"إكسبو الرياض" .. تجربة استثنائية تجمع بين الأصالة والحداثة
تترقب المملكة نتائج استضافة ملف معرض الرياض إكسبو 2030، الذي سيعلن هذه الأيام، حاملة على عاتقها مسؤولية دعوة جميع الأمم إلى العمل معا من أجل تحقيق الهدف المشترك، بالمضي نحو مستقبل أفضل بالعمل المناخي، بما يحقق الازدهار للجميع في غد أفضل، ما يحفز على معالجة التحديات الاقتصادية، والعلمية والتكنولوجية المطروحة بالابتكار.
تتبنى العاصمة السعودية، أدوارا مهمة في مرحلة حرجة من عمر العالم، الذي يشهد تغييرات كبيرة، تتطلب من الجميع التكاتف لرسم آفاق المستقبل ضمن هدف واحد وطموح مشترك، معتمدة على السياحة كوسيلة لإيصال رسالتها العالمية، من خلال موقعها المتميز، الذي يرتبط بنصف سكان الأرض عبر أقل من ست ساعات طيران.
بحلة سياحية متكاملة، تستعد عاصمة المملكة لاستقبال زوار المعرض الدولي الأهم إكسبو 2030، حيث سيشهد ذلك العام زيارة نحو 40 مليون زائر من 179 دولة، وترى الجهات المنظمة في المعرض فرصة كبيرة لتعزيز التواصل والترابط الثقافي بين مختلف أمم وشعوب العالم، إذ تعد السياحة تهذيبا للعقل، ووسيلة لإلغاء الأفكار المسبقة وتغييرها، بالتحفيز والتكيف وجذب الاهتمام.
أعدت السعودية عدتها للمستقبل برؤية 2030 الطموحة، التي حملت كثيرا من مشاريع المستقبل إلى عصرنا الحالي، معتمدة على بنية تحتية سياحية مستدامة صديقة للبيئة، تجذب الزوار من كل أنحاء العالم، مهيئة الظروف الشاملة بإقامة الفعاليات على مدار العام بمختلف المواسم، التي تقام وفقا لطبيعة كل منطقة جغرافيا ومناخيا بما يحقق أفضل التجارب على الإطلاق، مستهدفة استقطاب 100 مليون زائر خلال 2030، ستحتضن الرياض 50 في المائة منهم.
في مملكة لا تتوقف عن النمو والازدهار، تتميز بمشاريع متعددة الاستخدامات ومراكز الأبحاث والمرافق الرياضية والوجهات الترفيهية والسياحية بما يتناسب مع الاحتياجات البشرية مع إعطاء الأولوية لملاءمة العيش والصحة والرفاهية، فضلا عن سهولة الوصول إلى الأماكن المقدسة والحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
ولتقديم زيارة متكاملة للزوار، يتطلع منظمو الرياض إكسبو 2030 إلى اتباع نهج واسع النطاق سيعود بفوائد كثيرة على الزوار، وبالتالي سيزيد من عددهم الإجمالي، من خلال طرح بطاقة خاصة تعرف باسم بطاقة المملكة 2030، وذلك استنادا إلى نظام تذاكر مركزي يتيح الاطلاع على المعلومات في الوقت الحقيقي لمعرفة مدى توافر البطاقات إلى الفعاليات الفردية والخدمات الإضافية ذات الصلة، للجمع بين جاذبية إكسبو 2030 وإمكانات بطاقة المملكة 2030.
في توجه بيئي مشترك بين أهداف إكسبو 2030 ورؤية المملكة، أقامت السعودية مشاريع بيئية كبرى، تستهدف الزوار والسياح من مختلف أنحاء العالم، للاستمتاع بتجربة سياحية مميزة، من أهمها، حديقة الملك سلمان التي تضم مناطق خضراء تزيد مساحتها على 9.3 مليون متر مربع تشمل حديقة بالطراز الإسلامي، والمتاهة الزراعية، ومحمية الطيور والفراشات، وحدائق متنوعة، ومسارا دائريا للمشاة، وعناصر مائية، ومرافق ثقافية ومتاحف.
أما مسار الرياض الرياضي، الذي يمتد على طول 135 كيلومترا، ويربط بين وادي حنيفة في غرب المدينة ووادي السلي في شرقها، ويشتمل على مسارات آمنة ومشجرة للمشاة، ومسارات مخصصة للدراجات الهوائية، ومسارات للخيول، وبرج رياضي يضم ملاعب لمختلف الرياضات والألعاب الداخلية.
شكلت النسخ السابقة لمعارض إكسبو لوحة فنية، وفي الرياض هنالك مشروع فني طموح باسم "الرياض آرت"، يضم أكثر من ألف عمل ومعلم فني من إبداع فنانين محليين وعالميين لعرضها أمام الجمهور في المدينة، ضمن عشرة برامج، وأبرز هذه المشاريع معلم الرياض، متنزه الفنون، وادي الفن، جسور وادي الفن، الفن العابر، محطات الفن، ميادين الفن، بوابات الرياض، جواهر الرياض، حدائق المرح، ونور الرياض.
تعد الرياض من المدن المتكاملة سياحيا، وفيها أيقونة المكعب في مشروع المربع الجديد، الذي سيجسد رمزا حضاريا عالميا للمدينة بتصميمه الفريد واحتوائه على أحدث التقنيات المبتكرة، وسيضيف أكثر من 19 كيلومترا مربعا لمساحة الرياض، بمساحة تتجاوز مليوني متر مربع، ليكون أكبر "داون تاون" حديث عالميا، كما ستضم الرياض مشروع سيكس فلاقز في القدية، أحد أهم المشاريع الترفيهية إقليميا، حيث يتضمن أكبر مدينة مائية ترفيهية بمساحة 250 ألف متر مربع.
القادمون للرياض إكسبو 2030 سيحظون بتجربة استثنائية في مجالات عدة أبرزها السياحية والترفيهية، حيث سيكون متاحا لهم زيارة كل مناطق المملكة، التي تتميز بالجغرافيا المتنوعة، والمناخ المتفاوت من مكان إلى آخر، حيث الطبيعة الجبلية والغابات الخضراء، والشواطئ البحرية المترامية على طول نحو ألفي كيلومتر مربع، إضافة إلى الطبيعة الصحراوية الشرقية، التي تحمل التاريخ بين كثبانها الرملية.
طرحت الرياض استراتيجية تعاون مع الدول الإقليمية، بإقامة شراكة قوية في مجال السياحة مع الدول المجاورة والدول الأخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بناء على الروابط التاريخية والقيم المشتركة بين السعودية وتلك الدول، حيث تستهدف هذه الشراكة المحتملة على وجه الخصوص الزوار الأجانب الذين قد يكونون على استعداد لقضاء فترات أطول في المنطقة، لزيارة دول عدة خلال رحلتهم.
سيقام المعرض طوال ستة أشهر، في مدينة تجمع بين التاريخ العريق والحداثة، بما يتيح للزوار فرصة زيارة الأماكن السياحية في البلاد، إضافة إلى خوض تجارب سياحية متعددة، أبرزها مشروع بوابة الدرعية، الذي يعد أكبر مشروع تراثي وثقافي في العالم، يضم كثيرا من المتاحف والفنادق والمتاجر والمطاعم، لكونه وجهة عالمية للثقافة والاسترخاء والتسوق والضيافة، إضافة إلى عيش تجربة تراثية غنية بالتقاليد العريقة.
سيتاح لزوار إكسبو 2030، زيارة أهم مشروع سياحي صديق للبيئة (آمالا) البحر الأحمر، الذي سيزيد الحفظ البيئي في منطقة المشروع بنسبة 30 في المائة، بحلول 2040، باعتماد كلي على الطاقة المتجددة، لإرساء معايير جديدة للسياحة المتجددة، بإنشاء أكبر منشأة لتخزين البطاريات في العالم، لتوليد الطاقة من خلال ألواح الطاقة الشمسية وتوربينات الرياح، ما يمنع الانبعاثات التي تقدر بنصف مليون طن سنويا.