حدث غير عادي

إن الحديث عن التفوق العلمي لطلاب المملكة يدعو للفرح، لكن حينما يضاف معه تفوق عالمي فإنه يدعو للزهو والفخر بأبناء الوطن، إن حدثا مثل تفوق أبناء وبنات المملكة وتحقيقهم 23 جائزة رئيسة، وأربع جوائز خاصة خلال مشاركتهم في معرض ريجينيرون الدولي للعلوم والهندسة "آيسف 2023" غير عادي من عدة نواح، أولا: لأنه غير مسبوق من ناحية المشاريع التعليمية. ثانيا: أنهم تجاوزوا آخر مشاركة لهم في "آيسف 22" التي حققوا فيها 16 جائزة. ثالثا: أن دعم الموهوبين في المملكة أصبح يؤتي ثماره دوليا.
يحق لنا التفاخر بهذه النتائج التي تعكس حجم الجهود التي تبذلها المملكة لدعم الموهوبين والموهوبات، للوصول إلى هذه المرحلة من التميز والإبداع وتمثيل المملكة في المحافل الدولية.
إن "الموهبة" منة إلهية كبرى وقد أشار الدكتور عبدالله الجغيمان "أستاذ تربية الموهوبين" إلى أن العناية الفائقة بهم من أسمى وظائف المدرسة، وعد الرقي إلى برنامج مدرسي في وزارة التعليم قفزة نوعية، يهدف للاستثمار في العنصر البشري ذي القدرات العالية التي تحقق لهذا الوطن رفعته ولا ريب من الأهمية المتعاظمة للمدرسة لتحقيق النبوغ أكثر مما قدمه ويقدمه فطاحلة هذا المجال.
وقد تطرق الدكتور الجغيمان لأمر مهم في قضية التعامل مع الموهوبين خصوصا في الصفوف العادية وأحيانا حالة عدم توافق ما يقدم لهم من منهج تعليمي مع قدراتهم العقلية، وذلك ما يحتم أن يتعرضوا لمحدودية نمو مواهبهم وعليه يصابون مع الأيام بالكسل الذهني وافتقاد روح التحدي ومن المهم أن تتبنى المنظومات التربوية وضع مشاريع وبرامج تؤدي إلى بناء مشروع وطني يحوي مرحلة البحث والتخطيط وتتضمن الأهداف التفصيلية والخطة الزمنية لتنفيذ البرنامج ثم مرحلة التخطيط ومرحلة التطبيق ومرحلة التوسع، وكل ذلك مع التقويم المستمر وإيجاد آلية تنفيذ تتضمن اختيار الفريق الأمثل وبيئة يتعاون فيها المعلم مع المشرف المتابع، وجميع منسوبي المدرسة ومن له صلة بالبرنامج بما فيهم أولياء الأمور للعناية بقدرات الطلاب الموهوبين، وهذا في الواقع ما تقوم به مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" من أجل الوصول إلى أفضل ما يمكن الوصول إليه ليتوافق مع آخر معطيات الدراسات العلمية، والتجارب العملية في المملكة، وإقليميا، وعالميا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي