عام أفضل لأسواق الأسهم «2 من 2»

من المفهوم أن عديدا من مستثمري التجزئة والمؤسسات الاستثمارية يرغبون في الإشارة إلى الثقة بهذا العام، لكن لا يوجد سبب اقتصادي أساسي يجعل هذه الفترة تنبؤية بشكل خاص.
ومع ذلك، فإن التطورات الأخيرة الأخرى تدعو إلى التفاؤل. وقد يغير المعلقون نبرتهم التشاؤمية قريبا، وهذا من شأنه أن يجعل المستثمرين أكثر انفتاحا على تبني رواية جماعية مختلفة عن تلك التي كانت تؤثر في سلوكهم حتى الآن. أستطيع رؤية ثلاثة أسباب قد تؤدي إلى حدوث ذلك.
بداية، على الرغم من الحرب في أوكرانيا، سجلت أسعار عديد من السلع الأساسية ـ بما في ذلك الغاز الطبيعي ـ انخفاضا كبيرا في النصف الثاني من 2022. وهذا لا يزيد من احتمال تخفيف الضغوط التضخمية فحسب، بل يعني أيضا أن الدخل المتاح للشركات والمستهلكين ليس ضئيلا كما كان يفترض سابقا. وعلى القدر نفسه من الأهمية، كان عديد من المؤشرات عالية التواتر في أواخر 2022 وأوائل 2023 أفضل مما كان متوقعا، خاصة في أوروبا.
ثانيا، كانت مؤشرات التضخم الأخرى أيضا أفضل مما كان متوقعا على جانبي المحيط الأطلسي، بما في ذلك أحدث سلسلة لبيانات الأجور في الولايات المتحدة. بينما يصر بنك الاحتياطي الفيدرالي وعديد من البنوك المركزية الأخرى على أنها ستظل متمسكة بالسياسات النقدية المتشددة، أتذكر أمرا ما قاله لي مدير صندوق التحوط الأمريكي الناجح الشهير ذات مرة، الشيء الوحيد الذي يمكنك معرفته عن بنك الاحتياطي الفيدرالي هو أنه سيغير رسالته عندما تتغير الأدلة. وإذا استمرت صورة التضخم في التحسن بسرعة أكبر من توقعات المسؤولين في بنك الاحتياطي الفيدرالي، فسيغيرون وجهة نظرهم.
أخيرا، ينبغي لنا ألا ننسى الصين، التي تخلت فجأة عن سياسة صفر كوفيد الخاصة بها في كانون الأول (ديسمبر). وعلى الرغم من الارتفاع الهائل في عدد الإصابات والحالات الوافدة على المستشفيات، فإن إنهاء عمليات الإغلاق يمهد الطريق لانتعاش دوري كبير في الاقتصاد الصيني ـ حتى في ظل جميع التحديات الهيكلية الأخرى التي يتعين على السلطات الصينية مواجهتها. يجب النظر إلى انتعاش عديد من الدول الأخرى بعد الإغلاق "حتى المملكة المتحدة، على الرغم من جميع التحديات الأخرى التي تواجهها".
سيسعى المستثمرون إلى إيجاد مزيد من الأدلة فيما يتعلق بما قد يحدث بعد ذلك. إذا تمكنت الأسواق من البقاء أكثر تفاؤلا حتى نهاية الشهر، فأعتقد أن آراء عديد من المعلقين ستتغير أيضا. لقد حان الوقت للنظر فيما إذا كانت الأمور تتحسن حقا ـ أو ما إذا كان من الأفضل تجاهل قاعدة الأيام الخمسة.
خاص بـ«الاقتصادية»
بروجيكت سنديكيت، 2023.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي