تطبيقات البلوكتشين في الطاقة الكهربائية

تعد سلسلة الكتل أو البلوكتشين Blockchain من التقنيات الواعدة في القرن الحالي، وتشير إلى وجود مجلد مشترك غير قابل للتغيير بحيث يسهل عملية تسجيل المعاملات والتحقق منها دون الحاجة إلى كيان مركزي وتتبع الأصول. ومن أشهر تطبيقات سلسلة الكتل هو تسجيل المعاملات من نظير إلى نظير للعملات المشفرة مثل بيتكوين. وفي صناعة الطاقة الكهربائية، أوجدت تقنية سلسلة الكتل مكانا لها في عديد من التطبيقات، حيث تتمتع بالقدرة على إحداث تحول في قطاع الطاقة الكهربائية من خلال الابتكارات التقنية، مثل تثبيت ألواح الطاقة الشمسية الكهروضوئية على أسطح المنازل وتفعيل المركبات الكهربائية وتمكين العدادات الذكية. وعلى الرغم من أن الطاقة في الأغلب ما تكون أقل شهرة في استخدام تقنية سلسلة الكتل، إلا أن المنتدى الاقتصادي العالمي ومعهد ستانفورد وودز للبيئة وشركة PwC أصدرت تقريرا مشتركا يحدد أكثر من 65 حالة استخدام حالية وناشئة لسلسلة الكتل. وتتضمن حالات الاستخدام نماذج أعمال جديدة لأسواق الطاقة وإدارة البيانات في الوقت الفعلي ونقل أرصدة الكربون وشهادات الطاقة المتجددة.
عندما يتداول المستخدمون بعملة بيتكوين، تقوم شبكة واسعة وموزعة من أجهزة الحاسب بالتحقق من المعاملة وتسجيلها، حيث يتم تخزينها بشكل ثابت في سلسلة الكتل الخاصة ببيتكوين، وتكون مرئية لجميع المستخدمين. من الناحية النظرية، يمكن لتقنية سلسلة الكتل تمكين تداول العملات بسرعة وبشكل آمن وشفاف. وبالمثل، يمكن أيضا استخدام تقنية سلسلة الكتل في التعاملات مع أنظمة الطاقة الكهربائية. في 2017، جمعت الشركات الناشئة في العالم أكثر من 300 مليون دولار لتطبيق تقنية سلسلة الكتل في صناعة الطاقة، حيث ترغب هذه الشركات الناشئة في تعزيز الأسواق في سبيل تداول الكهرباء أو حتى إنشاء أسواق جديدة، من خلال تسهيل المعاملات من نظير إلى نظير التي تتجاوز المرافق المركزية أو مزود الطاقة بالتجزئة، ويأمل آخرون في استخدام تقنية سلسلة الكتل لتتبع إنتاج الطاقة المتجددة. وتقترح بعض الأبحاث والتقارير استخدام تقنية سلسلة الكتل لتسهيل دفع تكاليف شحن المركبات الكهربائية وإدارة تعاملات العملاء. وتركز المرافق التي تتطلع إلى تطبيق تقنية سلسلة الكتل في أسواق الكهرباء على ربط المستخدمين بالشبكة، حيث تقدم تقنية سلسلة الكتل مع إنترنت الأشياء للمستهلكين في تداول وشراء الطاقة مباشرة من الشبكة بدلا من تجار التجزئة. وفي حين أن توزيع الطاقة بالجملة هو تطبيق أساسي لعديد من الشركات، إلا أنه ليس محور اهتمام جميع شركات الطاقة. فقد أظهر تقرير "سلسلة الكتل في الطاقة" الصادر عن شركة وود ماكينزي أن 59 في المائة من مشاريع سلسلة الكتل في الطاقة هي من أجل بناء أسواق طاقة من نظير إلى نظير وكذلك العقود الثنائية. وتعرف أسواق طاقة من نظير إلى نظير على أنها شبكة مشتركة من الأفراد أو الكيانات الذين يتاجرون ويشترون الطاقة الزائدة من المشاركين الآخرين.
من جانب آخر، تؤثر تقنية سلسلة الكتل في إدارة بيانات الكهرباء من خلال توفير قدر أكبر من الكفاءة والتحكم في مصادر الطاقة الخاصة بالمستهلكين، إضافة إلى تحديثات آمنة لبيانات استخدام الطاقة في الوقت الفعلي.
ختاما، من أجل تنظيم تقنية سلسلة الكتل بشكل فاعل، يجب على إدارة المرافق وشركات الطاقة الكهربائية الاستثمار في استغلالها واستخدامها، وتطوير المعايير الفنية لديها، وتمكين مشاريع سلسلة الكتل من خلال إنشاء مشاريع تجريبية صغيرة النطاق. وعلى الرغم من أن المشكلة تكمن في أن مرافق الطاقة الكهربائية هي كيانات بطيئة في التكيف لتتجنب المخاطرة، إلا أن الإجراءات من قبل المرافق لهي وحدها القادرة على توجيه التحول في أنظمة الطاقة الكهربائية، لتوفير طاقة أكثر موثوقية وكفاءة وأقل تلوثا وتكلفة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي