روح الرؤية

من يتابع المشاريع الكبرى والحيوية في المملكة يرى أنها تأخذ طابعا جديدا ومنحنى مختلفا في طريقة الإدارة والتخطيط والإعلان والتنفيذ وتبرز مظاهر أهمها أنها تتفق في أربعة أمور رئيسة وهي:
أولا، أن طريقة الإعلان عنها تكون مخططة ومدروسة بعناية، ودائما ما تحظى بإعلان من قائد الرؤية وملهمها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ولا يكتفى بمجرد الإعلان بل يتضمن برنامجا وخططا تنفيذية ورسومات بيانية وإحصائية مفصلة وواضحة وموجهة للفئات المستهدفة بكل عناية لجميع الشرائح، ويمكن مشاهدة ذلك من خلال الحملات المصاحبة وآخر نموذج مطبق ‏ما أعلنه ولي العهد قبل ثلاثة أيام ‏عن قيام صندوق الاستثمارات العامة بتأسيس خمس شركات استثمارية إقليمية في الأردن والبحرين والسودان والعراق وسلطنة عمان لتكون ممكنا ‏لاستراتيجية صندوق الاستثمارات العامة في البحث عن الفرص الاستثمارية الجديدة.
ثانيا، أنها ذات روح شمولية، وتترابط مع المشاريع السابقة وتتواءم مع الرؤى المنبثقة من رؤية المملكة 2030 وتدفع باتجاه تحقيق الممكنات مهما كان تخصص القطاع، ويكفيك أن تقرأ إعلان ولي العهد إطلاق المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمية التي تستهدف تعزيز موقع المملكة مركزا رئيسا وحلقة وصل حيوية في سلاسل الإمداد العالمية.
ثالثا، تحمل النفس الوطني الخالص، والمتأمل في مسميات الاستراتيجيات المستندة إلى رؤية المملكة يقرأ أنها تحمل اسم الاستراتيجية الوطنية لكذا وكذا ودائما ما نقرأ أنها تتواءم مع الاستراتيجيات القريبة منها ومن باب التمثيل لا الحصر الاستراتيجية الوطنية للصناعة والوطنية للسياحة والوطنية للنقل والخدمات اللوجستية والاستراتيجية الوطنية للطيران وهكذا.
رابعا، مباشرة التنفيذ، كنا نسمع سابقا إعلانا عن خطط واستراتيجيات لكنها على الورق، واليوم نسمع إعلانها الرسمي فنرى تطبيقها من الغد، وهذا يدل على أنها خطط مرسومة بدقة لتكون على أرض الواقع وليست حبرا على ورق.
خامسا، لا أحد يعمل بمفرده، بل روح رؤية 2030 تمضي بروح الفريق الواحد لذا نراها تنجح واحدة تلو الأخرى، لأن روحها مبنية على التعاون وتدعم الاستراتيجيات بعضها بعضا وتدفع باتجاه تحقيق الغايات الكبرى وليست المستهدفات المشتقة من التخصص، وهذا نموذج في غاية الأهمية لأنك لا تستطيع أن تبني أساسا متينا دون تهيئة المكان والأرض والبيئة والأدوات والخدمات المساندة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي