القيادة التمكينية .. بوابة الابتكار
يشكل الإبداع والابتكار حجر الزاوية خصوصا في بيئات العمل الديناميكية التي تبحث دوما عن القدرات التنافسية والأرقام النوعية. لذلك يسعى القادة لتحقيق تلك الأهداف بل وتجاوز سلسلة النجاحات السابقة المتكررة، وهذا لا يمكن أن يتحقق في منظومة عمل لا تمارس مفهوم سلوكيات العمل الابتكاري.
مع التحول السريع والتغيير المتزايد، أصبحت القيادة التمكينية أحد أهم الأساليب التي تعد محركا جوهريا في أي خطة تحول، لأنها تفتت دور المركزية وتمنح العاملين ثقة عالية ومرونة أكبر وتوفر الدعم والأمان والبيئة الإيجابية المحفزة من خلال توافر مناخ ابتكاري ملهم.
ربما يخلط البعض بين الإبداع والابتكار لتقاربهما الشديد، فالإبداع يكون في العادة أقل توجها نحو الأهداف ويركز على أفكار مميزة في حين الابتكار أوسع وأشمل، والإبداع أحد مكونات الابتكار. وقد يجوز القول إنهما وجهان لعملة واحدة نحو التفرد.
إن تشجيع العاملين وتمكين المرؤوسين في التعبير عن آرائهم بشفافية والمساهمة في صنع القرارات وتبادل المعلومات وتفويضهم بالمهام في المستويات الدنيا بحيث تبدأ سلسلة القرارات من الأسفل إلى الأعلى، يمثل لب القيادة التمكينية. فالقائد التمكيني يسعى إلى تحفيز عقول العاملين لاستخراج الأفكار الجديدة والمبادرات النوعية وهذا مصدر حقيقي للتمكين النفسي الذي يبث طاقة وحماسا ويحقق كفاءة ذاتية لفريق العمل مع بناء ثقة عالية وانسجام متناسق بين فريق العمل.
تلعب القيادة التمكينية دورا مهما في تنمية السلوك الإبداعي لدى المرؤوسين في المنظمات ويحرص القادة على توافر الحد الأدنى من بيئة العمل التي تضمن وجود السلوك الابتكاري بين العاملين كممارسة فعلية لا مجرد شعارات. بالمختصر المنظمات التي فشلت في الإبداع، فشلت في تعزيز القيادة التمكينية.