أعطوهم حقوقهم

تعاطف الكثير في تويتر مع حلقة من مسلسل "طاش العودة"، طاش ماطاش سابقا، التي ناقشت أوضاع الكتاب في صحافتنا، وظهر الممثل ناصر القصبي في دور كاتب صحافي يتلقى" صدمة" خبر تسريحه أو الاستغناء عنه من قبل رئيس التحرير عبدالله السدحان. طبعا بسبب أوضاع متردية لمنشآت صحافية، والواقع أن هذه القضية لها أعوام لم تطرح كما طرحت، كما أنها ليست محصورة بكتاب الصحف فقط، بل تشمل كثيرا من الصحافيين والصحافيات، والاستغناء "باستثناء الكتابة مجانا" ليس إلا جزءا من القضية المؤلمة، الجزء الآخر من القضية أن للكثير منهم، كتابا وصحافيين، حقوقا لم تصرف ولها أعوام وتتم إما المماطلة والوعود البهلوانية في صرفها وإما "التطنيش" بكل بساطة.
يعرف كثير من الزملاء في الوسط الصحافي أوضاع زملاء لهم، خلال الأعوام الماضية عاش البعض منهم في ضائقة مالية خاصة، ومنهم من يعتمد على تلك "المكافآت" لإعالة أسرهم، فبعضهم في وظائف بسيطة أو دون مصدر دخل ثابت، ومنهم من اضطر لطلب السلف والقروض ممن حولهم، ويحسب لهم جميعا أنهم لم يزايدوا ويتاجروا بقضيتهم.
والمؤسف أن المنشآت الصحافية وملاكها لديهم القدرة على صرف تلك الحقوق سواء تلك التي ما زالت تصدر أو التي توقفت. من حق المنشآت أن تبحث عن مصلحتها إذا ما رأت أن الاستغناء عن كاتب أو صحافي وصحافية يصب في هذه المصلحة لخفض تكاليف لا ينظر إليها إلا من جانب واحد. لكن ليس من حقها التأخر في صرف الحقوق أو إرجاؤها إلى أجل غير مسمى.
كانت الثقة بالإدارات الصحافية هي رأس مال للكاتب والصحافي راهن عليها وكانت هذه هي النتيجة. ومع الشكر لناصر وعبدالله وفريق عملهما وللكاتبة أماني السليمي على إثارة القضية، إلا أن حلقة "طاش العودة" ستنسى بعد أيام ويأتي غيرها من الحلقات والزملاء المتضررون من واقع الصحافة، كتابا وصحافيين، ليسوا بحاجة إلى تعاطف آني لا يحقق نتيجة، كما أن كثيرا منهم لا يستطيعون التحول إلى التفاهة رغم سوقها الرائج، بل هم بحاجة إلى صرف مستحقات. نظفوا صفحاتكم واحترموا صمتهم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي