«العشرين» والتطورات الاقتصادية المعاكسة «4»

المهمة الأكثر إلحاحا على الإطلاق، هي التحرك للتخفيف من أزمة تكلفة المعيشة، التي تدفع 71 مليون نسمة آخرين من سكان أفقر بلدان العالم إلى هوة الفقر المدقع، طبقا لما أعلنه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. ومع زيادة المخاوف بشأن إمدادات الغذاء والطاقة، تتزايد مخاطر الاضطرابات الاجتماعية.
ولتجنب مزيد من الجوع وسوء التغذية والهجرة، ينبغي لبلدان العالم الأكثر ثراء أن توفر دعما عاجلا لمن يحتاجون إليه، من خلال تمويلات جديدة ثنائية ومتعددة الأطراف، خاصة من خلال برنامج الأغذية العالمي.
والخطوة الفورية التي يتعين على البلدان اتخاذها هي إلغاء القيود التي فرضت أخيرا على الصادرات الغذائية. لماذا؟ لأن مثل هذه القيود مضرة وغير فعالة في تحقيق استقرار الأسعار المحلية. وثمة حاجة إلى تدابير أخرى أيضا من أجل تعزيز سلاسل الإمداد ومساعدة البلدان الضعيفة على تطويع إنتاجها الغذائي لمواكبة تغير المناخ.
وهنا أيضا، يمد الصندوق يد المساعدة، فنحن نعمل عن كثب مع شركائنا الدوليين، بما في ذلك عن طريق مبادرة الأمن الغذائي متعددة الأطراف الجديدة. وسيوفر الصندوق الاستئماني للصلابة والاستدامة، الذي أنشأناه أخيرا، تمويلا ميسرا للبلدان الضعيفة بمقدار 45 مليار دولار، بهدف التصدي للتحديات الأطول أجلا مثل تغير المناخ والجوائح المستقبلية.
ونحن على استعداد لعمل المزيد.
ومن المهم النظر في الظروف بالغة الصعوبة التي يمر بها كثير من البلدان الإفريقية في هذه الآونة. وفي اجتماعي هذا الأسبوع مع وزراء مالية بلدان القارة ومحافظي بنوكها المركزية، سلط كثير منهم الضوء على تأثيرات هذه الصدمة الخارجية بالكامل وكيف تدفع باقتصاداتهم إلى حافة الهاوية. ويشتد شعور هذه البلدان بالتأثير الحاد لارتفاع أسعار الغذاء بسبب استحواذ الغذاء على نسبة أكبر من الدخل. وتتكثف فيها ضغوط التضخم والمالية العامة والدين وميزان المدفوعات في آن واحد. ومعظمها بات منعزلا تماما عن الأسواق المالية العالمية، وعلى خلاف المناطق الأخرى، لا توجد في القارة أسواق مالية محلية كبيرة يمكن الاستعانة بها.
وعلى هذه الخلفية، فإنهم يهيبون بالمجتمع الدولي أن يخرج بتدابير جريئة لدعم شعوبهم. وهي دعوة ينبغي أن نلبيها. وإذ تلتقي مجموعة "العشرين" لخوض بحر المصاعب الذي يشهده العالم حاليا، يمكننا جميعا أن نستمد الإلهام من عبارة باللغة البالينية تلخص الروح المطلوبة الآن أكثر من أي وقت مضى ـ menyama braya، ومعناها أن "كل شخص هو أخ أو أخت".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي