قادة التكنولوجيا يطالبون بإيقاف تطوير أقوى أنظمة الذكاء الاصطناعي
طالب عشرات من قادة قطاع التكنولوجيا في رسالة بقيادة إيلون ماسك، بإيقاف تطوير أقوى أنظمة الذكاء الاصطناعي لمدة ستة أشهر على الأقل، خشية المخاطر العميقة التي يتعرض لها المجتمع والبشرية.
ووقع بيل جيتس وستيف وزنياك من بين عشرات القادة التكنولوجيين والأساتذة والباحثين، رسالة نشرها معهد "فيوتشر أوف لايف"، وهي مؤسسة غير ربحية يدعمها ماسك.
وتأتي الرسالة بعد أسبوعين فقط من إعلان شركة الذكاء الاصطناعي "أوبن إيه آي" عن تقنية "جي بي تي -4"، وهي نسخة متطورة لتكنولوجيا أكثر قوة من مثيلتها التي تدعم روبوت الدردشة "شات جي بي تي".
ونصت الرسالة التي وقعها أيضا الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي"، على أن الإيقاف المؤقت يجب أن ينطبق على أنظمة الذكاء الاصطناعي الأقوى من "جي بي تي -4".
كما دعت الرسالة الخبراء المستقلين إلى استخدام التوقف المؤقت المقترح لتطوير وتنفيذ مجموعة من البروتوكولات المشتركة لأدوات الذكاء الاصطناعي الآمنة.
وقالت الرسالة "يمكن أن يمثل الذكاء الاصطناعي المتقدم تغييرا عميقا في تاريخ الحياة على الأرض، ويجب التخطيط له وإدارته بما يتناسب من العناية والموارد".
وأضافت بحسب "سي إن إن" "لسوء الحظ، لا يحدث هذا المستوى من التخطيط والإدارة، وشهدت الأشهر الأخيرة سباقا بين مختبرات الذكاء الاصطناعي خرج عن نطاق السيطرة لتطوير ونشر عقول رقمية أكثر قوة لا يمكن لأحد -ولا حتى منشئيها- فهمها أو توقعها أو التحكم فيها بشكل موثوق".
وقالت الرسالة إن الحكومات يجب أن تتدخل وتؤجل تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي إذا لم يتوقف عمل المختبرات في القريب العاجل.
أصبح خبراء الذكاء الاصطناعي قلقين بشكل متزايد بشأن قدرة أدوات الذكاء الاصطناعي على الاستجابات المتحيزة، والقدرة على نشر المعلومات الخاطئة والتأثير في خصوصية المستهلك.
وأثارت هذه الأدوات أيضا أسئلة حول كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤثر في الوظائف، ويمكن الطلاب من الغش، ويغير علاقتنا بالتكنولوجيا.
وساعدت موجة الاهتمام بـ "شات جي بي تي" أواخر العام الماضي في تجديد سباق بين شركات التكنولوجيا لتطوير ونشر أدوات ذكاء اصطناعي مماثلة في منتجاتها.
وقال ليان جي سو، المحلل لدى "إيه بي آي ريسيرش"، إن الرسالة تظهر مخاوف مشروعة بين قادة التكنولوجيا بشأن الاستخدام غير المنظم لتقنيات الذكاء الاصطناعي، لكنه وصف أجزاء من الرسالة بأنها «سخيفة»، بما في ذلك فرضية طلب وقف تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تتجاوز "جي بي تي -4"، قائلا إن هذا يمكن أن يساعد بعض الأشخاص الذين وقعوا الرسالة في الحفاظ على هيمنتهم في الميدان.
وتشير الرسالة إلى الانزعاج الأوسع داخل الصناعة وخارجها من الوتيرة السريعة للتقدم في الذكاء الاصطناعي، إذ قدمت بعض الوكالات الحاكمة في الصين والاتحاد الأوروبي وسنغافورة سابقا إصدارات مبكرة من أطر حوكمة الذكاء الاصطناعي.