تراجع أسعار النفط .. البيانات الصينية المتفائلة تخفق في تحويل التركيز عن رفع محتمل للفائدة

تراجع أسعار النفط .. البيانات الصينية المتفائلة تخفق في تحويل التركيز عن رفع محتمل للفائدة
استقرت أسعار النفط في التعاملات المبكرة أمس، بعد انخفاضها 2 في المائة، في الجلسة السابقة.

انخفضت أسعار النفط لليوم الثاني أمس، بعد أن أخفقت بيانات اقتصادية متفائلة من الصين في تحويل التركيز عن رفع محتمل لأسعار الفائدة الأمريكية، وكذلك بسبب قلق أوسع إزاء توقعات النمو.
كما تعرض النفط لضغوط جراء اتخاذ حكومة العراق الاتحادية وحكومة إقليم كردستان خطوة نحو استئناف صادرات النفط الشمالية من ميناء جيهان التركي بعد توقفها الشهر الماضي.
وقال لـ"الاقتصادية"، محللون نفطيون "إن الحدود القصوى للأسعار التي تم الاتفاق عليها العام الماضي بالتنسيق مع حظر استيراد النفط والمنتجات الروسية في الاتحاد الأوروبي أثارت بالفعل ردود فعل مختلفة في وقت تشير فيه بيانات اقتصادية إلى أن عائدات تصدير النفط الروسي تراجعت بنحو 50 في المائة من أعلى مستوياتها التي تجاوزت 20 مليار دولار".
ونوه المحللون بأن وكالة الطاقة الدولية أشارت إلى أن صادرات النفط والمنتجات النفطية الروسية في الشهر الماضي بلغت أعلى مستوياتها منذ أبريل 2020 بزيادة قدرها 600 ألف برميل يوميا، ومع ذلك فقد انخفضت الإيرادات بنسبة 43 في المائة عما كانت عليه قبل عام.
ويرى، سيفين شيميل مدير شركة "في جي إندستري" الألمانية أن تخفيضات إنتاج "أوبك +" حافظت على توازن المعروض مع الطلب على النفط، وشددت السوق منذ أوائل العام الجاري ثم من المتوقع أن يزداد تشديد السوق مع بدء تطبيق تخفيضات الإنتاج الإضافية في الشهر المقبل التي تضيف أكثر من مليون برميل يوميا من الخفض.
وأوضح أنه في أحدث تقرير شهري لها أوضحت وكالة الطاقة الدولية أن العجز في السوق سينكمش إلى 400 ألف برميل في اليوم بحلول نهاية العام بسبب زيادة الإنتاج بمقدار مليون برميل في اليوم من خارج "أوبك +" مقابل انخفاض 1.4 مليون برميل في اليوم من "أوبك +".
من جانبه، يقول روبين نوبل مدير شركة "اوكسيرا" الدولية للاستشارات "إن أسعار النفط الخام تقطع خطوات واثقة في طريق الصعود مع تراجعات محدودة، حيث يحوم الخام الأمريكي حول أعلى مستوياته في خمسة أشهر بفضل خطة خفض الإنتاج المفاجئة لـ(أوبك +) وتراجع المخزونات الأمريكية وانقطاع إمدادات خطوط الأنابيب من كردستان العراق وضعف التدفقات من روسيا"، منوها بأن أسعار النفط قفزت حاليا ما يقرب من 30 في المائة منذ أن وصلت إلى أدنى مستوياتها في مارس، وهو ارتفاع أدى إلى دعم عديد من أسهم شركات الطاقة.
ونوه بأن أسواق النفط شهدت فائضا في المعروض خلال الأشهر القليلة الماضية بفضل ضعف الطلب الإجمالي في أعقاب الطقس الأكثر دفئا من المتوقع في أوروبا، كما بدأت سوق الخام الأمريكية تشير إلى زيادة العرض في نوفمبر الماضي وهي المرة الأولى التي تجاوز فيها العرض الطلب في العام الماضي.
أما ماركوس كروج كبير محللي شركة "إيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز فيقول "إن سوق النفط العالمية وصحة الاقتصاد الأمريكي تتجهان إلى التعافي بعد تجاوز تداعيات الأزمة المصرفية الدولية"، موضحا أن أحدث تقرير أسبوعي لإدارة معلومات الطاقة قام بالفعل بإرسال مؤشرات أكثر إيجابية بشكل ملحوظ عن الاقتصاد العالمي وأسواق الطاقة.
ولفت إلى أن الخبراء متفائلون بأن وتيرة بناء المخزونات النفطية على مدى الربعين الماضيين ستنتهي بحلول نوفمبر المقبل إذا استمرت تخفيضات "أوبك +" طوال العام، منوها بأن "أوبك +" تعهدت بالاستمرار في قيود الإنتاج حتى ترى انتعاشا راسخا ومستقرا في مستويات الطلب والاستمرار في دعم الأسعار لإنعاش الاستثمارات خاصة في مشاريع المنبع.
وأكدت ليزا إكسوي المحللة الصينية ومختص شؤون الطاقة أن الطلب الصيني في طريقه لاستعادة حيويته السابقة وقيادة الطلب العالمي حيث ارتفعت معدلات إنتاج المصافي في الصين إلى 14.9 مليون برميل يوميا في مارس الماضي وهو أعلى مستوى على الإطلاق، موضحة أن الدافع وراء الزيادة في الإنتاجية هو الطلب القوي على الوقود من الخارج والحاجة إلى تخزين الوقود قبل موسم الصيانة.
وأشارت إلى أن خطوات الصين الواعدة في مجال انتقال الطاقة لن تحول دون استمرارية الاعتماد على الوقود التقليدي، مشيرة إلى ارتفاع عمليات تشغيل المصافي حيث أظهرت بيانات جديدة من الصين أن اقتصاد البلاد قد توسع بنسبة 4.5 في المائة في الربع الأول، ما زاد من الضغط الصعودي على أسعار النفط.
من ناحية أخرى وفيما يخص الأسعار انخفض خام برنت 33 سنتا أو ما يعادل 0.4 في المائة إلى 84.43 دولار للبرميل متخليا عن مكاسب سابقة، في حين نزل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 37 سنتا أو ما يعادل 0.5 في المائة إلى 80.46 دولار للبرميل.
وفي إشارة إلى توقعات أسعار النفط، قال كريج إيرلام كبير محللي السوق لدى "أواندا"، "ربما تعتمد الخطوة التالية على النمو العالمي، وإذا ما كان بإمكان الاقتصاد الصمود في وجه العاصفة الأحدث، ولا سيما في الولايات المتحدة حيث يمكن أن يؤثر تشديد شروط الائتمان بشكل كبير في النمو لبقية العام".
وفي وقت سابق من الجلسة وجد النفط دعما من أرقام أظهرت أن الاقتصاد الصيني نما بوتيرة أسرع من المتوقع بما بلغ 4.5 في المائة في الربع الأول وأن إنتاجية مصافي النفط ارتفعت إلى مستويات قياسية في آذار (مارس).
لكن احتمال إقرار رفع آخر لأسعار الفائدة الأمريكية ظل يشكل عبئا على المعنويات. ويتوقع التجار أن يرفع مجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الأمريكي" أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه في مايو.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 86.43 دولار للبرميل الإثنين مقابل 86.80 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك أمس "إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء حقق ثاني انخفاض عقب عدة ارتفاعات سابقة، وإن السلة كسبت نحو دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 85.50 دولار للبرميل.

سمات

الأكثر قراءة