تجربة سمينة سابقة
السمنة حسب تعريف "ويكيبديا"، هي تلك الحالة الطبية التي تتراكم فيها الدهون في الجسم، ما يتسبب في مشكلات صحية كالسكري والضغط وأمراض القلب والشرايين والمفاصل والكوليسترول والدهون الثلاثية، وحسب تقرير منظمة الصحة العالمية، فإن أكثر من مليار شخص، في جميع أنحاء العالم يعاني السمنة.
ومع انتشار وسائل التواصل أصبح متاحا لأي شخص سواء مختص أو غير مختص طرح آرائه وأفكاره حول كيفية التخلص من السمنة، ما جعل كثيرين ممن يرغبون في التخلص منها يصابون بحيرة شديدة من كثرة النصائح المتناقضة، فلا يعرفون أين تكمن الحقيقة والفائدة. ما دعاني إلى كتابة هذا المقال رسالة وصلتني من فتاة كانت تعاني السمنة تحكي تجربتها وطلبت نشرها لعل فيها إلهاما لمن يرغب في التخلص من السمنة بقوة الإرادة والصبر مع التوكل على الله. تقول "عمري 29 عاما، وقد حبست في جسدي السمين منذ كنت في الـ15 من عمري حتى وصل وزني إلى 142 كيلوجراما.. كانت طريقتي الوحيدة للتنفيس عن غضبي وفرحي هي الأكل، ومورست ضدي كل أشكال التنمر فأصبحت منطوية على ذاتي. تخرجت بامتياز من الجامعة، وفي كل مقابلة عمل كنت أقرأ الرد في أعين اللجنة بمجرد دخولي من الباب، وفي لحظة مصيرية قررت أن أتخلص من سمنتي وبدأت أقرأ بشكل مكثف عن كيفية التخلص من السمنة وأزور مواقع الإنترنت ووسائل التواصل، فوجدت أن كل شخص سواء مختص أو غيره تتناقض طريقته ونصائحه مع الآخر، وأصابتني الحيرة، فهذا يمنع تناول الخبز بأنواعه وآخر يقول العكس تماما، وغيره يشجع تناول العصائر والفواكه وآخر يدعو إلى منعهما، وهناك من يتحدث عن أضرار القهوة والتمر، وغيره يوضح فوائدهما وهكذا. ضاعت شهور مني وأنا أقرأ هذه التناقضات سواء العلمية منهما أو غير العلمية، وفي أثناء تصفحي لموقع وقعت عيني على حديث لسيد البشرية عليه الصلاة والسلام، "ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه، حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه"، ولأن البعض من ثلاثة إلى تسعة، فأصبحت أقسم طعامي اليومي إلى تسع لقيمات تحتوي على جميع العناصر الغذائية
ومعها مزيد من السلطة ولتران من الماء وساعة مشي يوميا، وخلال عام كامل مع الإرادة والالتزام أصبح وزني حاليا 69 كيلوجراما، واسترددت ثقتي بنفسي وحصلت على وظيفة وودعت السمنة التي كادت تفسد حياتي.
وخزة:
"كل تجربة إنسان تختلف عن الآخر والاستماع للنصائح المتناقضة في تخفيف الوزن لن تزيد البعض إلا إحباطا. التخلص من السمنة يحتاج إلى مزيد من الجهد والصبر والالتزام... لا وصفات سحرية"!