ولي العهد وحوار قضايا الساعة
يعد الحوار الذي أجرته مجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية مع الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الذي نشر في الأسبوع الماضي من أقوى الحوارات التي أجرتها المجلة في 2022. وكانت ردود أفعال الحوار على المستويين الدولي والمحلي كبيرة جدا، وقد تلقى اتصالا هاتفيا من رئيس جمهورية أوكرانيا، كذلك تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس بوتين، ناقش معهما إمكانية الوساطة السعودية الهادفة إلى محاولة إيقاف المعارك العسكرية في أوكرانيا، والوصول إلى اتفاقية سلام دائم بين الدولتين الجارتين. وكان قد عبر عن استعداد المملكة للوساطة لإنهاء الأزمة الروسية الأوكرانية، كذلك أكد أنه حريص على استقرار أسواق النفط في هذه الظروف التي تشهد أزمة روسيا وأوكرانيا.
وأكد أن علاقات المملكة مع حلفائها الاستراتيجيين تقوم على أساس من الندية والثقة والاحترام المتبادل، وشدد على ضرورة توافر هذه العناصر في العلاقات، وإلا فإن للمملكة كامل الحق في مراجعة مستوى تلك العلاقات بحسب ما يخدم مصلحتها الوطنية انطلاقا من سيادة قرارها الداخلي.
وفي منطقة مهمة من الحوار، ألمح مراسل مجلة "ذا أتلانتيك"، إلى أن مشاريع المملكة التنموية تناظر مشاريع التنمية في دبي وفي الولايات المتحدة، وهنا رد الأمير محمد بن سلمان، على هذا السؤال، وقال: إننا لا نحاول أن نكون مثل دبي أو أمريكا، بل نسعى إلى أن تكون مشاريعنا التنموية معبرة عن ثقافتنا وإمكاناتنا الاقتصادية والإبداعية، ولا نريد أن نقدم مشاريع منسوخة من أماكن أخرى، بل نريد أن نضيف شيئا جديدا للعالم، فالكثير من المشاريع التي تنفذ في المملكة تعد فريدة من نوعها وتتميز بنكهتها السعودية، إنها مشاريع ذات طابع سعودي من الوريد إلى الوريد. فإذا أخذنا نموذج العلا - على سبيل المثال -، فالعلا موجودة في السعودية فقط، ولا توجد علا أخرى في بلد آخر، وبالمثل إذا أخذنا مشروع الدرعية، فهو أكبر مشروع تراثي ثقافي في العالم، لكنه يتميز بخصائصه النجدية المتميزة الفريدة، كذلك إذا طرحنا مشروع وسط جدة أو جدة القديمة، فهو مشروع تطويري وتنموي يقوم على التراث الحجازي. وأضاف يقول إن مشروع نيوم، ومشروع ذا لاين المدينة الرئيسة في نيوم، فهما يمثلان مشروعا فريدا من نوعه تم إنشاؤه وصناعته في المصانع السعودية الخاصة، إنه لا يعد مشروعا منسوخا من أي مشروع آخر موجود في أي منطقة من العالم، ثم نضيف إلى هذه المشاريع الفريدة التي تعد صناعة سعودية من الوريد إلى الوريد، مشروع "القدية" الذي يعد أكبر مشروع ترفيهي، ثقافي، رياضي في العالم، حيث تبلغ مساحته 300 كيلو متر مربع تقريبا، وهي المساحة التي تعد أكبر من مساحة عديد من الدول. ويشمل هذا المشروع مشاريع عديدة ملحقة بالمشروع الرئيس مثل الملاهي، والمشاريع الثقافية التي ستذهل زوار المشروع، والمشاريع الرياضية والعقارية الملحقة. كل هذه المشاريع تم تنفيذها بشيء كبير من التفرد والإبداع الذي لا نظير له في كل دول العالم.
ثم تحدث الأمير عن رؤية السعودية 2030، فقال: إن مشروع رؤية السعودية 2030 لن يفشل مهما حاول المحاولون، ولا يوجد شخص فوق هذا الكوكب يستطيع إفشاله، ثقتنا بالله كبيرة، ثم ثقتنا بالشعب السعودي لا تمارى، إن الشعب السعودي حمل على عاتقه مسؤولية الاضطلاع بتنفيذ هذه الرؤية المبهرة.
ثم ينطلق الأمير محمد بن سلمان من وسط مجموعة العشرين، ويقول إن السعودية عضو يتربع في صدر مجموعة العشرين، لكن قبل خمسة أعوام كنا قريبين من المرتبة الـ20، أما اليوم فنحن على وشك الوصول إلى المرتبة الـ17 بين دول مجموعة العشرين، ونطمح للوصول إلى مرتبة أعلى من المرتبة الـ15 بحلول 2030. وأحب أن أوضح أنه في 2021 كان هدفنا هو نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5.9 في المائة، ونعتقد أننا حققنا نسبة 5.6 في المائة في 2021، وهذا بالتأكيد يضعنا ضمن أسرع الدول نموا في العالم، وفي العام المقبل سينمو الاقتصاد السعودي بنسبة تقارب 7 في المائة.
ونستطيع القول إن السعودية ستصبح قريبا جدا البلد الأسرع نموا في العالم. ويراهن الأمير محمد بن سلمان، على وجود صندوقين سعوديين هما من أكبر عشرة صناديق في العالم. ويؤكد الأمير محمد بن سلمان، أن السعودية لديها القدرة على تلبية 12 في المائة من الطلب العالمي على البترول، كذلك فإن السعودية تتميز بموقعها الاستراتيجي بين ثلاثة مضائق بحرية: مضيق السويس، ومضيق باب المندب، ومضيق هرمز، كذلك تطل السعودية على البحر الأحمر والخليج العربي، ويمر من خلالها 27 في المائة تقريبا من التجارة العالمية، وإجمالي الاستثمارات السعودية في أمريكا 800 مليار دولار، وفي الصين 100 مليار دولار تقريبا، لكن في الصين معدل نمو الاستثمارات السعودية يتزايد بشكل كبير، ويعد بمزيد من النمو والتوسع.