الطائر الأزرق والإعلام .. المنافسة شرسة

ساعة إعداد هذه المقالة، كتبت على محرك البحث الشهير جوجل Elon Musk فظهر في أقل من 60 جزءا من الثانية 640 مليون نتيجة بحث في موقع واحد خلا الشبكات الاجتماعية وشاشات الأخبار ومنصات تداول الأسهم، ومن المعلوم أن حراك مالك تويتر الجديد "ماسك" هو أهم حراك مؤثر، وله ما بعده بعد إيقاف حساب الرئيس الأمريكي السابق ترمب.
لا يمكن التنبؤ بما سيغير أو يضيف مهووس العيش في المريخ، الذي قدم أفكارا للعالم لا يمكن وصفها إلا أنها عبقرية وسابقة لزمانها، وبعد قراره الأخير بشأن حل مجلس إدارة الشركة وفصل نصف الموظفين وتعميم التوثيق بالعلامة الزرقاء بطريقة مدفوعة لجميع المستخدمين دون استثناء، نتأكد من عقده العزم على تغيير شكل المنصة الأكثر شهرة في العالم.
ما يلفت الانتباه في توجهات ماسك الجديدة علاوة على المقاصد التجارية أن صانع المحتوى والناشر والمعلن الذين كانوا السبب وراء نجاح المنصة من خلال جهدهم وإبداعهم سيدفعون فاتورة شهرية حتى يستطيع النشر والأمر لن يتوقف عند هذا الحد، بل إن الطائر الأزرق يحاول أن يتحدى الصحافة والصحافيين ويحاول أن يلغي فكرة أن تكون وسائل الإعلام هي مصدر الأخبار والمعلومات، ومعنى ذلك أن تويتر هو نفسه وسيلة إعلامية ويدفع بهذا الرأي أن حسابات تويتر هي من تصنع الحدث وشاهدة العيان عليه والناشرة له.
يحاول الطائر الأزرق الجديد أن يكون حرا بمنافسة الصحافة وأن يكون هو التقنية والإعلام في آن واحد، أي أن يكون هو المصدر والمنصة والناشر ويحتكر مصادر المعلومات وهذه من مستجدات المالك الجديد وليس من المستغرب أن تتبع بقية المنصات هذا المنهج، طالما أنه مربح.
ماسك لم يخف هذا التوجه وأعلنه في حسابه الرسمي، ويدعو بأن تصبح المنصة مصدر المعلومات وأن على من يحمل شارة زرقاء أن يدفع مقابلا ماليا، لذا هل نحن مقبلون على أزمة؟ خصوصا مع وجود شركات ومؤسسات وأفراد وحتى حكومات تعتمد على هذه المنصة بوصفها وسيلة نشر. لا نعلم، إذ القادم مشوق ومخيف في آن واحد، لأن كل تغريدة جديدة من حساب ماسك ربما تغير كل شيء.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي