هوس الشراء

هل حاولت أن تعيد جهازك القديم إلى الحياة مجددا؟ ربما تفعل ذلك مكرها بعد صراع ينتهي بالاستسلام أمام استراتيجية شركات الهواتف، وشركات ليست عنا ببعيد كالسيارات والأجهزة الكهربائية والصحية وغيرها العشرات تركز على تعزيز هوس الشراء أو ما يعرفه النفسانيون بالأونيومانيا وهو نوع من الإدمان يجعل صاحبه متسوقا دائما بشكل قهري، وتعمل الأساليب الترويجية على جعل المنتج الجديد يبدو أفضل من القديم بكثير على الرغم من كونه لا يقدم الكثير من الميزات الضرورية.
قديمك نديمك هكذا قال الأجداد عن السلع القادرة على الاستمرار حتى تغدو بمنزلة النديم للمستهلك التي تصمد لأعوام دون أن تفسد عكس المنتجات الحالية المصممة حتى تتلف وتضطر لشراء منتجات غير قادرة على الاستمرار لفترة طويلة والوقوع في فخ الحاجة المستمر إلى الإنفاق حتى من غير حاجة.
ابتياع الجديد حرية شخصية وبالنسبة للأجهزة الذكية بمختلف أنواعها فإن قيمتها الحقيقية في المعلومات التي تحملها بغض النظر عن البرمجيات التي تجبر الجهاز أن يكون قديما بشكل متعمد، لذا من المتعين على المستخدم أن لا يرتهن لقطعة بلاستيكية قد تخرج عن الخدمة في أي لحظة، فيما تستطيع البدائل السحابية توفير ذلك بطرق مرنة وسهلة.
يُتهم مصنعو الأجهزة الذكية بتطبيق سياسة محدودية الاستخدام أو تصميمها بطريقة يصعب إصلاحها أو استبدال المكونات الأساسية الخاصة بها مثل شاشات الهواتف الرقيقة التي تتجاوز قيمتها أحيانا قيمة الجهاز نفسه بحيث يكون خيار شراء جهاز جديد مناسبا أكثر للمستهلك.
لو كنت تحتفظ بجهاز هاتف منذ عشرة أعوام فمن المؤكد أنك لا تستطيع الآن الاستفادة منه، وإن كان يعمل فسيكون على نحو غير جيد وبطء لدرجة تجعلك تكره استخدامه وبالتالي سيكون الحل الوحيد أمامك أو الذي تجبر عليه هو شراء جهاز جديد، وفي هذا الصدد صرحت شركة أبل بأن إبطاء أجهزة الهواتف المحمولة كان بقصد حماية مكوناتها الداخلية من التلف عند تراجع أداء البطارية، حيث إن الهاتف لن يكون قادرا على تقديم أداء عال عند تراجعها بشكل كبير، ولكن في حال استبدال البطارية بواحدة جديدة فإن الأداء سيعود لسابق عهده، وعلى الرغم من ذلك فقد تعرضت لغرامات بقيمة 113 مليون دولار نتيجة عدم توضيحها هذه النقطة للمستخدمين منذ البداية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي