تطبيق الاستراتيجية الجنسانية الجديدة

حقيقة كنت سعيدة جدا ولي عظيم الشرف الكبير، وبفخر، بصدور موافقة المجلس التنفيذي أخيرا على أول "استراتيجية جنسانية" للصندوق، بهدف إدماج القضايا المتعلقة بنوع الجنس ضمن أنشطة الصندوق الأساسية.
ولتعريف هذه الخطوة الإيجابية أنها هي الرقابة وتنمية القدرات والإقراض - طبقا للمهام المنوطة به. ويعني هذا إجراء تقييم أكثر منهجية لتبعات الفجوات الجنسانية حيثما كانت مؤثرة في الاقتصاد الكلي، وتقييم تأثير الصدمات والسياسات المتفاوت تبعا لنوع الجنس، وتقديم مشورة مفصلة ومخصصة بشأن السياسات الاقتصادية الكلية والمالية والدعم في مجال تنمية القدرات.
"ولم يكن لهذه الاستراتيجية أن تأتي في وقت أنسب من الوقت الراهن. وعلى أساسها، يعمل الصندوق على تطويع أنشطته لمواكبة تطور الاحتياجات والتحديات والأولويات التي تواجهها دولنا الأعضاء، بناء على العمل الذي قام به خبراء الصندوق في هذا المجال على مدار أعوام سابقة.
"إن الأزمات، بما فيها الجائحة والحروب، تفرض أعباء جسيمة على حياة المرأة وسبل عيشها، ما يفاقم من أثر تغير المناخ وزيادة الهشاشة العالمية. وتؤدي هذه التطورات بدورها إلى مفاقمة الفجوات الجنسانية القائمة، ومن ثم تعمل دولنا الأعضاء بصورة متزايدة على تنقيح سياساتها لتطبيق تدابير تراعي الاعتبارات الجنسانية.
"ويبدأ إدماج الجنسانية في عمل الصندوق الرئيس بالإقرار بأن الحد من التفاوت الجنساني يسير يدا بيد مع زيادة النمو الاقتصادي وتعزيز الاستقرار والصلابة الاقتصاديين، والحد من اللامساواة. ويمكن للسياسات جيدة التصميم على المستويات الاقتصادية الكلية والهيكلية والمالية أن تدعم تحقيق نتائج كفؤة واحتوائية وتعود بالنفع بصورة متساوية على النساء والفتيات والمجتمع عموما.
وترتكز الاستراتيجية الجنسانية على أربع دعائم:
أولا، تمكين خبراء الصندوق من الوصول إلى البيانات ذات الصلة المصنفة حسب نوع الجنس وأدوات النمذجة اللازمة لتحليل السياسات.
ثانيا، وضع إطار متين يكفل إدماج الجوانب الجنسانية المؤثرة في الاقتصاد الكلي في عمل الصندوق المتعلق بالدول الأعضاء بناء على منهج يكفل المعاملة المتساوية فيما بينها، وإنشاء هيكل تنظيمي داخلي داعم.
ثالثا، تعزيز التعاون بين الشركاء الخارجيين للاستفادة من تبادل المعرفة والتعلم من النظراء، باستثمار أوجه التكامل وتعظيم الأثر على أرض الواقع.
رابعا وأخيرا، الاستخدام الكفء للموارد المخصصة للقضايا الجنسانية عن طريق تحقيق وفورات الحجم وتجنب ازدواجية الجهود.
والجانب الجميل في هذا القرار أنه سيبدأ تنفيذ الاستراتيجية الجديدة على الفور، لكنه سيتم بصورة تدريجية ومدروسة. وسيساعد نجاح تنفيذها دولنا الأعضاء على تحقيق الصلابة والنمو الاقتصادي على أساس أكثر إنصافا وشمولا لكل فئات المجتمع. فحين تزدهر المرأة تزدهر الدول أيضا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي