توترات في النيجر تنذر بتصعيد .. قادة جيوش "إيكواس" يجتمعون
يلتقي قادة جيوش المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" اليوم وغدا في العاصمة الغانية أكرا وسط توترات بشأن تدخل عسكري محتمل في النيجر، حسبما ذكر المتحدث باسم جيش غانا.
ودرست دول "إيكواس" في البداية تدخلا عسكريا ضد منفذي انقلاب النيجر، وأمر رؤساء دول المجموعة بإعداد قوة عسكرية لاستعادة النظام الدستوري خلال قمة خاصة، لكنهم أشاروا إلى أنه يجب مواصلة السعي من أجل حل سلمي.
والتقى وزراء دفاع "إيكواس" وقادة جيوش المجموعة بالفعل بعد أسبوع من الانقلاب في النيجر ووضعوا خططا لإرسال قوات بعدما أصدروا إنذارا للانقلابيين.
ومن بين أعضاء "إيكواس" الـ15، أعلنت نيجيريا والسنغال وكوت ديفوار وبنين وغينيا بيساو رغبتها في الدفع بقوات في حالة التدخل.
وترغب مالي وبوركينا فاسو وغينيا، التي تم تعليق عضويتها في "إيكواس" بسبب الانقلابات بها، كما هو الحال مع النيجر الآن، في دعم المجلس العسكري في النيجر عسكريا في حالة حدوث تدخل.
من جانب آخر، قال المجلس العسكري في النيجر أمس إن 17 جنديا قتلوا في كمين نصبه متمردون في أعنف هجوم منذ انقلاب 26 يوليو الذي تذرع قادته باستمرار انعدام الأمن كمبرر لإسقاط الحكومة المدنية.
وأوضحت وزارة الدفاع أن الكمين نصب أمس الأول على بعد نحو 60 كيلومترا من العاصمة نيامي في منطقة بجنوب غرب البلاد على الحدود مع بوركينا فاسو، مشيرة إلى أن 100 مهاجم وصفتهم "بالإرهابيين" قتلوا.
وأضافت الوزارة أن "سرعة رد فعل الجنود واستجابة القوات الجوية والبرية في موقع الاشتباك سهل التعامل مع العدو".
وقالت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" إنها تلقت بحزن الأنباء عن وقوع عدة هجمات نفذتها جماعات مسلحة وأدت إلى مقتل "بضعة" جنود. ودعت "إيكواس" القادة العسكريين في النيجر إلى استعادة النظام الدستوري حتى يتمكن الجيش من التركيز على الأمن الذي قالت المجموعة إن هشاشته تفاقمت منذ الانقلاب.
وشأنها شأن دول أخرى في منطقة الساحل في غرب إفريقيا، تجد النيجر صعوبة منذ أعوام في احتواء تمرد لجماعات مرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش حصد أرواح الآلاف وشرد الملايين وتسبب في نقص الغذاء.
وشكل عجز الحكومات المدنية عن التغلب على المشكلة أحد العوامل التي أدت إلى سلسلة انقلابات في المنطقة، لكن الدوافع الرئيسة لاستيلاء الجيش على السلطة في حالة النيجر كانت السياسة الداخلية.
وأطاح أفراد من الحرس الرئاسي بقيادة الجنرال عبدالرحمن تياني بالرئيس محمد بازوم الذي ما زالوا يحتجزونه متحدين ضغوط الأمم المتحدة و"إيكواس" وقوى غربية لإعادته إلى منصبه.
وقال تياني إن الاستيلاء على السلطة كان ضروريا لقمع التمرد، لكن محللين قالوا إن الهجمات في ظل حكم بازوم ظلت تحدث بشكل متواتر لكنها تراجعت.
وتستضيف النيجر قوات أمريكية وفرنسية وألمانية وإيطالية في إطار الجهود الدولية لمكافحة التمرد، بموجب اتفاقيات مع الحكومة المدنية التي أطاح بها الجيش.
ولم يعد مستقبل هذه القوات الأجنبية واضحا لأن المجلس العسكري يستخدم لغة خطاب مناهضة للفرنسيين ويقاوم ضغط "إيكواس" والأمم المتحدة والدول الغربية للتفاوض على طريق للخروج من الوضع الحالي.
وتتمتع النيجر بأهمية استراتيجية إضافية للقوى العالمية بسبب احتياطياتها من اليورانيوم والنفط.
وما زال انعدام الأمن يمثل مشكلة كبيرة في جميع أنحاء الجنوب الغربي للبلاد، بالقرب من الحدود مع مالي وبوركينا فاسو اللتين تحكمهما حكومتان عسكريتان جاءتا عبر انقلابين.
وترك رحيل القوات الفرنسية عن مالي العام الماضي فراغا أمنيا استغله الإسلاميون.
واستعان المجلس العسكري في مالي بقوات من مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة تلاحقهم اتهامات بإعدام مدنيين وارتكاب انتهاكات جسيمة أخرى لحقوق الإنسان. وتقول فاجنر إنها تعمل بشكل قانوني.
وألغى قادة الانقلاب في النيجر مجموعة من الاتفاقيات العسكرية مع فرنسا، لكن باريس لم تكترث لذلك وقالت إنها لا تعترف بقادة الانقلاب كسلطة شرعية.