم
تتوالى التقارير التي توثق معاناة الشعب اليمني الشقيق، في ظل سيطرة ميليشيا الحوثي على المناطق الشمالية. فما بين قهر التجويع والاتهام في الشرف والتهديد بتجنيد الأطفال يعيش المواطن اليمني المغلوب على أمره حسرات لا تنتهي، وخيارات متعددة تتشابه في مصائرها المأساوية، وإن تباينت طرائقها.
ويأتي تقرير فريق الخبراء في الأمم المتحدة المعني باليمن لـ2021، مؤكدا لما هو مؤكد، إذ لم تسلم النساء من ميليشيات الحوثي التي تواصل استخدام مزاعم الاتهام في الشرف "للحد من تقديم المجتمع الدعم للمعتقلات والحد من القبول المحلي لهن، ومنعهن من المشاركة النشطة في المجتمع، وضمان عدم تهديدهن لهم".
التقرير الحديث الذي يتكون من 310 صفحات، الذي رفع إلى مجلس الأمن بتاريخ 25 يناير 2022، الذي نشره فريق الخبراء السبت الماضي، تناول بشكل مفصل الأوضاع السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية في اليمن، وذكر أيضا أن الحوثيين يواصلون حملتهم الممنهجة لضمان التزام السكان بأيديلوجياتهم وتأمين الدعم المحلي للنزاع في البلاد، وأضاف أن "الحوثيين يستهدفون على وجه التحديد الفئات الضعيفة"، حيث وثق الفريق تسع حالات احتجز فيها الحوثيون نساء ناشطات سياسيا أو مهنيا.
تجنيد الأطفال
أشار التقرير إلى أن المخيمات الصيفية والدورات الثقافية التي تستهدف الأطفال والبالغين تشكل جزءا أساسيا ضمن استراتيجية الحوثيين لكسب الدعم لأيديولوجياتهم وتشجيع الناس على الانضمام إلى القتال.
وذكر أن بعض البالغين يشاركون في هذه الدورات حتى لا يخسروا استحققات العمل أو المساعدات الإنسانية، أو خوفا من الانتقام لعدم المشاركة فيها، على سبيل المثال "تعرضت امرأتان رفضتا المشاركة في الدورات للاحتجاز والاغتصاب".
وقال التقرير، "إن الحوثيين يستخدمون المراكز الصيفية في المدارس والمساجد لنشر الأيديولوجية بين الأطفال، وتوفير التدريب العسكري الأساسي لهم، وتشجيعهم على خطاب الكراهية وممارسة العنف ضد جماعات محددة.
وأوضح أنه في أحد المخيمات كان الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم سبعة أعوام يتعلمون تنظيف الأسلحة وتفادي الصواريخ، مشيرا إلى أنه وثق حالة عنف لطفل خضع لتدريب عسكري، ووثق تسع حالات اقتيد فيها أطفال للقتال، بذريعة أنهم سيلتحقون بدورات ثقافية.
كما قال الفريق "إنه وثق حالات قدمت فيها أو منعت مساعدات إنسانية إلى عائلات، على أساس مشاركة أطفالهم في القتال أو إلى معلمين على أساس الالتزام بتدريس منهج الحوثيين".
واتهم التقرير الجماعة الإرهابية بتجنيد 562 طفلا، خلال خمسة أشهر من العام المنصرم، ولقوا حتفهم في المعارك الدائرة في البلاد. واستطرد "تلقينا قائمة تضم 562 طفلا جندهم الحوثيون خلال خمسة أشهر من العام الماضي 2021 ولقوا حتفهم في المعارك".
وحمل فريق الخبراء كلا من اللواء محمد العاطفي وزير دفاع ميليشيات الحوثي الإرهابية، والمدعو "يحيى الحوثي" وزير تعليم الحوثيين مسؤولية تجنيد الأطفال، واستخدام المدارس والمراكز الصيفية.
مواصلة التسلح
وفقا لفريق الخبراء فإن ميليشيات الحوثي الإرهابية تواصل اقتناء مكونات حيوية لمنظومات أسلحتهم من شركات في أوروبا وآسيا، مستخدمين في ذلك شبكة معقدة من الوسطاء للتعتيم على تسلسل العهدة.
كما أشار التقرير إلى عدة عمليات ضبط نفذتها البحرية الأمريكية غالبا، في البحار المحيطة باليمن، لأسلحة كانت في طريقها إلى الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.
وقال "إن الفريق يحقق في سلسلة احتجاز سبعة من مناظير الأسلحة الحرارية RU90 / 120G، التي صودرت في 22 حزيران (يونيو) 2021 عند معبر الشحن الحدودي بين عمان واليمن".
تدهور الاقتصاد
أوضحت لجنة الخبراء أن تدهور الوضع الاقتصادي أدى إلى انتشار الشعور بالإحباط والحرمان والاستياء لدى السكان في المناطق المحررة، ما ولد بيئة خصبة لمزيد من الاضطرابات الاجتماعية والنزاعات، إلى جانب الانقسام بين الحكومة والحوثيين وظهور مصرفين مركزيين منفصلين، الذي زاد من معاناة اليمنيين وتدهور سعر العملة.
ولفت إلى أن جماعة الحوثي زادت ثراء إثر إجراءاتها الأحادية ومصادرة وتجميد أموال خصومها، وإيرادات قطاع الاتصالات وبيع المشتقات النفطية في السوق السوداء والجبايات التي تفرضها على ملاك المحال التجارية والشركات.
ويبقى أن الخائن لوطنه والمؤتمر بمصلحة غيره، لا عجب أن يستمر عبثه ليطول الجار، فمن لا سلطة له على نفسه لا سلطة له على دولته، يفر من معارك أمامية ومواجهات حقيقية، لينخرط في تجمعات حدودية منفلتة و"عبثية" بالمعنى العسكري والسياسي. فارون هائمون على طول الحدود بلا هدف، أداروا ظهورهم لأوطانهم وشعوبهم، لتتلقفهم قيادات مسلحة مرسلة على وجه السرعة من مراكز أتباع "الملالي" في جنوب لبنان، خصيصا لإتمام مسلسل العبث. أما السيناريو فداعشي بامتياز، الخيانة حبكته والانتحار نهايته.