المراجعات الاستثمارية
لا تزال سياسات النقد المشددة مستمرة في الاقتصادات الرئيسة وبشكل أساس الاحتياطي الفيدرالي والبنك الأوروبي لكبح جماح التضخم إلى 2 في المائة، ولا سيما أن العالم ينتظر بيانات التضخم الأمريكي، كما أن معنويات الأسواق لا تزال منخفضة بعد تقرير صندوق النقد الدولي، حيث أكد الصندوق أن التعافي الاقتصادي للعالم لا يزال بطيئا، ومن المتوقع أن يتراجع متوسط النمو العالمي إلى 2.9 في المائة العام المقبل، أي أن الاقتصاد لا يزال متشائما، حيث سجل تراجعات متوالية منذ 2022، أي أن المسار الاقتصادي لا يزال هابطا فالمتوسط التاريخي بحسب تقرير صندوق النقد الدولي للفترة من 2000 إلى 2019 كان 3.8 في المائة، وهذا يظهر شدة الوضع وفق النظرة الاقتصادية الكلية للعالم، على الرغم من الأزمات الاقتصادية التي طالت العالم في تلك الفترة.
الأمر الأكثر أهمية، أن العالم مستمر في تخطي الأزمات المصرفية التي كادت أن تعصف بالعالم، بمعنى آخر: إن الأسوأ أصبح خلفنا وفي ذات الحين العالم يحاول مقاومة الآثار الناجمة من فقدان الثقة ومغريات الملاذات الآمنة، لكن الأمر الذي يقلق كبار المستثمرين في السندات الأمريكية هو الخوف من فشل أسعار السندات الأمريكية، أي تراجعها في الأسواق الثانوية بسبب تخلص المشترين السابقين من السندات الأمريكية، وتعد حالة نادرة لكنها من الأخطار التي يصعب تجاهلها في ظل ظروف جيوسياسية شديدة التعقيد واقتصاد عالمي هش النمو وظهور تشكيلات اقتصادية عالمية متعددة الأطراف غير بارزة بشكل يمكن تأكيد هيمنتها في المستقبل القريب المنظور ولكنها اتجاه موجود.
أسعار النفط تعد حاليا من مؤشرات التضخم العالمية، وقد سبق توصيفها بأنها مسطرة التضخم العالمي، وتأتي نتيجة لا سببا في معظم الحالات الاقتصادية، وإذا ما تطورت الأزمة الحالية في الشرق الأوسط فمن الطبيعي أن نرى أسعاره تحلق عاليا لمستويات تاريخية.
الذهب والدولار إذا ما نظر لهما ضمن الصورة الكبيرة لتقييم الوضع الاقتصادي والاستثماري، فالدولار سنراه في مسار هابط إذا ما حصل أي اختلال في السندات الأمريكية لأي سبب، وبالتالي فإن الذهب سيتولى القيادة في الصعود ملاذا آمنا أخيرا يمكن الاحتكام له بسبب طبيعته وإذا ما أدخلنا العملات الرقمية ضمن المراجعات فقد نرى صعودها، وأقصد العملات الرقمية التي لها أسس قوية من حيث الاستقرار، أي العملات المستقرة نسبية، وعلى الرغم من ذلك لا يمكن الوثوق بها كثيرا إلى حين الاعتراف العالمي الصريح بها وفي جميع الدول بلا استثناء.
يظل السؤال الأكثر أهمية هو، كيف يمكننا الخروج من الأزمات بالثروات أو المحافظة على مواقف ثرواتنا؟
أولا: الاستثمارات النشطة، يفضل الاعتماد على معدل دوران رأس المال كمؤشر للبقاء في الأسواق.
ثانيا: الابتكار والاختراع لمنتجات جديدة من أهم ما يمكن عمله في فترات الركود.
ثالثا: أي فشل في التنوع الاستثماري لا يمكن إصلاحه حاليا، لكن يمكن التخفيف من آثاره إلى حين عودة الازدهار.