التماثل التنظيمي .. ولاء واستقرار
يرى علماء الهوية الاجتماعية أن الأفراد يطورون التصورات الذاتية بين حين وآخر تجاه انتمائهم أو ارتباطهم بمجموعات معينة على مختلف المستويات والفئات، وهذا ما يحدث لدى المنظمات من خلال نظم اجتماعية تسهم في تشكيل هوية مرتبطة ارتباطا وثيقا ببيئة العمل ومكانه.
لذلك يشكل التماثل التنظيمي حجر الزاوية في نجاح مسيرة المنظمات، وهو يعني باختصار أن الفرد يشعر بأنه جزء من المنظمة وله قيمة كفرد ضمن المجموعة، ما يعزز الانتماء وسط جرعة كافية من الأهمية العاطفية المرتبطة جراء الانضمام إلى المنظمة، وهو الطريق الذي يؤدي إلى الفخر والاستقرار في المنظمة.
قد تغفل بعض المنشآت عن أهمية التماثل التنظيمي دون أن تعلم أنه مصدر قوة ناعمة وتسويق غير مباشر. فالفرد يتماثل مع منظمته بقوة ويدعمها دون تردد بما يتوافق مع هوية المنظمة وسمعتها واستراتيجياتها. كما أن الأفراد لديهم شعور عال لتحمل نتائج نجاح وفشل المنظمة بل ويكون لديهم حافز إيجابي لإثبات وجودهم من خلال تجاوز الإخفاقات والأزمات.
يلعب التماثل التنظيمي دورا ملهما في إنشاء رابطة إيجابية بين الموظفين والمنظمة، وتكون لديهم رغبة قوية في البقاء والتعاون مع الآخرين. فالانسجام والوئام اللذان يحصلان ليسا بالأمر الهين، وهذا يعتمد على وجود استراتيجيات لتعزيز وضمان أنشطة التماثل التنظيمي، وهذا ما نشاهده في المنظمات الاحترافية.
إن تطابق الفرد والمنظمة والعضوية التنظيمية المرتبطة بمفهوم الذات والتعلق العاطفي بالمنظمات قادر على صناعة فرق عمل متميزة وبيئة جذابة ودرع حصينة وكمية هائلة من الولاء والبقاء. بالمختصر لا يمكن أن نشاهد أي منظمة متميزة ولديها جيش يعتز ويفتخر بها، دون وجود استراتيجيات للتماثل التنظيمي.