نعم .. نستطيع
أحيي الخطوة الجريئة التي بدأتها وزارة الصحة بتوطين الوظائف القيادية في مجال الصيدلة، لقد آن الأوان لبدء مثل هذه الخطوات التي تضع أبناءنا وبناتنا على المحك وأمام التحدي الحقيقي، فنحن نستقبل كل عام آلاف المتخصصين في كل المجالات من جامعاتنا ومن خارج المملكة. القدرة السعودية واضحة والتمكن لا شك فيه أبدا، بل إننا نشاهد كثير من أبنائنا يعتلون مناصب قيادية في مختلف دول العالم، وهذا دليل على أن هذا ممكن ومنا من يستطيع أن يحققه.
لا بد أن نتوقع ردة فعل غاضبة من المنتفعين مما كان يحدث في السابق من تمكين أشخاص لا علاقة لهم بهذه البلاد، بل إنهم كانوا يقاومون أي قدرة وطنية يمكن أن تأخذ مكانهم في المستقبل وهذا أمر طبيعي وبشري، فالخوف على المكاسب جزء أصيل من تركيبة البشر، ومهمتنا هنا هو البحث عن الأفضل لمستقبل البلاد، ليس أعرف ولا أكثر اهتماما بمستقبل الوطن من أبنائه، فهو ملاذهم وفيه أهلهم وأحبتهم.
إن ما بدر من بعض الموظفين الذين تمتعوا لأعوام طويلة بمزايا العمل في السوق السعودية ليس مقبولا أبدا، ولعل الاعتقاد الذي يحاولون أن يبثوه في المجتمع بعدم إمكانية تحقيق الأحلام وبناء الوطن من قبل أبنائه لا يعدو كونه محاولة بائسة مصيرها الفشل كما يعلمون هم، فهم يتعاملون مع الكفاءات السعودية ويعرفونها، وكانوا من قبل يوفرون أفضل الوظائف لمن يريدون بشروط غير احترافية أبدا.
يبقى أن نذكر كل الوزارات بأنه لا يمكن إغفال هذا التحدي الذي باشرته وزارة الصحة، وإنها لمسؤولية وطنية على الجميع أن يبذلوا كل الجهود في سبيل تمكين أبناء الوطن من المناصب القيادية والتخصصية، حتى وإن كان هناك بعض التحفظ الذي يمكن أن يتجاوزه أبناؤنا بالعمل الجاد وبمواجهة المسؤولية والدخول في مسارات التحدي التي توفرها الطفرة الاقتصادية والجاذبية المهمة للسوق السعودية.
ما لم يعمل الجميع في سبيل تحقيق هذا الهدف، فسنبتلى بموجات من المسيطرين على مختلف التخصصات، فبعد أن تأكدت جاذبية السوق سيكون هناك كثير ممن يبحثون عن الاستفادة المؤقتة من نتائجها، وهذا لن يحدث عندما يكون أبناء الوطن هم الذين يقودون مسيرته.