تفعيل التبادل التجاري .. وبتكلفة أقل
تايلاند وعاصمتها بانكوك مركز تجاري مهم في الشرق الآسيوي، وتقدم صناعات وخدمات لوجستية لصناعات متعددة سواء الآلات والمعدات الكهربائية والميكانيكية وقطع الغيار وصناعة الروبوتات والأقمشة والصناعات الغذائية، التي تدعمها طبيعة الدولة ذات الأنهار والتربة الخصبة، حيث تعد من الدول الزراعية المهمة، ومنتجا بارزا للغذاء في آسيا، خاصة الأرز ومدخلات الأعلاف والزيوت الغذائية والفواكه المجففة.
كما تعد مركزا مهما في صناعة المجوهرات، حيث يتم تصنيع أفضل المجوهرات، خاصة من الألماس والأحجار الكريمة التي يتم قطعها في أوروبا وفي بلجيكا تحديدا وعمل التشطيبات لها وتثبيتها على الذهب والفضة في تايلاند وتعتبر في ذلك صناعة متكاملة، كما تشتهر البلاد بالمصحات والمنتجعات الصحية والعلاجية والعلاج الطبيعي.
ومن هنا تتبين أهمية الاستفادة من التطور الذي تتميز به هذه الدولة في تطوير المنتجعات السياحية والصحية، خاصة أن المملكة تشهد حاليا نهضة وصناعة سياحية قادمة، ولدينا مقومات طبيعية محلية لهذه الصناعة، حيث توجد العيون الحارة التي تنبع وتتدفق طبيعيا في جنوب مكة المكرمة وشرق مدينة الليث في قرية "زميقة" ذات المياه المعدنية والكبريتية، كما توجد عيون حارة في منطقة جازان في قرية العارضة تصل فيها درجات الحرارة إلى 73 درجة ولم تستغل بعد حتى الآن الاستغلال الأمثل.
وقد طورت تايلاند علامات تجارية محلية لتشغيل هذه المنتجات السياحية والفنادق يمكن الاستفادة منها أيضا وربما أقل تكلفة من بعض العلامات التجارية السائدة حاليا، وفي قطاع التصنيع الغذائي تعد تايلاند رائدة في ذلك، ما يقلل من الفاقد من الإنتاج الزراعي ويتيح فرص عمل كبيرة للمواطنين.
ومن هذا المنطلق زار تايلاند وفد "100 شخص" من رجال وسيدات الأعمال السعوديين وبعض رؤساء اللجان في غرفة الرياض واتحاد الغرف السعودية، ولقي استعدادا من الجانب التايلاندي متمثلا في نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية التايلاندي، ورئيس الغرفة التجارية التايلاندي، وعديد من المسؤولين التايلانديين وترتيب زيارة لبعض المدن الصناعية في شرق تايلاند وعديد من المصانع عكست آفاق التعاون المقترحة لتفعيل العلاقات التجارية بين البلدين ووقعت على أثر هذه الزيارة عدة اتفاقيات بين الوفد السعودي والتايلاندي.
شارك من الجانب التايلاندي شركات كبيرة منها 19 شركة في قطاع اللوجستيات و18 شركة في التصنيع و22 شركة في الإنشاءات و20 شركة في المجوهرات و20 شركة في الزراعة و11 شركة في القوى البشرية و19 شركة في القطاع الطبي و20 شركة في تصنيع الأغذية والمشروبات و15 شركة في القطاع العقاري وعدد كبير من الشركات والمؤسسات الصغيرة، ومن هنا يتبين المجالات التي تتميز بها تايلاند والتي تعد فرصة للتبادل التجاري السعودي - التايلاندي.
وسيكون لتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين آثار جانبية إيجابية في كل هذه المجالات، نظرا لانخفاض التكلفة ووجود المنتجات بجودة مقبولة، ولا نغفل مهارة العمالة والحصول على الخبرات التقنية في هذه المجالات.