السياحة المظلمة
يمضي النجم العالمي ميسي أيامه الأولى مع عائلته في رحلته السياحية الثانية في المملكة وبالتأكيد أن نجما لامعا كميسي سيضيف كثيرا إلى الدعاية السياحية عالميا، ورغم أن الموسم المقبل للمملكة يعد صيفا لكن حجم التنوع الذي تملكه المملكة واسع حيث يمكن أن تجد الربيع في الشمال والبرد في الجنوب وسياحة التسوق والترفيه المنتشرة في جميع المناطق.
إن قطاع السياحة في حد ذاته يملك تنوعا مذهلا فهناك السياحة الباردة للمناطق المتجمدة والسياحة الجريئة التي تكون للمناطق الوعرة والخطرة والسياحة الليلية كما في النرويج، لكن ما يلفت الانتباه هي السياحة المخيفة.
ملاحظ أن بيت الأشباح وقطار الموت في مدن الألعاب الأكثر ازدحاما مزدحمة بسبب الإثارة الناشئة عن التجارب المظلمة وثمة أكثر فمناطق الكوارث مثل تشرنوبل وهيروشيما أصبحت قبلة للزوار، منطقة بومبي في إيطاليا التي شهدت انفجار بركان عظيم قضى على نحو مليوني نسمة يسير نحو 20 ألف سائح سنويا بين جثث الموتى التي غطاها الرماد كذلك سراديب الموتى في باريس وقبور الفراعنة والمومياء في مصر وحديقة الرعب في أمريكا ومعتقل أوشفيتس في بولندا أصبحت رغم فظاعتها مزارات سياحية لملايين المتفرجين كما أن السجون وأماكن التعذيب مع توفير جولات سياحية شبحية حقيقية للوقوف على مجريات التعذيب والأدوات والملابس المستخدمة تدفع السياح إلى اقتحام الغموض ودهاليز الغرابة بشكل مثير.
الغريب أن السياحة السوداء تحقق أرباحا عالية وتشهد نموا مطردا حيث بلغت عائدات مثل هذا النوع 500 مليون دولار في 2015 ونمت إلى 30 مليار دولار في 2022 ومتوقع أن تزيد المبيعات 20 في المائة بحجم سوقي يبلغ 36 مليارا في 2032 بحسب تقرير صادر عن "فيوتشر ماركت إنسايت"، إن زيارة أماكن مرتبطة تاريخيا بالمآسي أو الجرائم أو الموت استخدم لأول مرة عام 1996 على يد باحثين من جامعة جلاسجو كالدونيان ومن المؤكد أن السياحة المخيفة أو المظلمة ستظل جاذبة طالما أن البشر مفتونون بقصص الموت بل تحولت إلى صناعة تهدف إلى تسليع هذه التجارب ومن ذلك مدينة ووهان الصينية التي تشهد عددا متزايدا من السياح في أعقاب الجائحة، وقد احتلت المرتبة الأولى بين الوجهات المحلية التي يرغب الصينيون في زيارتها، وفقا لمركز أبحاث السياحة في الصين.