الإغراق الإداري

تختلف بيئات العمل من جهة، لكنها تكاد تتشابه في بعض الممارسات الإدارية التي توجد في عديد ‏من القطاعات الحكومية والخاصة وشبه الحكومية. زيادة أعباء الموظفين بأعمال عديدة لا تنتهي، أحد أهم ‏الممارسات التي يؤخذ بها لأسباب مختلفة.‏
قد يستخدم مع الموظفين الذين لديهم نزعة الصعود إلى الأعلى لمهاراتهم العالية وخبراتهم المتراكمة، لذلك ‏يتم إغراقهم بالأعمال حتى لا يجدون فرصا للسير. وهذا أسلوب يستخدمه القادة الذين يخافون من هز عرش ‏كرسي المنصب، ويدل على خلل إداري كبير وسوء تصرف ينم عن غياب الاحترافية والمهنية في العمل.‏
وهناك من يستخدم هذا الأسلوب مع الموظفين المشاغبين المزعجين الذين ما إن يجدوا فراغا، حتى يبدأوا ‏بالتشكي والتذمر ونقل الطاقة السلبية إلى بقية فريق العمل. لذا يلجأ القادة إلى إشغالهم بالأعمال، وهذه ممارسة ربما ‏تكون جيدة لهذه الفئة، على ألا تستمر طويلا وتبدأ معها حكاية الاحتراق الوظيفي.‏
بينما تجد فئة من القادة أن هذا الأسلوب مناسب لاختيار قادة المستقبل من خلال اختبارهم وتجربتهم في ‏ممارسة الأعمال الإدارية بالعمل تحت الضغط لإنجاز المهام.
وهنا قد ينجح الشخص ويجتاز التجربة ويصبح ‏مشروع قائد. وقد يفشل ويعرف الموظف نفسه قبل القائد أنه غير كفؤ للمناصب القيادية في المستقبل.‏
وعلى النقيض، هناك فئة من الموظفين تستمتع بالعمل وتتلذذ بكمية الأعمال وهذه فئة نادرة، والسعيد من ‏القادة من يمتلك مثل هذه النوعية التي تعمل بلا كلل أو ملل. بالمختصر إدارة الآخرين ليست بالأمر الهين ‏وتحتاج إلى تعامل مهني راق من أجل استخراج أفضل ما لديهم، فسر تقدم الدول ليس في ثرواتها فقط، بل في ‏كيفية توظيف رأس المال البشري.‏‏

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي