بعد ارتفاع أسعار الجديدة .. زيادة الإقبال على الهواتف الذكية «المجددة» بسبب انخفاض أسعارها
تتنامى شهرة الهواتف المجددة بين المستهلكين في الآونة الأخيرة بفضل المزايا الاقتصادية والبيئية التي توفرها، وتعد الهواتف المجددة خيارا جذابا للأشخاص الذين يتطلعون إلى شراء هواتف جديدة بأسعار معقولة وبجودة أكبر، حيث تشهد السوق اليوم إقبالا متزايدا عليها، ومن المتوقع أن يستمر الإقبال على الهواتف المجددة في النمو مع تزايد الوعي بفوائدها الاقتصادية والبيئية، ذلك لأسباب عدة، من بينها الرغبة في التوفير، والاهتمام بالبيئة، والاستدامة، وكذلك البحث عن الهواتف الكلاسيكية التي تفتقر إلى عديد من المزايا الحديثة.
وتتميز الهواتف المجددة بأنها أجهزة مستعملة تم تجديدها وإصلاحها لتعود إلى السوق بحالة جيدة، وتوفر هذه العملية فرصة للمستهلكين لشراء هواتف ذات مواصفات عالية بأسعار أقل من تلك الموجودة في السوق للأجهزة الجديدة، وواحدة من المزايا الرئيسة للهواتف المجددة هي توافرها للمستهلكين بأسعار أقل، حيث يمكن للمستخدمين الاستفادة من هذه الأجهزة لتلبية احتياجاتهم اليومية دون الحاجة إلى دفع مبالغ كبيرة من المال، وهذا يجعلها خيارا مثاليا للأشخاص الذين يرغبون في التوفير أو لا يستطيعون تحمل تكلفة هاتف جديد، وإلى جانب ذلك تعد الهواتف المجددة خيارا صديقا للبيئة، حيث تقلل من الفوضى والنفايات الإلكترونية وتعزيز التوعية حول قضايا البيئة والاستدامة.
ومع ذلك، يعتمد الإقبال على الهواتف المجددة على عوامل أخرى، مثل الضمان وجودة الجهاز، ويفضل بعض المستخدمين شراء الهواتف المجددة إذا كانت تأتي مع ضمان من الشركة المصنعة أو البائع، ويزيد ذلك من الثقة بجودة المنتج ويضمن استبدال الجهاز أو إصلاحه في حال وجود مشكلات تقنية، إضافة إلى ذلك، يحرص البعض على التأكد من جودة الهاتف المجدد قبل الشراء من خلال التحقق من تقييمات البائع والاطلاع على تجارب المستخدمين الآخرين.
إضافة إلى أن الشركات المتخصصة في إعادة تأهيل الهواتف المستعملة تعمل على فحصها وإصلاحها بشكل جيد، ما يعني أنها قد تكون في حالة جيدة جدا، وتعمل بشكل مماثل للهواتف الجديدة، وهو ما يشجع عديدا من الشركات والمؤسسات على توفير هذه الهواتف لموظفيها بأسعار منخفضة، وتوفر الهواتف المجددة الوظائف نفسها التي تتوافر في الهواتف الجديدة، مع توفير فرصة للأفراد للحصول على هواتف ذات جودة عالية بتكلفة أقل. وهناك عديد من الشركات والمتاجر التي تقدم الهواتف المجددة، حيث إن بعض الشركات المصنعة للهواتف الذكية تقوم بتجديد الهواتف في مصانعها، مثل أبل التي تقدم برنامج “تجديد المنتجات” الخاص بها، حيث يمكن للمستخدمين شراء هواتف آيفون المجددة بأسعار أقل، تأتي هذه الهواتف بضمان مصنعي، كما تعمل “سامسونج” الأمر ذاته من خلال برنامج Samsung Certified Pre-Owned الذي يوفر هواتف سامسونج المجددة بأسعار مخفضة، ومن حيث المتاجر، توفر أمازون منصة Amazon Renewed وتحتوي على مجموعة واسعة من الهواتف المجددة لعدة علامات تجارية.
وتتصدر أبل هذا المجال على مستوى العالم، حيث أفاد تقرير حديث بأن نحو نصف مبيعات الهواتف الذكية المجددة حول العالم كان من نصيب شركة أبل من خلال هاتف آيفون بمختلف إصداراته، حيث ارتفعت مبيعات “أبل” من هواتف آيفون المجددة بنسبة 16 في المائة على أساس سنوي خلال عام 2022.
وبصورة عامة، شهدت سوق الهواتف الذكية المجددة نموا بنسبة 5 في المائة على أساس سنوي عالميا، وكانت تلك النسبة مرشحة للزيادة لولا تعثر المبيعات في السوق الصينية التي شهدت وحدها انخفاضا بنسبة وصلت إلى 17 في المائة بسبب عودة انتشار وباء فيروس كورونا في بعض المدن وتبني الحكومة سياسات متشددة للحد من الإصابات، ومع ذلك، ساعد تراجع السوق الصينية من حيث مبيعات الهواتف الذكية المجددة الهند على احتلال المرتبة الأولى مع نسبة نمو سنوي بلغت 19 في المائة، تلتها دول أمريكا اللاتينية بنسبة نمو سنوية قدرها 18 في المائة.
وأشار التقرير إلى أن الحصة السوقية لشركة أبل وحدها بلغت من مبيعات الهواتف الذكية المجددة ما يزيد على 49 في المائة في عام 2022، وهذا ما يجعلها أسرع العلامات التجارية نموا في هذا القطاع عالميا، وزادت تلك النسبة على 44 في المائة عام 2021.
وبخلاف “أبل”، شهدت مبيعات “سامسونج” انخفاضا من 28 في المائة عام 2021 إلى 26 في المائة عام 2022، ويرجع التقرير انتقال شريحة صغيرة من مستهلكي أجهزة أندرويد إلى “آيفون” كأحد أسباب تراجع مبيعات “سامسونج” من الهواتف المجددة، ويتوقع التقرير استمرار الأمر على الوتيرة نفسها العام المقبل، ويلاحظ أيضا تزايد طلب الإصدارات الداعمة لشبكات الجيل الخامس في السوق العالمية، إذ شكلت مبيعاتها نحو 13 في المائة من المبيعات.