الأمن المائي وأهداف الاستدامة العالمية «3 من 3»
من الضروري أن يكون نظام التخزين المتنوع الذي يتضمن التخزين الطبيعي والبشري أكثر قدرة على مواجهة الصدمات المرتبطة بالمناخ من المنشآت الفردية. وأن تطوير استراتيجية تخزين المياه ليس الحل الكامل لمواجهة تغير المناخ، بل إن اتباع نهج شامل يجمع مجموعة متنوعة من القطاعات الاقتصادية وأصحاب المصلحة المباشرة، من القطاعين العام والخاص على حد سواء، وتسانده الاستثمارات، سيوجد أساسا قويا للحلول المستدامة للتكيف مع تغير المناخ. وللوصول إلى هذا الهدف، يحتاج الناس على كل المستويات، من واضعي السياسات إلى مديري المياه، إلى البدء في التفكير في تقييم وتطوير وإدارة تخزين المياه ليس كمنشآت مستقلة لعدد محدود من أصحاب المصلحة، لكن كمنظومة متكاملة تأخذ في الحسبان كامل مجموعة خيارات التخزين الطبيعية والبشرية والهجين لتقديم حلول قادرة على الصمود مصممة لحماية الأجيال.
وبالاستفادة من الخبرة العالمية التي اكتسبها البنك الدولي على مدى عقود في مجال الإدارة المتكاملة للموارد المائية، يساند هذا التقرير الدول وهي تقوم بتطوير خدمات المياه وتشغيلها وتحصينها. ويعرض التقرير إطارا عمليا لإعادة التفكير في تصميم حلول التخزين، بما في ذلك أدوات تساعد على كل شيء من تقييم الاستثمارات طويلة الأجل في البنية التحتية الطبيعية والبشرية إلى اتخاذ القرارات في ظل عدم اليقين إلى أساليب التخطيط المتكاملة ودراسات الحالة الدولية. وهو يقدم إرشادات تدريجية لمساعدة أصحاب المصلحة على كل مستوى على البدء في وضع نهج جديد موضع التنفيذ.
إن حالة عدم اليقين المتزايدة الناجمة عن تغير المناخ مروعة. ويجب علينا أن نتصدى لحقيقة أن الماضي ليس بالضرورة دليلا موثوقا به للمستقبل، ومع ذلك، يجب علينا أن نتحرك. لكن بينما نتطلع إلى أجزاء من العالم حيث تمحو أحداث المياه المتطرفة عقودا من المكاسب التي تحققت في مجال التنمية البشرية، أحيانا في غضون أيام أو أسابيع، من الواضح أن المجتمعات المحلية والمناطق التي ستظهر بوصفها الأكثر قدرة على الصمود، ستكون في المستقبل هي التي حققت أقصى استفادة من تخزين المياه لديها. وإذ ننهض إلى مستوى تحديات التنمية في سياق تغير المناخ، يمكن أن تكون حلول تخزين المياه الأكثر ذكاء هي الفرق بين المعاناة الإنسانية وتأمين مستقبل. إنها رحلة طويلة، لكنها رحلة لا يمكننا تحمل تكلفة عدم القيام بها.