المتداولون يستعدون لخسائر أكبر والتكنولوجيا في "عين العاصفة"
يُصر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على موقفه بعدم التراجع عن سيل الرسوم الجمركية الذي أطلقه الأسبوع الماضي، وبدأ محللو الأسواق في وضع أسوأ السيناريوهات للشركات الأكثر عرضة لهذه الرسوم، وما يتوقعونه لا يبدو لا يبشر ابداً بالخير.
يرى بول نولتي، استراتيجي الأسواق ومدير الثروات الأول في "ميرفي آند سيلفيست ويلث مانجمنت" (Murphy & Sylvest Wealth Management) أن التوقعات القاتمة بخصوص استمرار فرض الرسوم الجمركية وما ستخلفه من أضرار اقتصادية كبيرة قد تؤدي إلى تراجع أسهم شركات التكنولوجيا عالية القيمة بحوالي 50%، لافتاً إلى التقييمات المرتفعة لشركات التكنولوجيا، والضغوط المنتظرة على الأرباح بسبب الرسوم المفروضة على الواردات.
قال نولتي: "إذا ظهرت بيانات اقتصادية أضعف، فقد يستمر هذا الاتجاه البيعي لفترة أطول. لم نشهد حتى الآن أي مؤشرات على مفاوضات أو نهاية محتملة لهذه الأزمة".
أسهم التكنولوجيا الأسوأ أداءً
تكبد مؤشر ناسداك 100 أسوأ أسبوع منذ أزمة كوفيد-19 في 2020، كما كانت أسهم التكنولوجيا الأسوأ أداءً بين كافة قطاعات مؤشر "إس آند بي 500" خلال الشهر والنصف الماضيين.
كما شكلت الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب ضغطاً هائلاً على قطاعات مثل أشباه الموصلات ومصنعي الأجهزة، الذين تعتمد سلاسل توريدهم بشكل كبير على التصنيع في الخارج. وانخفض مؤشر شركات أشباه الموصلات بنسبة 16% الأسبوع الماضي، في حين هوت أسهم شركة "أبل" –التي تصنع معظم أجهزتها في الصين– بنسبة 14%، وتراجعت "ديل تكنولوجيز" بنسبة 22%.
شلل في سلاسل التوريد
كتب محللو "سيتي غروب"، بقيادة كريستوفر دانلي، في مذكرة بحثية الأسبوع الماضي أن استمرار الرسوم الجمركية لشهر واحد فقط قد يؤدي إلى "شلل" في سلاسل توريد أشباه الموصلات بسبب حالة عدم اليقين وانخفاض معدلات الطلب. وفي حال حدوث ركود اقتصادي، قد تنخفض أسهم شركات الرقائق بنسبة 20% إضافية على الأقل، بحسب تقديراتهم.
وأشار المحللون إلى أن تأثير الرسوم "شبه مستحيل تقديره بشكل كامل" نظراً لطول وتعقيد سلاسل التوريد الجغرافية لقطاع أشباه الموصلات.
ورغم جهود "أبل" لتنويع سلاسل التوريد منذ الولاية الأولى لترمب، إلا أن تلك الخطوات لن تحمي الشركة من تأثير الرسوم التي تطال العديد من الدول الآسيوية التي تُصنع فيها منتجاتها.
وقدر المحلل في "روزنبلات"، بارتون كروكيت، أن الشركة قد تواجه تكاليف متعلقة بالرسوم تصل إلى 40 مليار دولار، والتي إن لم تُنقل إلى المستهلك، قد تمحو نحو ثلث أرباحها.
"أبل" من أكبر المهددين
من جانبه، يرى هوارد تشان، الرئيس التنفيذي لشركة "كورف لإدارة الاستثمارات" (Kurv Investment Management)، أن سهم "أبل" قد ينخفض بنسبة 10% إضافية نتيجة للرسوم وتراجع محتمل في الطلب الاستهلاكي.
وتابع: "في أسوأ السيناريوهات، إذا لم تتمكن (أبل) من الحصول على إعفاء كما فعلت خلال الحرب التجارية السابقة، فقد نكون أمام وضع يسير فيه كل شيء في الاتجاه الخاطئ، وسيكون من الصعب جداً تحديد القاع".
ورغم التراجع الذي شهده مؤشر "ناسداك 100"، لا تزال تقييماته مرتفعة، حيث يُتداول حالياً عند 28 ضعفاً للأرباح السابقة، مقارنة بمتوسط 25 ضعفاً خلال العقد الماضي.
من جهتها، قالت أناستاسيا أموروسو، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في شركة "آي كابيتال" (iCapital): "قطاع التكنولوجيا هو بالفعل في عين العاصفة، فهو الأكثر تعرضاً من حيث نسبة السلع المستوردة، وكذلك من حيث الإيرادات المحققة خارج الولايات المتحدة. المستثمرون يجدون صعوبة في احتساب هذا الأمر ضمن توقعات الأرباح، ولهذا السبب يستمر هذا القطاع في تلقي المزيد من الضربات".