طريقتي في الادخار
هناك آلاف الطرق لخسارة النقود من بينها الركض خلف الماركات المشهورة. فحين تشتري "ماركة" مشهورة فأنت تدفع 10 في المائة تكلفة السلعة الحقيقية، و90 في المائة قيمة الشهرة والسمعة والمنزلة الاجتماعية.
يمكنك عدها نصيحة من رجل تجاوز مرحلة الشباب، ولكن الحقيقة التي ستبقى شبابا للأبد هي أن "الماركات" خدعة ابتكرها الأذكياء، لسرقة الأغنياء، فصدقها البسطاء.
في المقابل، هناك طرق أقل عددا للادخار والتوفير، أكثرها شهره نصيحة وارن بافيت الذي يقترح أن تقسم دخلك كالتالي:
70 في المائة تصرف على الاحتياجات والالتزامات، و20 في المائة على المدخرات والاستثمارات، و10 في المائة تخصص لأعمال الخير والإحسان.
هذه التقسيمة تذكرني بقاعدة 50 /30 /20 التي قرأت عنها لأول مرة في كتاب All Your Worth. ففي هذا الكتاب تقترح خبيرة التمويل الشخصي إليزابيث وارنر أن يقسم الإنسان دخله الشهري بهذه الطريقة:
50 في المائة لتلبية الاحتياجات والالتزامات التي لا يمكن تجاوزها "كالفواتير وشراء الطعام". و30 في المائة لتلبية الرغبات والهوايات "وهذه النسبة تقرر ما إن كنت ستشتري هاتفا جديدا أو تسافر هذا العام". أما الـ20 في المائة المتبقية فتحتفظ بها إما كمدخرات وإما تستثمرها بشكل دوري "كأن تشتري بها أسهما ذات عوائد بشكل شهري".
رغم وضوح الطريقتين، سأكون صريحا معكم:
لن يتقيد بهما أحد لفترة طويلة!
أنا شخصيا أعتقد أن أي طريقة صارمة من حيث الأرقام والنسب سيتم تجاهلها بعد حين. أي خطة تتطلب انضباطا وإرادة قوية سيتم التخلي عنها بعد فترة معينة ـ كما تتخلى عن الريجيم والذهاب إلى النادي.
الحل الأفضل والأسهل في نظري هو أن تتجاهل الطريقتين السابقتين، وتطبق الطريقة التي نجحت معي فعلا.
طريقة تفعلها لمرة واحدة فقط ولا تتطلب منك جهدا أو متابعة أو حتى إرادة قوية. كل ما عليك فعله هو:
أن تفتح في البنك حسابا إضافيا "غير حسابك الخاص بالراتب" تخصصه للادخار وصنع شبكة الأمان. ثم تطلب من البنك أن يحول إلى الحساب الجديد نسبة معينة من راتبك بغرض الادخار "15 في المائة مثلا" ـ ثم انس أنت وجوده تماما.
الآن، استمتع بالصرف من حسابك الأول بلا حسيب أو رقيب أو حتى تحمل ذلك الشيء البغيض المسمى "انضباط وإرادة قوية".
لا تتأخر في تطبيق هذه الطريقة، وتذكر دائما أن الادخار "وتقسيم الدخل" يظل خيارا شخصيا يقسمه كل إنسان بحسب ظروفه، وطبيعة احتياجاته. المهم في النهاية "وبصرف النظر عن الطرق والأرقام" هو أن تنجح في بناء احتياطي مالي معقول لكي لا تضطر ذات يوم للاقتراض أو طرق أبواب الناس.