وبدأت الحرب
تشهد المملكة انطلاق الحملة الأمنية الوطنية للحرب على المخدرات بهدف توعية المجتمع وتحذيره وتطهيره من خفافيش الظلام الذين يخططون للقضاء على أهم عنصر في رؤية 2030، وهو المواطن السعودي. هذه الحملة الوطنية التي تتضافر فيها جهود عدد من القطاعات الحكومية والخاصة، ستسهم بإذن الله تعالى في القضاء على عصابات الشر والإفساد التي تظن أن عقول الأجيال مرتع خصب لمخططاتها الشيطانية. القرارات الجديدة الصارمة في حيازة واستخدام المخدرات "تبرد الكبد"، فمنع الكفالة في قضايا الحيازة والاستخدام قرار شجاع لا يخضع لأي اعتبارات أخرى، ما سيضيق الخناق على المتعاطي الذي كان فيما سبق يعتقد أن تعاطيه المخدرات مع عدم ترويجه لها، ليس بالأمر الخطير وربما يخرج منه بكفالة في حال تم القبض عليه طالما أنه لم يتاجر، أما اليوم فقد اختلف الوضع بعد إعلان الحرب على المخدرات. من القرارات العظيمة يعاقب بالسجن من يتردد على مكان يتم فيه تعاطي المخدرات مع علمه بذلك حتى لو لم يثبت تعاطيه. هذا القرار بمنزلة وضع حدود صارمة لمنع التأثير السيئ للمدمنين ومحاولة جذب الآخرين إلى مستنقعات المخدرات عن طريق التجربة الأولى التي عادة لن تكون الأخيرة، بل هي مجرد البداية لطريق مظلم ضريبته تعاسة الوالدين وهدم المجتمع وضياع الأجيال. ليس هناك أي تبرير مقنع لوجود شخص سليم مع أشخاص مدمنين بحجة أنهم أصدقاؤه، "فالصاحب ساحب" وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها. المخدرات لا تهدم اقتصاد البلد فقط بل تهدم الأسرة نفسيا وصحيا وماديا وتدمر عقول الأجيال وتعرقل عجلة التنمية وتزيد العبء على قطاعات الدولة الأمنية، وترفع معدل الجريمة والانحلال الأخلاقي في المجتمع، أما مع ظهور مادة الشبو المصنعة كيميائيا التي تذهب بعقل الشخص وتدفعه إلى الجنون والعنف، فقد أصبحت المشاركة في هذه الحرب مطلبا وطنيا من جميع أفراد الشعب.
الثراء السريع الذي يعيشه تجار المخدرات ومظاهر البذخ بالسيارات والمنازل والذهب، وغسل الأموال الذي يمارسونه بالخفاء كي تتكدس الأموال في حساباتهم البنكية، إنما هو مشيد على بقايا عقول المدمنين ورفات أرواحهم وتشتت أسرهم وتشرد أبنائهم. الإسهام بالتوعية والتثقيف في الحرب على المخدرات واجب وطني على كل سعودي وسعودية ومقيم ومقيمة، فلنتطوع جميعا في هذه الحرب فالوطن يستحق منا ذلك.
وخزة
لن تجدوا تاجرا وضيعا في العالم مثل تاجر المخدرات فهو الوحيد الذي يساوم المشتري على عرضه وشرفه حين يعجز عن سداد ثمن بضاعته، والطامة العظمى أنه متأكد تماما أن المدمن سيقبل ذلك مقابل جرعة مخدرات.