أمريكا بعد ذروة السيارات والوجبات الخفيفة «2 من 2»

في ظل كل الضغوط التي تواجهها السيارات، من الصعب عليها تحديد كيف ستهيمن على عناوين الأخبار الاقتصادية في المستقبل، ما لم تتوقف الروبوتات عن العمل في يوم من الأيام. ومن المثير للاهتمام أن شبكة NBC ألغت أخيرا مسلسل American Auto، وهو مسلسل كوميدي تدور أحداثه حول شركة سيارات متعثرة.
الجوهرة الثانية في رباعية جيري ماجواير، المتمثلة في المشروبات الغازية، لا تتأثر بفعل تغير أذواق الأطفال، بل بسبب تغير الأذواق لدى الأشخاص الذين يعانون زيادة الوزن. واليوم، نجد أن نصف البالغين الأمريكيين - أكثر من 135 مليون شخص- إما مصابون بمرض السكري وإما في مرحلة ما قبل الإصابة بالسكري. لكن في الأشهر الستة الماضية، انخفضت أسعار أسهم شركات الوجبات الخفيفة، مثل: هيرشي ومونديليز بنحو 30 في المائة.
ويشعر المستثمرون والمسؤولون التنفيذيون في مجال صناعة المواد الغذائية بالقلق إزاء الاستخدام المتزايد لأدوية فقدان الشهية مثل أوزمبيك وويجوفي. وقد أظهرت دراسة أجريت 2021 أن الأشخاص الذين يتناولون مثل هذه الأدوية لمدة عام يقللون من السعرات الحرارية التي يتناولونها ويفقدون نحو 15 في المائة من وزن أجسامهم. وتشير تقارير بنك "مورجان ستانلي" إلى أن 65 في المائة من مرضى السمنة يشربون كميات أقل من المشروبات الغازية السكرية، ويقول الرئيس التنفيذي لشركة وول مارت الأمريكية للبيع بالتجزئة: إن سلة التبضع تقلصت بالفعل، مع "وحدات أقل وسعرات حرارية أقل". ومن الممكن أن تنخفض فاتورة الغذاء الأمريكية بعدة نقاط مئوية.
بطبيعة الحال، تواجه هذه الأدوية الجديدة عديدا من العقبات. قد يكشف الاستخدام طويل الأمد عن آثار جانبية خطيرة أو دليل على أن تأثيرها لكبح الشهية سيتلاشى. من المحتمل أيضا أن يصاب مستهلكو هذه الأدوية بالاكتئاب عندما يفقدون شهيتهم تجاه كعك "كرسبي كريم" وقنينات مشروب "ماونتن ديو" الغازي.
من ناحية أخرى، تكافح شركات التأمين لتحديد نوعية الأدوية التي تجب تغطيتها ولمن. إن هذه الأدوية مكلفة للغاية، ولكن إذا فقد العملاء وزنهم، فسيصبحون أقل عرضة للإصابة بأزمات قلبية، أو يتطلبون جراحة استبدال الركبة المكلفة، أو يعتمدون على الدراجات البخارية الكهربائية للتنقل في مراكز التسوق.
إذا كان الأمريكيون ينفقون أقل على السيارات ويستهلكون كميات أقل من الطعام، فأين ستذهب هذه الأموال؟ وينبغي لهذه الاتجاهات أن توفر مزيدا من الاستثمارات للتجارب الترفيهية، سواء كانت اشتراكات البث المباشر، أو جولات الحفلات الموسيقية، أو ألعاب الفيديو، أو الإجازات العائلية.
قد تجد شركة ديزني أن مزيدا من المعجبين يزورون متنزهاتها الترفيهية، لكنهم ينفقون أقل في متجرMinnie’s Bake Shop لبيع الحلويات والمخبوزات. يمكن أن يبدو حساب "ميتافيرس" الخاص بمارك زوكربيرج أو تقنية جوجل للتواصل "ستار لاين" في متناول المستخدمين المحتملين. وقد تتمكن المغنية تايلور سويفت من رفع أسعار حفلاتها الموسيقية إلى مستويات أعلى أو بث صور رمزية لأداء أغانيها في وقت واحد في الملاعب حول العالم. يمكن أن تحقق خطوط الرحلات البحرية أرباحا أعلى من خلال عدم تكديس كميات هائلة من الطعام في البوفيهات على متن السفينة.
عندما تم عرض فيلم "جيري مجواير" لأول مرة، لم تكن لدينا أجهزة آيفون، ولا منصات بث، ولا سيارات كهربائية. فقد بدا مصطلح شبكة الجيل الخامس كأنه مكان في مرأب للسيارات، وكان "السحاب" في السماء فقط. وكانت السيارات والمشروبات السكرية تبدو كأنها ثوابت دائمة في الحياة الأمريكية. لكن قريبا قد تصبح من الماضي.
خاص بـ «الاقتصادية»
بروجيكت سنديكيت، 2023.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي