روسيا تحبط هجوما على الكرملين .. وحظر المسيرات في سماء موسكو
أعلنت روسيا إسقاط طائرتين مسيرتين استهدفتا الكرملين فيما وصفته بمحاولة إرهابية لاغتيال الرئيس فلاديمير بوتين، بينما نفت أوكرانيا علاقتها بالهجوم.
وقالت الرئاسة الروسية في بيان "استهدفت مسيرتان الكرملين ... تم تعطيل الجهازين" واصفة العملية بأنها "عمل إرهابي ومحاولة اغتيال رئيس روسيا الاتحادية".
وأكدت الرئاسة أن حطام المسيرتين سقط داخل الكرملين لكن لم يصب أحدا.
وأوضح ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة أن بوتين كان يعمل في مقر إقامته قرب موسكو أمس، مؤكدا أنه سيشارك في استعراض يوم النصر في الحرب العالمية الثانية في الساحة الحمراء الأسبوع المقبل كما هو مقرر.
على صعيد متصل، أعلن رئيس بلدية موسكو حظر تحليق الطائرات المسيرة غير المصرح بها في أجواء العاصمة الروسية.
وقال سيرجي سوبيانين في بيان إن تحليق المسيرات محظور ما لم يتم الحصول على تصريح خاص من "السلطات الحكومية".
يأتي ذلك في وقت أعلنت أوكرانيا أن استعداداتها شن هجوم واسع النطاق لاستعادة الأراضي التي تسيطر عليها روسيا في شرق وجنوب البلد "تقترب من نهايتها".
لكن الرئاسة الأوكرانية نفت أي علاقة لكييف بالهجوم على الكرملين.
وقال ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس فولوديمير زيلينسكي في تصريح للصحافيين "بالتأكيد، لا علاقة لأوكرانيا بهجمات المسيرات على الكرملين".
وأضاف بودولياك "ينبغي فقط اعتبار هذه التصريحات التي أطلقتها روسيا محاولة لإعداد ظروف" يمكن استخدامها ذريعة "بهدف شن هجوم واسع النطاق في أوكرانيا".
ورأى المسؤول الأوكراني أن هجوما مماثلا في حال كانت كييف من نفذه "لن يعالج أي مشكلة عسكرية"، مع استمرار موسكو في السيطرة على نحو 20 في المائة من الأراضي الأوكرانية.
وتابع المستشار الرئاسي "على العكس، هذا الأمر سيشجع روسيا على أعمال أكثر تطرفا بحق سكاننا المدنيين".
وعد أن لدى موسكو "خشية كبيرة من بدء هجمات أوكرانيا على طول خط الجبهة، وتحاول في شكل ما أن تاخذ المبادرة وتحول الانتباه".
في مؤشرات إلى تكثيف الاستعدادات لهجوم أوكراني مضاد، أعلنت مدينة خيرسون الواقعة على خط المواجهة في جنوب أوكرانيا فرض حظر تجول، ومنع الخروج من المدينة أو الدخول إليها.
وبرر أولكسندر بروكودين رئيس الإدارة العسكرية الأوكرانية في خيرسون "هذه القيود الموقتة" بضرورة تمكن "قوات الأمن من القيام بعملها" دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وترد تكهنات على لسان المحللين حيال موعد هذا الهجوم والمنطقة التي سينطلق منها.
والمنطقة المحيطة بباخموت في دونباس، مركز المعارك لعدة أشهر، هي على سبيل المثال مليئة بالتلال في حين أن المناطق الجنوبية في خيرسون وزابوريجيا مكونة من سهول زراعية شاسعة.
قبل إسقاط المسيرتين فوق الكرملين، التهمت النيران في روسيا ليل الثلاثاء الأربعاء مستودع محروقات في قرية فولنا الروسية في منطقة كراسنودارسكي قرب شبه جزيرة القرم.
وقال فينامين كوندراتييف حاكم منطقة كراسنودارسكي كراي حيث تقع القرية إن "النيران اشتعلت في خزان يحتوي على منتجات نفطية في قرية فولنا في منطقة تمريوكسكي. لقد كان الحريق على درجة عالية من الخطورة"، دون أن يوضح سببه.
وأضاف "بحسب المعلومات الأولية، لم يسقط قتلى أو جرحى" من جراء الحريق.
ونقلت وكالة "تاس" للأنباء عن مصدر في أجهزة الإنقاذ أن الحريق سببه "سقوط طائرة مسيرة".
وأظهرت صور نشرها على "تليجرام" المدون المؤيد لروسيا كيريل فيدوروف وأكد أنها لحريق مستودع الوقود في فولنا، ألسنة لهب وعمود كثيف من الدخان يتصاعد فوق خزان كبير.
وفي الأيام الأخيرة، تعرضت روسيا وشبه جزيرة القرم لسلسلة هجمات لم تعلن كييف مسؤوليتها عنها.
خلال أربعة أيام، أدى انفجار عبوتين ناسفتين إلى إخراج قطاري شحن عن مسارهما قرب الحدود الأوكرانية، كما تضرر خط للتوتر العالي، فيما تسبب هجوم بطائرة مسيرة في اندلاع حريق هائل في مستودع للنفط في القرم.
يثير تكثف هذه الهجمات وأعمال "التخريب" مخاوف من أن تلقي بثقلها على احتفالات يوم النصر في 9 أيار (مايو) الجاري التي يعلق عليها الكرملين أهمية.
بدوره، نفى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اتهام موسكو لكييف بأنها حاولت اغتيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدما أعلنت إسقاط مسيرتين كانتا تستهدفان الكرملين.
وصرح زيلينسكي للصحافيين في مؤتمر صحافي مشترك مع نظرائه في دول شمال أوروبا في هلسنكي "لم نهاجم بوتين. نترك ذلك للمحكمة. نقاتل على أراضينا وندافع عن قرانا ومدننا".
وأضاف "لا نهاجم بوتين أو موسكو. لا نملك ما يكفي من الأسلحة للقيام بذلك".
وقتل 16 شخصا وأصيب 22 آخرون بجروح أمس بقصف روسي "مكثف" في منطقة خيرسون في جنوب أوكرانيا، بحسب ما أفادت النيابة العامة.
وكتبت النيابة العامة الإقليمية على "تليجرام": "هجوم كثيف لروسيا ضد مدنيين في منطقة خيرسون: بلغت الحصيلة 16 قتيلا".
وأكدت أن "نحو 22 شخصا آخرين أصيبوا "بجروح بدرجات متفاوتة" في هذه الضربات المتعددة "على بنى تحتية مدنية".
وأكدت السلطات أن هجومين استهدفا سوبرماركت ومحطة للقطار في مدينة خيرسون بالقرب من خط المواجهة، أسفرا عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة عدد من الجرحى، كما أسفر قصف آخر عن مقتل ثلاثة أشخاص كانوا يعملون على إصلاح موقع للطاقة في المنطقة.